قدم موقع "وول ستريت 24/7" خمسة أسباب تفسر عدم ارتفاع أسعار النفط، وبالطبع هناك أسباب أخرى ولكن التقرير لم يتطرق إلى دور تحركات العملة حيث ارتفع الدولار مقابل معظم العملات الرئيسية في الآونة الأخيرة ويتم تسعير النفط بالدولار، كما أغفل التقرير عاملاً آخر وهو التطورات التي قد تحدث بالنسبة إلى إيران.
وفي الوقت الحالي يُنظر إلى السوق الصاعد للنفط الذي ارتفعت خلاله الأسعار إلى 140 دولاراً للبرميل، كأنه تاريخ قديم، حيث وصلت الأسعار مؤخراً إلى مستويات لم تشهدها منذ عام 2012.
ومن المعلوم أن ارتفاع النفط يتسبب في رفع أسعار السلع بسبب تزايد تكاليف الإنتاج والنقل، ولكن في الوقت الحالي يواجه الاقتصاد العالمي تراجعاً مطرداً في أسعار النفط في الأشهر الأخيرة وهو ما قد يساهم في حدوث انكماش مما يشكل في حد ذاته مصدراً للقلق.
1- طفرة الطاقة الأمريكية :
ساهمت طفرة الطاقة في أمريكا الشمالية في زيادة إمدادات النفط العالمية، حيث شهدت صناعة النفط والغاز في ولاية داكوتا الشمالية، تكساس، لويزيانا وأوكلاهوما وغيرها توسعات رئيسية في جميع نواحي الجانب الصخري، وهو ما ساهم في خلق طلب قوي على موردين خطوط الأنابيب والمعدات، فضلا عن خطوط السكك الحديدية، ولكن في النهاية هذا يمكن أن يسبب اختناقات حادة في الإمدادات.
وعندما زادت أسعار النفط عن 100 دولار تدفقت الأرباح، بينما بدت المشروعات أقل جاذبية عندما وصلت الأسعار إلى 90 دولاراً، وإذا انخفضت دون 80 دولاراً سيصيب الخمول العديد من المشروعات.
وساعدت طفرة الطاقة في أمريكا الشمالية في تعزيز الإمدادات العالمية، والتي بالتالي خفضت أسعار النفط، وبالفعل حذرت منظمة الدول المصدرة للبترول "أوبك" ودول أخرى من أن أمريكا الشمالية لا تزال المحرك الرئيسي لنمو المعروض من خارج "أوبك" في عام 2014.
2- الشرق الأوسط و"أوبك" :
على الرغم من الصراعات في العراق وما حولها، تحدت أسعار النفط المخاوف من المخاطر الجيوسياسية المتزايدة.
ولاحظت "أوبك" وبعض الدول في الشرق الأوسط بالتأكيد النفوذ المتزايد للولايات المتحدة في أسواق الطاقة العالمية، وأظهرت التوقعات الأخيرة التي أصدرتها "أوبك" للطلب والعرض، أن الزيادة في إجمالي الإمدادات من خارج دول المنظمة ستتجاوز نمو الطلب العالمي على النفط.
إلى جانب تقارير أشارت إلى خفض السعودية لأسعار النفط الرسمية، والمزيد من الأنباء التي تشير إلى حروب حول أسعار النفط.
3- تراجع أسعار السلع :
ترتبط عادة أسعار السلع ببعضها البعض، وقد كان الطلب على السلع العالمية ضعيفاً نتيجة للضعف في الأسواق الناشئة وفي أوروبا، ففي حين تعافى الذهب بعد انخفاضه دون مستوى 1200 دولار للأوقية إلا أنه لا يزال أدنى 1800 دولار أو أعلى مستويات عام 2011.
كما انخفضت أسعار النحاس – التي تعد مؤشرا رئيسيا للنمو العالمي – من 3.35 دولار للرطل في بداية عام 2014 إلى حوالي 3.00 دولارات في بداية أكتوبر/تشرين الأول، كما تراجعت أسعار الألومنيوم بعد الأسبوع الأول من سبتمبر/أيلول من حوالي 0.93 دولار للرطل إلى أدنى 0.84 دولار للرطل، قبل أن ترتد في الأيام الأخيرة.
بينما تعد القهوة واحدة من السلع القليلة التي ترتقع أسعارها، لكن يرجع ذلك لقضايا النمو الإقليمية، كما أن القهوة لا تعد من القوى الدافعة للاقتصاد العالمي.
4- مخاوف من الانكماش الأوروبي :
انتقل البنك المركزي الأوروبي مؤخراً إلى تجربة أسعار الفائدة السلبية لتشجيع الإقراض المصرفي وشراء الأصول، وربما تنفذ أدوات البنك لخلق حافز جديد، حيث أشار عضو مجلس إدارة "بيتر باريت" إلى معدل التضخم المحبط، وأن أي تحسن في اقتصاد المنطقة سيكون تدريجياً فقط.
كما أنه قد تظهر مخاوف من حدوث انكماش في الولايات المتحدة، حيث يتسبب انخفاض أسعار النفط، في خفض الأسعار في أماكن أخرى.
5- اتجاهات المخزونات :
أظهرت البيانات الأخيرة الصادرة عن إدارة معلومات الطاقة أن المخزونات الأمريكية الأسبوعية للنفط ارتفعت بمقدار 5 ملايين برميل ليصل إجماليها إلى 361.7 مليون برميل، كما أعلن معهد البترول الأمريكي ارتفاعا مماثلا للمخزونات بمقدار 5.1 مليون برميل.
جدير بالذكر، أن تزايد مخزونات النفط سيؤدي إلى خفض الأسعار.