في هذه الحلقة نتعرف على أبرز البرامج التي أنتجتها الإذاعة(محطة إذاعة وكالة أنباء أطلس المستقلة).
بالفعل على الرغم من محدودية الانترنت في موريتانيا وضعفها وكون إذاعتنا تبث عليها فقد كانت محطة "وكالة أنباء أطلس" تنتج نشرة إخبارية يومية تحاول من خلالها ملامسة واقع المواطنين بعيدا عن هيمنة الإعلام الرسمي ولغته ورؤيته للواقع التي تطبعها ضرورة الاهتمام بالشؤون الرسمية ولبروتوكول أكثر من الغوص في واقع المواطن وتقديم مشاكله بجرأة في فترات مضت.
بالنسبة للبرامج كانت تواجهنا عدة إشكاليات تتعلق بالنقاط التالية :
عدم تأهيل الشباب الموجوين معنا في المجال
نقص المعدات الإذاعية والمهندسين
نقص المؤثرات الصوتية
نقص الاستوديوهات(أستوديو واحد لايفي بالمواصفات الفنية، وقاعة تحرير واحدة)
صعوبة جلب الضيوف مباشرة لمقر المحطة
عدم قبول الكثير من الشخصيات في مجالات مختلفة الحديث للإعلام .
ورغم كل تلك المشاكل التي تضرب العمل الإذاعي في الصميم فقد تمكنا من :
إنتاج نشرة يومية صوتية متنوعة تلامس هموم المواطن وتعتمد على الكثير من التقارير وتوصل صوت المواطنين.(كنت المسؤول عن رئاسة تحريرها يوميا مع التقديم في بعض الأحيان وفي أواخر أيام الإذاعة قدم معي كل من الزميلين محفوظ ولد الحنفي ومحمد ولد شيخنا).
إنتاج برنامج سياسي (حوار) تحت إسم "ضيف وقضية " بمعدل حلقة شهريا يمثل فرصة لاستضافة السياسيين والفاعلين في الساحة الوطنية ويدير النقاش فيه الزميل محفوظ ولد الحنفي وقدم الزميل محمد ولد شيخنا حلقة أو اثنتين منه.
إنتاج برنامج ديني تحت عنوان"قبس الهدى" كنت المسؤول عن إعداد مادته ويتناول أعلام السيرة النبوية وتقدمه الزميلة أم الخيرات بنت حرمه.(أنتجت منه أكثر من 20 حلقة) وكان يبث ليلة الجمعة.
وقد مكنت هذه التجربة الإذاعية البسيطة الزملاء الموجودين معي من اكتشاف فن الإذاعة وملامسة الإنتاج الإذاعي وكونا خلية نحل تعمل بجد لإنتاج تلك المواد وتأكدوا ان الاذاعة ليست "صوتا" فقط كما يعتقد الكثير من ممارسيها بالبلد من "الهواة"،بل إن الفن الاذاعي علم بحد ذاته قائم على :
الثقافة والمعرفة
معرفة الأجناس الإذاعية وطرق إعدادها
معرفة اللغة المناسبة وحسن الصوت
وطبعا وبحسب البيانات(نسب الاستماع) التي تحصلنا عليها فقد كانت النشرة في المقام الأول وتلاها برنامج ضيف وقضية ثم برنامج قبس الهدى "،لكن الغريب في الأمر هو ان نسبة المستمعين لمحطتنا على الانترنت كانت أعلى بكثير بين صفوف الجاليات الموريتانية بالخارج منها في الوطن.
تواصلت تلك التجربة الرائدة ولكن .."لكل جواد كبوة".
في الحلقة المقبلة ....
يتواصل ...
بقلم : محمد ولد محمد الامين(نافع)
ملاحظة : لفهم هذه اليوميات في جزئها الثاني من المفيد جدا مطالعة الجزء الأول منها تحت عنوان :" يوميات طالب الغربة في 67حلقة" .
ولمن يرغب فيها أن يبعث للكاتب على العنوان البريدي الالكتروني. الكاتب نشرت له جامعة جورج تاون الأمريكية في بعض كتبها التي تدرس بجامعات العالم (حلقات من الجزء الاول يوميات طالب الغربة).
للتعليق والملاحظات :
ouldnafaa.mohamed@gmail.com
المستقلة