في مساء يوم 10 يناير2011 وبعد وصولي للمنزل بقليل رن جرس هاتفي فاستقبلت المكالمة :
آلووووووووووووووو :قال المتصل
أجبت :نعم
قال المتصل : معك زميلك السيد ولد محمودي (كنت تعرفت عليه في مؤسسة صحراء ميديا)
رددت مرحبا
قال :منذ زمن وأنا أبحث عنك
رددت عليه :خيرا،منذ شهر ونصف كنت في غامبيا
قال :لدي لك فرصة عمل نادرة
سألته :أفصح؟
فرد قائلا : لدي قريب يمتلك مؤسسة إعلامية تتألف من موقع وإذاعة تب تجريبيا على الانترنت وصحيفة ويبحث عن مدير للاذاعة وهو رجل أعمال.
قلت : فعلا هذا مشروع مغر
فبادرني بالقول :مقر المؤسسة في عمارة النجاح بنواكشوط وأريد منك ان تأتي إلي حالا.
شكرته وقلت له سوف آتيك بعد ساعة،فرحت في نفسي وبدأت أصلح من حالي(كانت ثيابي غير جيدة للاستقبال وشعر رأسي طويل)،ولكن أصلحت ماتيسر من حالي وبحثت عن ياب مناسبة بالاعارة وغادت في سيارة أجرة .
وصلت إلى عمارة النجاح واتصلت على زميلي السيد هاتفيا فجاءني ورافقني إلى المدير العام السيد يوسف ولد حرمه.
دخلت معه إلى مكتب المدير وعقدنا جلسة قصيرة تم فيها التعارف وبحث طبيعة الأمور المادية واتفقنا على بدء العمل من صباح الغد وقال المدير يوسف موجها الكلام لي :" لقد تعرفت عليك من خلال بعض من عملوا معك وقد أثنوا عليك".
عدت للمنزل وبدأت في تجهيز نفسي للقاء مدير المدرسة غدا والاستقالة وهي مسألة كنت أعرف انها لن تهون عليه (أدرس له 38ساعة من مواد مختلفة).وطبعا كان الأمر كذا لك فقد أرعد وأزبد عندما قدمت له مراجعه وأخبرته باستقالتي وقال :"أفسدت علي مدرستي" فرددت عليه :"أنت تبحث عن مصلحتك ولايهمك في مصلحتي فكيف لاتقبل زيادة راتبي ب100 اوقية مثلاومع ذلك تود ان أبقى معك لأطول وقت ،لا لن أفعل هذه سنتي الخامسة معك في المدرسة والراتب هو نفسه وتحتسب علي أيام الغياب والعطل ،ألا تدري ان ظروفي تزداد صعوبة يوما بعد يوم بسبب تجمد الراتب وغلاء الاسعار؟"ثم ودعته وانصرفت.
عدت للمنزل وكنت قد أخذت سلفة مسبقة من مدير المؤسسة الجديدة "وكالة أنباء أطلس" فأصلحت من حالي وارتديت بذلة فاخرة عندي واتجهت لمقر المؤسسة في عمارة النجاح.
عند دخولي لاحظت أن عيون الشباب والشابات العاملين ترمقني وتركز علي حيث كانت نظرتهم اليوم تختلف عن الأمس حيث المظهر جد متواضع ..ولكن المظهر ليس كل شيئ حي يقول المثل الفرنسي :(المظاهر غالبا ما تكون خداعة).
في الساعة الحادية عشرة ....
يتواصل ...
بقلم : محمد ولد محمد الامين(نافع)
ملاحظة : لفهم هذه اليوميات في جزئها الثاني من المفيد جدا مطالعة الجزء الأول منها تحت عنوان :" يوميات طالب الغربة في 67حلقة" .
ولمن يرغب فيها أن يبعث للكاتب على العنوان البريدي الالكتروني. الكاتب نشرت له جامعة جورج تاون الأمريكية في بعض كتبها التي تدرس بجامعات العالم (حلقات من الجزء الاول يوميات طالب الغربة).
للتعليق والملاحظات :
ouldnafaa.mohamed@gmail.com