وزيرالتهذيب : نسعى لإنشاء منتخبات علمية للمنافسة :|: رئاسيات السنغال : بدء فرز الأصوات :|: رئاسيات السنيغال : إغلاق صنادق الاقتراع :|: مواعيد الافطارليوم14رمضان بعموم البلاد :|: حادث سيريخلف 3 وفيات قرب أغشورغيت :|: وزيرالزراعة يضع حجر الأساس لسد "لكعيده" :|: فوائدلتناول التمربوجبتي الإفطار والسحور :|: توزيع الجوائز الأسبوعية لمسابقة (وام) :|: إشادة بتعهدات الرئيس التي جسدتها "التآزر" :|: الأمين العام لـ« أوبك » : النفط عصب الحياة الحديثة :|:
أخبار
اقتصاد
تحقيقات وتقارير
مقابلات
منوعات
الرأي
مواقع

الأكثر قراءة

طول أصابع اليد يكشف سمات شخصية !!
الموعد الأنسب لممارسة الرياضة في رمضان
مرسوم يحدد صلاحيات الشرطة البلدية
تعيينات هامة في قناة الموريتانية
الجزائر والمغرب والصحراء.. يكرهونه أكثر مني..
الاعلان المشترك : شراكة استراتيجية تؤسس لعلاقة جديدة *
توقيف لصوص سرقوا 60 مليون أوقية من شركة بنواكشوط
الوجيه والسياسي عبد الحي ولد محمد لغظف يطالب من مقاطعة تامشكط بمأمورية ثانية لرئيس الجمهورية
ما أقصروأطول ساعات الصيام في رمضان 2024/1445؟
دولتان عربيتان بين أكبرمنتجي ومصدري الطماطم عالميا
 
 
 
 

نصائح مهمة في صفات المؤرخ الحقيقي/محمد المصطفى ولد البشيرباحث في التاريخ المغاربي

lundi 24 mai 2010


يبدو لي أن من يمتهن فن الكتابة هذه الأيام خاصة في مجال البحث التاريخي لا يحترم ضوابط ومناهج هذا المجال من العلوم الإنسانية وأعني مجال علم التاريخ فليس كل من يحاول الكتابة فيه يصبح مؤرخا كما قد يتصوربعض الناس، أو كما يتخيل بعض الكتاب حينما يسطرون صفحات طويلة عن حوادث ماضية أو معاصرة ويعتقدون بذلك أنهم يكتبون تاريخا ما داموا قد أمسكوا بالقلم والقرطاس... فلا بد من أن تتوفر في المؤرخ الصفات الضرورية وأن تتحقق له الظروف التي تجعله قادرا على دراسة التاريخ وكتابته، إذن فما هي الصفات الواجب توفرها في المؤرخ؟ وهل ينبغي للمؤرخ أن تتوفر فيه ملكة النقد؟ بعبارة أخرى كيف يتعامل المؤرخ مع الوثيقة التاريخية؟ هذا ما سأجيب عليه بشكل مقتضب ومختصرفي الأسطر القليلة القادمة إن شاء الله.

من الصفات الواجب توفرها في المؤرخ أن يكون محبا للدرس جلدا صبورا فلا تمنعه وعورة البحث والمصاعب والعقبات عن مواصلة العمل، ولا توقفه ندرة المصادر ولا يصرفه عن عمله غموض الوقائع والحقائق التاريخية وإختلاطها أو إضطرابها وينبغي عليه أن يقضي الشهور والسنوات وهو يعمل ويرتحل من بلد لآخر، وفي وطنه وفي كل مكان يمكن أن يعثر به على ما يفيده وينبغي عليه أن لا يتسرع أو يقتضب تعجيلا لنيل منفعة لأن هذا سيكون على حساب العلم والحقيقة التاريخية التي هي غاية ومبلغه، وينبغي على المؤرخ أن يكون أمينا شجاعا مخلصا فلا يكذب ولا ينتحل ولا ينافق أصحاب الجاه والسلطان ولا يخفي الأحداث والحقائق التي لا يعرفها غيره في بعض الأحيان والتي قد لا ترضيه أولا ترضي من ينتمي إليهم "سواء كان ذلك الإنتماء في العقيدة أو في الفكر أو حتى في النسب" إذ أن لا رقيب عليه غير ضميره، ومن يخرج على ذلك لا يمكن أن يعد مؤرخا، ولا ريب أن الكشف عن عيوب الماضي وأخطائه تفيد إلى حد كبير في السعي إلى تجنب عوامل الخطأ في الحاضر، وعدم الكشف عنها يعد تضليلا وبعدا عن التبصر والمصلحة ".

