عقد بنا المدير العام للمدرسة المرحوم الوزير السابق لمرابط سيدي محمود ولد الشيخ احمد اجتماعا قبل بدء الدراسة بأيام قليلة أخبرنا فيه بأنه بذل مجهودات كبيرة للحصول على تكوين راق وجيد بالمغرب وكان حريصا على ذلك لعلمه أن المدرسة لا تمتلك الوسائل المناسبة لتكويننا ولكن عقبات "لم يوضحها" حالت دون تحقيق هذا الهدف هذه السنة ،ومع ذلك فسيواصل جهوده عله يحصل لنا على فرصة مناسبة العام المقبل.
وأكد المدير أن علينا الانضباط في التكوين وستحسب لنا السنة الدراسية دون الفصل الأول الذي كان اختباره في شهر مارس قبل ذلك.
في بداية شهر ابريل بدأنا الدراسة بالمدرسة الوطنية للإدارة وكانت أول حصة لنا مع أستاذ السمعيات البصرية "صباح الاحد" مع الأستاذ سيدي ولد اسباعي وتليها حصة مع أستاذ التحرير الصحفي الكاتب الصحفي أحمد مصطفي.
ومن بين المواد التي درسناها هذه السنة قانون الاعلام مع الزميل الدكتور الحسين ولد مدو والعلاقات العامة مع الدكتورة صفية بنت حبابه والتحرير الصحفي مع أحمد مصطفى ووسائل الاعلام مع الحسن ولد محمد .وكان جدول الدراسة مشحونا حيث كنا ندرس كل يوم 6 ساعات من الساعة 8 الى 14 وبالاضافة لتلك المواد كنا ندرس اللغات الثلاث العربية والفرنسية والانجليزية والمعلوماتية.
مضت الاشهر المتبقية من السنة الدراسية وهي بالنسبة لنظام المدرسة 11 شهرا منها 8 أشهر دراسة و2 للتدريب الإداري وواحد للتدريب العسكري،أما نحن نظام الامتحانات فكان اختباران أحدهما عادة في مارس "فاتنا هذه السنة" والثاني في يوليو والامتحان في المواد الرئيسة الثلاث في شهر أغسطس والتدريب العسكري الشهر9 والتدريب الإداري في شهري اكتوبر ونوفمبر، أما العطلة السنوية فهي عبارة عن شهر واحد هو دجمبر.
كانت الصعوبات كثيرة ذلك أن الشعب الأخرى تتوفر لها المراجع والأساتذة حيث كانت تدرس في المدرسة منذ بدايتها 1967 ،أما شعبتنا نحن فهي جديدة ولم يتم التحضير لها لا من حيث البنية التحتية ولا من حيث توفير الكادر البشري الكافي رغم قدرة من درسنا من الأساتذة وبذلهم لجهود كبيرة لكن الواقع كان صعبا حيث أن الإعلام لابد له من بنية تحتية "استوديوهات وتجهيزات متطورة ومراجع" وأساتذة متخصصون في مواده وهو ما حدى بمدير المدرسة المرابط رحمه الله لى أن يبحث لنا عن التكوين في المغرب .
أيضا صعوبة أخرى واجهتها شعبتنا وهي أنها تم مزيجا من الشعب عدد منها من خريجي قسم "الحضارة والإعلام" بالمعهد العالي والأكثرية من تخصصات اللغة العربية والترجمة "قسم الاسبانية" وشعبة الانجليزية والفلسفة والتاريخ والجغرافيا وعلم الاجتماع.أما من درسوا الإعلام بصورة أكاديمية كما في العالم وطبقوا عليه فهم 3 طلبة تخرجوا من كل من معاهد عليا للإعلام والاتصال بكل من المغرب ومصر وتونس.
وعدم التجانس في تخصص الإعلام أصلا قبل الاكتتاب سبب ضعفا كبيرا في مستوى التكوين بالإضافة للصعوبات المتعلقة بانعدام الكفاءات البشرية الكافية للتدريس والبنية التحتية اللازمة للتطبيق.
