لقاء بين الرئيس غزواني وولد داداه :|: موريتانيا تشارك في المنتدى الاقتصادي العالمي :|: الأغلبية : شروط منح التزكية للمترشحين للانتخابات الرئاسية :|: "فترة عصيبة".. البنك الدولي يحذّر من تفاقم التضخم العالمي :|: الرئيس يبحث "استغلال مناخ الاستثمار" في موريتانيا مع وفد أوربي :|: إجازة خطة حكومية لعصرة الادارة :|: "دومين" : تسجيل العقود عن طريق منصة رقمية :|: متى يكون أكل البطيخ مميتا.. ؟ !! :|: اتفاقية لافتتاح وكالة تابعة لـل"تشغيل" بالجامعة :|: اطلاق المرحلة الثالثة من برنامج تطوير التعليم :|:
أخبار
اقتصاد
تحقيقات وتقارير
مقابلات
منوعات
الرأي
مواقع

الأكثر قراءة

حديث عن تعديل وزاري وشيك بعد العيد
وزيرسابق يستنكر سجن ولد غده
جنرالات يحالون للتقاعد مع نهاية 2024
تصريح "مثير" لرئيس التحالف الشعبي
من يوميات طالب في الغربة(5) : أول يوم بالسفارة الموريتانية في تونس العاصمة
استعادة عافية الجنوب تعززعلاقة الأشقاء/ عبد الله حرمة الله
طائرة أميركية تقطع رحلتها .. والسبب غريب !!
تعدين الجبس وتجارته الدولية/ اسلك ولد احمد ازيد بيه
متى يكون أكل البطيخ مميتا.. ؟ !!
تصريح "مثير" للنائب بيرام اعبيدي
 
 
 
 

البحث عن وظيفة رسمية (16) صور من الحياة داخل أسوار الثكنة

mercredi 20 mai 2015


لعل المدنيين من غير من تدربوا عسكريا لايدركون قيمة الحرية,,لكن بالتأكيد أن من ضبطت أوقات حياته في ثكنة عسكرية في أقصر مدة سيتذوق طعم الحرية ويحافظ عليها..لقد أدركت هذه الحقيقة خلال الفسحة البسيطة التي كانت مدرسة الدرك تمنحها لنا أيام الجمعة" .

وقد كانت هذه الفسحة التي تبلغ حوالي 3 ساعات كافية لتذوق معنى الحرية وأن حياة المدنيين لا ضابط لها وهم في راحة يحسدون عليها،كنا نقصد في هذه الرحلة شاطئ نهر السنيغال ونلتقط بعض الصور التذكارية ونجلس في مكان استراحة لتناول"أطاجين" وشرب كأس شاي عز علينا في أيام التدريب لدرجة أننا صرنا نبذل الغالي والنفيس من أجله ونسهر في الصف انتظارا له عند من يعده في المشرب في بعض الليالي.

كلما غادرت الثكنة وعدت إليها أشعر أنني ولدت من جديد حيث أن الحياة خارج الثكنة تختلف كليا عن داخلها.
لم تكن أوقات التدريب خالية من الأيام الصعبة بل كانت هنالك حالات مرض كثيرة سببها هو عدم تعودنا كمدنيين على التدريب مسبقا ومن أكثرها شيوعا آلام الركب والمفاصل والأصابع وحمى الملاريا،وقد كانت من أشد اللحظات صعوبة هو أن تكون مقعدا بفعل الإصابة وأنت عليك تحمل كل ما يتعلق بهمومك الشخصية من ذهاب للمطعم وتجهيز لفراش النوم خاصة "الناموسية"،وحتى زيارة الطبيب.

كما تكون اللحظات أكثر قساوة عندما تبقى معزولا في الغرفة كالبعير الأجرب لأنك غير قادر على مزاولة التدريب العسكري بفعل المرض.خاصة وأن التقدير في التدريب تكون الرتبة الأولى فيه للقوة البدنية والانضباط على الصف لتأتي بعد ذلك المعارف والمهارات الفردية .