وقد يكون إخفاء الحقيقة التاريخية عملا وطنيا في بعض الظروف كما تفعل كل الأمم" ولكن لابد من ظهور الحقيقة بعد زوال الضرورة التي دعت إلى إخفائها حتى يمكن إستخلاص أكبر قسط من الحقيقة التاريخية ولا يمكن أن يكتب التاريخ بغير التوصل إلى الوقائع الصحيحة وينبغي على المؤرخ أن يكون بعيدا عن حب الشهرة والظهور ولا يحفل بالكسب والأتعاب والجاه والمناصب وأن يكرس نفسه لعمله العلمي في صمت وسكون من دون أن يوزع جهده هنا وهناك ودون أن يقوم بأعمال أخرى، إذ أن الحقيقة العلمية التي قد يكشف عنها تعدل كل ألوان الكسب وصنوف المناصب أو تزيد عنها، وهؤلاء العاكفون المتفرغون للدرس والبحث العلمي في كافة العلوم والفنون ومنهم بطبيعة الحال المؤرخون هم الذين يقوم على أكتافهم على نحو أساسي تقدم الإنسانية وإزدهار الحضارة، ويلزم للمؤرخ أن تتوفر له ملكة النقد فلا يجوز له أن يقبل كل كلام أو يصدق كل وثيقة أو مصدر بغير الدرس والفحص والإستقراء فيأخذ الصدق أو أقرب ما يكون إليه ويطرح جانبا ما ليس كذلك وإذا أعوزت المؤرخ ملكة النقد سقطت عنه صفته وأصبح مجرد شخص يحكى له ما يبلغه على أنه حقيقة واقعة وليس بهذا مؤرخا يدرس أو يكتب التاريخ.

ومن الضروري أن يكون المؤرخ ذا عقل واع مرتب ومنظم لكي يستطيع أن يميز بجلاء بين الحوادث وينسق أنواع الحقائق ويفيد بها في الوضع المناسب ولكي يكون قادرا على تحديد العلاقة بين حوادث التاريخ في الزمان والمكان ويربط بينها على إتساق وتوافق وبغير ذلك تختلط الحوادث إمام المؤرخ ويضطرب تفصيلاتها ويعجز عن الربط بينها ويفقد صفته كمؤرخ وأقول أخيرا وليس أخرا كإستنتاج بأن الصفات الأساسية للمؤرخ عدم التحيز، بشكل مبدئي فعليه أن يحرر نفسه بقدر المستطاع من الميل " الذي يقع فيه للأسف الكثير ممن يكتب أو يحاول الكتابة اليوم الميل في الفكر" أو الإعجاب أو الكراهية لعصر خاص أو لناحية تاريخية معينة وهو بمثابة " أي المؤرخ" القاضي الذي لا يكون حكمه أقرب إلى العدل إلا بقدر المستوى الذي يصل إليه من البعد عن التميز والهوى.

وكذلك على المؤرخ " أن يكون صاحب إحساس وذوق وعاصفة لا أقول جياشة وتسامح وخيال بالقدر الذي يتيح له أن يدرك آراء غيره ونوازعه و خلفياته الفكرية، وبذلك يمكنه أن يتلمس أخبار الماضيين الذين أثروا في المجتمع ويحس ما جاش في صدورهم من شتى العواطف ويفهم بقدر المستطاع الدوافع التي حركتهم لإتخاذ سلوك معين في الزمن الماضي... وأختم بأن آثار الإنسان لتتحدث إلى قلب المؤرخ الحقيقي، فيجد في تناياها صدى البشر على مر التاريخ القديم والمعاصر وصدى نفسه وتتجلى فيه روح العلم والفن ويبعث التاريخ حيا ويحيا في التاريخ ويعيش فيه.

E-mail : mohamedmostapha1@hotmail.com

عودة للصفحة الرئيسية

الصفحة الرئيسية   |   أضفنا إلى مفضلتك   |   من نحن؟    |   اتصل بتا