شهد جنوب لبنان تصعيداً عسكرياً بالتزامن مع حرب غزة، وبدأ الجيش الإسرائيلي بحشد قواته وآلياته على الجبهة الشمالية.
وأعلن كلّ من الجيش الإسرائيلي و"حزب الله" اللبناني عن قصف الجانب الآخر بالصواريخ، منذ اليوم التالي لبدء عملية حركة حماس على أهداف إسرائيلية خارج قطاع غزة، في 7 أكتوبر/ تشرين الأول الحالي.
ويستمر القصف المتبادل يومياً ولو بشكل متقطع.
ونعى حزب الله ثلاثة من عناصره، كما أعلنت إسرائيل عن مقتل ضابط وجنديين في تبادل إطلاق النار على حدود لبنان.
ومع دخول عملية "طوفان الأقصى" -التي أطلقتها المقاومة الفلسطينية وفي مقدمتها كتائب القسام الذراع العسكرية لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)- يومها السادس، أطلقت المقاومة في غزة رشقات صاروخية باتجاه تل أبيب وعسقلان وبئر السبع وحيفا، فيما تواصل قوات الاحتلال تدمير الأحياء السكنية واستهداف المدنيين في قطاع غزة.
واستشهد 1203 فلسطينيين منذ بدء الغارات الإسرائيلية على قطاع غزة وأصيب 5763 آخرون، في حين ارتفع عدد القتلى الإسرائيليين على يد المقاومة الفلسطينية إلى 1300.
ويرى البعض أن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بينيامين نتنياهو يقود البلاد إلى حرب لا تُعرف أهدافها المحددة ونتائجها.
وقد صبت الصحف الإسرائيلية اهتمامها على تحليل الوضع الراهن للحرب التي أعلنتها إسرائيل على حركة حماس في أعقاب الهجوم المفاجئ الذي شنته الحركة على إسرائيل السبت الماضي .
وأنحى بعض الكتاب في الصحف باللائمة على أداء رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بينما طالب البعض بتغيير استراتيجية الحكومة في التعامل مع حركة حماس، وحذر آخرون من أن بقاء إسرائيل أصبح على المحك.
ونستهل جولتنا بمقال في صحيفة جيروزاليم بوست التي نشرت مقالا بعنوان "هذه المرة، يجب على إسرائيل أن تطيح بحماس"، كتبه المحلل الأمني الإسرائيلي، رافاييل بن ليفي.
ويرى بن ليفي أن استراتيجية إسرائيل لمواجهة حركة حماس، منذ سيطرتها على قطاع غزة عام 2006 أصبحت غير ناجعة وانهارت بالكامل.
ويضيف الكاتب قائلا إن إسرائيل كانت ترد على هجمات حركة حماس السابقة المتقطعة بمستوى معقول من الردع، وكان" ذلك من خلال تدمير أجزاء من البنية التحتية لإنتاج الصواريخ وبعض المباني التي كانت تضم أجزاءً من المؤسسة السياسية والعسكرية لحماس".