وا اسناتاه /حبيب الله ولد الهريم

الحمد لله

لقد تكبد بعض ، أقول بعض، المزارعين في السنوات الثلاثة الماضية خسارات شنيعة بسبب نقص آليات الحرث و الحصاد مقارنة بالمساحات المزروعة إضافة إلى كثرة الأعطال و بطء عمليات التصليح أحيانا

و لقد كتبت عن تلك الحالات مقدما بعض الملاحظات و المقترحات تبرئة للذمة ورغبة في المساهمة في دفع عجلة التنمية الزراعية بعيدا عن فكرة النقد العقيم و لهذين الدافعين أطلق اليوم صرخة الإستغاثة.

فلقد نبهت مثلا إلى أن التوسع في المساحات المزروعة، أفقيا كان أم رأسيا، يجب أن تصاحبه زيادة متناسبة في عدد الآليات و أوصيت برفع الرسوم الجمركية عن تلك الآليات و قد تحقق ذلك فعلا و الحمد لله و اقترحت على أصحاب المزارع الجماعية الكبيرة تأسيس تعاونيات استخدام الآليات الزراعية و حاولت إقناع بعضهم و هذا لم يقع للأسف.
لقد تقرر أخيرا تخلي شركة الخدمات الزراعية (اسنات) عن آلياتها لصالح المزارعين و قد يقول قائل أو متقول إن الوقت لم يزل مبكرا على تقييم هذه العملية و إصدار حكم موضوعي لها أو عليها.

و الواقع هذه اللحظة أن لسان حال المزارعين يصيح بصوت مبحوح تقطعه الحشرجة ( وا اسناتاه) و يقول الواقع إن الكارثة قد حصلت هذه الحملة :

الأمطار قد بدأت، الآليات كثيرة الأعطال، قطع الغيار غير متوفرة، كفاءة بعض من يوجد من الميكانيكيين تحتاج إلى التأكيد و حتى السائقين الذين تم تكوينهم على عجل في المدرسة الزراعية يحتاجون إلى فترة مراس قبل أن يكون بمقدورهم الحفاظ على آليات ضعيفة كهذه.

في اجتماع مع اللجنة الفنية التي أشرفت على تنفيذ برنامج تخلي اسنات عن الآليات لصالح المزارعين سألت عن خدمات ما بعد البيع أعني قطع الغيار و التصليح أجابني أحد المهندسين في اللجنة، و هم زملاء أعرفهم جيدا و يعرفونني و لا أحد يشكك في كفاءتهم و لا في و طنيتهم، أجابني بأن القطاع الخاص سيوفر تلك الخدمات. وجدت الجواب منطقيا متوهما أن الأمر قد تم تنظيمه بالفعل.

اقترحت على المزارعين في المنطقة التي أعمل بها رصد مبلغ معتبر لتوفير كميات من قطع الغيار كثيرة الإستخدام و متطلبات اللحامة و خدمة العجلات و بناء عنابر تحمى من الرياح و الحرارة و الأمطار قبل استلام الأليات و لعل ذات اليد و عدم الإقتناع حالا دون تحقيق هذا المقترح.

ليعلم الجميع أن الحملة الزراعية الخريفية 2014 تواجه خطرا حقيقيا و لانتشالها نحتاج غطاسين في بحر القرارات السيادية الشجاعة قبل فوات ما تبقى من الأوان ولم يبق منه إلا القليل.

ألا هل بلغت اللهم فاشهد.