لقد كان الانطباع السائد بيننا كمدنيين أن الدرك عسكريون فقط ولكن اكتشفنا أنهم يتمتعون بثقافة عالية خاصة الضباط الأعلون رتبة من "ملازم أول فما فوق"،كما أنهم لديهم روحا وطنية عالية ونوعا من الاحترام الخاص للمثقفين وهم مطلعون على خبايا كل ما يدور في الوطن ولديهم روح إنسانية أيضا .وحتى في خارج أوقات الخدمة لدى بعضهم روح دعابة ومنهم من يمارس هوايات بعيدة عن الأحذية الخشنة ككتابة الشعر وإتقان لغات أخرى والمطالعة والغوص بين أمواج محيط الانترنت.

نسجل أيضا لفرقة الدرك التي دربتنا تعاملها المحترم معنا وإلغاءها لكل العقوبات البدنية والمعنوية"بايوتاج" ويعرف بالترويض المعنوي وهو حصص ليلية من الكلام البذئ لإخراج العقد النفسية عن الجندي، والاستماع لنا بتمعن وإشعارنا بقيمتنا كأطر سنقود موريتانيا في المستقبل.

كان في خدمتنا في مدرسة الدرك كوكبة من الدركيين المتربصين وهم شباب صبورون محترمون يتحلون باللباقة في تعاملهم معنا خاصة في المطعم الذي يديرونه،ويتجاوبون مع طلباتنا ويحترموننا،كما لا ننسى الطبيب الذي يداوم في العيادة ولا يمكن أن نثني عليه بصفة لازمة في تخصصه وهي الإنسانية والتفهم لكننا يمكن أن نقول إنه يحمل جرعة زائدة من هاتين الصفتين جعلتاه يحظى باحترام الجميع وتقديره.

وختامه مسك ...كنت أشاهد الاحتفالات العسكرية فقط عبر الشاشة لكن في نهاية هذه الدورة كنت شاهد عيان على حفل التخرج الذي تم تنظيمه الجمعة الماضية 28 سبتمبر 2012 حيث شاهدت كل الحركات العسكرية عن قرب وكنت ملما بالكثير منها وأسراره وخفاياه،فما أروع تناسق الزملاء وهم يؤدون الحركات العسكرية في استعراض مهيب يتقدمهم الضباط المساعدون وقادة السرايا،وما أروع القصائد التي ألقيت ،وما أحلاها من لحظة نهاية توجت بالتقاط صور تذكارية مع قادة السرايا لتبقى في ذاكرة الأيام بأرشيف المدرسة.

ليلة السبت 29 سبتمبر عدنا في موكب عسكري بهيج للعاصمة نواكشوط وخص لنا استقبال رائع كالأبطال من طرف ذوينا وبعض العالمين في قيادة الدرك .وبعد الحصول على شهاداتنا .. نلنا حريتنا المدنية من جديد وقد خرجنا من التدريب بالكثير من الفوائد منها التعارف التام بيننا كطلبة في المدرسة الوطنية للإدارة والصحافة والقضاء، فهمنا قيمة الحياة العسكرية ومعنى المواطنة واللحمة الوطنية، وربحنا صحتنا مع قيم هامة كالانضباط والتحمل والتعرف على فنون هامة في الحياة العسكرية.

خلدنا للراحة أسبوعا 10 أيام لتبدأ حكاية جديدة...

يتواصل

بقلم :محمد ولد محمد الأمين

ملاحظة : لفهم هذه اليوميات في جزئها الثالث من المفيد جدا مطالعة الجزء الأول منها تحت عنوان :" يوميات طالب الغربة في 66حلقة والثاني تحت عنوان :"رحلة البحث عن الوظيفة الرسمية في 55 حلقة".

ولمن يرغب فيهما أن يبعث للكاتب على العنوان البريدي الالكتروني. الكاتب نشرت له جامعة جورج تاون الأمريكية في بعض كتبها التي تدرس بجامعات العالم (حلقات من الجزء الاول يوميات طالب الغربة).

للتعليق والملاحظات :
ouldnafaa.mohamed@gmail.com

عودة للصفحة الرئيسية

الصفحة الرئيسية   |   أضفنا إلى مفضلتك   |   من نحن؟    |   اتصل بتا