كانت الأيام الأولى لي في الفصل عبارة عن "ميلاد جديد" حيث بدأت أتعرف على الزملاء معي في الفصل والشعب الأخرى وذا المواد المدرسة، وطبعا كانت الصعوبات جمة فمن حيث التوقيت كانت 6 ساعات يوميا مرهقة بالاضافة لغياب نقل للمدرسة وعدم وجود مرافق ضرورية كالمكتبة العصرية والمشرب وحافلات لنقل الطلبة الموظفين.
بالإضافة لذلك كانت غالبية المواد المدرسة عبارة عن تكرار ممل بالنسبة لي حيث سبق وأن درست الكثير منها في تونس،ناهيك عن أن احتساب الغياب اليومي والرحلة الطويلة من المنزل الى المدرسة والعكس والموازاة ة بين الدراسة والعمل لإعالة الأسرة كانت كلها أمور مرهقة بالنسبة لي ،طبعا مع شماتة الحساد" فلان مسكين ارجع يكر".
تابعت الدراسة رغم كل تلك المصاعب وكان مما خفف عني صحبة زملائي في الفصل وهم كوبة من الشباب الطيبين الذين أغدقوا علي من فيض كرمهم ومساعدتهم وتقديرهم لي حيث انتخبوني أول مندوب للشعبة فيهده السنة ما جعلني أتغلب على كل تلك المصاعب،وعلى مرور الأيام استأنست بكل تلك المصاعب "ودار الحبل على الجرار" كما يقال.
أيضا مما ساهم في تخفيف تلك الصعاب علي هو تعرفي على زملاء كثر في الشعب الأخرى منحوني فيض عفهم وتقديرهم بالإضافة لتشجيع وتقدير كل أساتذتي لي وفي كل المواد خلال هده السنة الصعبة وكذا التعاطي الجيد للإدارة مع غالبية المشاكل التي طرحتها صحبة زملائي المناديب في لقاءات مختلفة جمعتنا بالمرحوم المدير العام لمرابط وتفاعل مدير الدروس والتدريبات معنا وهو محمد ولد دوسو.
دارت الأيام بسرعة في الشهرين الأخيرين"6و7" لكي نصبح قاب قوسين من الامتحانات النهائية في السنة الأولى التي جرت في الأسبوع الثاني من شهر أغسطس 2012 بعد إجراء اختبار وحيد في الشهر7،وطبعا كانت الصعاب تخف مع تقدمنا في الدراسة .. لتبدأ حكاية الخوف من مجهول وصعوبات أخرى مع قرب إطلالة أول تدريب عسكري بمدرسة الدرك في روسو ،بعد أشهر من الخوف والإشاعات والتوجس من هذا الغول المخيف والقلق من احتمال اجرائه في "لميا" المدرسة العسكرية لمختلف الأسلحة بأطار.
انتهت الامتحانات وخلدنا عيد الفطر في 20 أغسطس 2012 وفي 26 منه دعا منادي الادارة أن استعدوا لأول رحلة إلى أحاب الأحذية الخشنة في فاتح شهر سبتمبر..
في الحلقة المقبلة حكابة الاستعداد والرحلة إلى أول تدريب عسكري للدفعة بمدرسة الدرك بروصو...
يتواصل
بقلم :محمد ولد محمد الأمين (نافع)
ملاحظة : لفهم هذه اليوميات في جزئها الثالث من المفيد جدا مطالعة الجزء الأول منها تحت عنوان :" يوميات طالب الغربة في 66حلقة والثاني تحت عنوان :"رحلة البحث عن الوظيفة الرسمية في 55 حلقة".
ولمن يرغب فيهما أن يبعث للكاتب على العنوان البريدي الالكتروني. الكاتب نشرت له جامعة جورج تاون الأمريكية في بعض كتبها التي تدرس بجامعات العالم (حلقات من الجزء الاول يوميات طالب الغربة).
للتعليق والملاحظات :
ouldnafaa.mohamed@gmail.com