صندوق النقد الدولي يتوقع نمو الاقتصاد العربي 2.6% في 2024 :|: CENI حصيلة المراجعة الاستثنائية للائحة الانتخابية :|: زعيما حزبي التكتل وقوى التقدم : نتمسك ب"الميثاق الجمهوري" :|: امتنان من الرئيس غزواني لنظيره السنغالي :|: شخصية جديدة تعلن ترشحها للرئاسة :|: رئاسيات 2024.. هذه أبرز المحطات المنتظرة :|: جدول بعثات اختيار مشاريع برنامج "مشروعي مستقبلي" :|: المندوب العام لـ "التآزر" يطلق عملية دعم 150 نشاط انتاجي :|: اتفاق بين الهيئة الوطنية لمحاربة الاتجار بالأشخاص ومدرسة الشرطة :|: انطلاق حملة للتبرع بالدم في موريتانيا :|:
أخبار
اقتصاد
تحقيقات وتقارير
مقابلات
منوعات
الرأي
مواقع

الأكثر قراءة

من هو الرئيس السنغالي الجديد؟
حديث عن تعديل وزاري وشيك بعد العيد
جنرالات يحالون للتقاعد مع نهاية 2024
وزيرسابق يستنكر سجن ولد غده
تصريح "مثير" لرئيس التحالف الشعبي
ما الأسباب وراء تراجع أسعارالغذاء العالمية؟
من يوميات طالب في الغربة(5) : أول يوم بالسفارة الموريتانية في تونس العاصمة
استعادة عافية الجنوب تعززعلاقة الأشقاء/ عبد الله حرمة الله
ثلاث وفيات في حادث سير لسيارة تهرب ذهبا
طائرة أميركية تقطع رحلتها .. والسبب غريب !!
 
 
 
 

تأملات على هامش الحوار الممكن و الواجب/ محمد فال ود بلال

mardi 31 mai 2016


منذ سنتين تقريبا و أنا أقول و أكرر من أعلى كل المنابر المتاحة بأن الرئيس لا و لن يترشح لمأمورية ثالثة بحسب ما يتراءى أمامي من أسباب موضوعية تجعله قادرا على مغادرة السلطة بمجرد انتهاء مأموريته، خلافا لبعض نظرائه الأفارقة الذين جاؤوا بانقلاب عسكري، و قضوا عشرات السنين في الحكم، راكموا خلال حكمهم من الجرائم و القتل و التدمير ما يمنعهم بتاتا من ترك السلطة طواعية. و هؤلاء الرؤساء هم مَنْ رأيناهم يُقدمون على تغيير الدستور في بلدانهم سبيلا إلى الترشح لمأمورية ثالثة، و رابعة، و خامسة، إلخ...و مصيرهم معروف : من القصر إلى المنفى أو الأسر !

و قلتُ و كتبتُ أكثر من مرة بأن الرئيس محمد ولد عبد العزيز يختلف عن هؤلاء، رغم ما لصق بحكمه من فساد و نهب و سوء تسيير و محسوبية و انقلابية و فضائح...قل عنه ما شئت، إلاّ أنه حافظ على شيء مهم. حافظ على السلم و السلام و الأمن و الاستقرار في ظروف محلية و إقليمية و دولية بالغة الصعوبة. و في نهاية مأموريته الثانية، ها هو يلتزم باحترام الدستور و ترك السلطة ! لم يقترف جرائم حرب أو قتل. و لم يمارس العنف أو القمع أو التعذيب على نطاق واسع ضد المعارضين. ولم يملأ السجون. و هي الأسباب التي في الغالب تجعل الحاشية تتمسك بالرئيس إلى آخر رمق، و تجعل الرئيس يتمسك بالسلطة حتى الموت أو المنفى.

و من جراء هذا الموقف الذي يحتمل الخطأ قطعَا، تحمّلتُ ما لا يطاق من أراجيف و اتهامات، هنا و هناك، صراحة أو تلميحا، في العلن و على الخاص...من قـِبٓل بعض الإخوة و الأصدقاء في الموالاة و المعارضة. و أخشى ما أخشاه أن تزيدهم هذه الورقة غيظا و شططا. سامحهم الله. أما الآن، و قد أعلن الرجل نيته مغادرة السلطة احتراما للدستور، فإني أتوكل على الله، و أقترح ما يلي :

١- إنهاء الجدل العقيم و التجاذب السلبي في موضوع المأمورية الثالثة، و إغلاق ذلك الملف بشكل نهائي، و تجاوزه إلى ما هو أهم. لا نريد أن نسمع بعد اليوم من يطالب الرئيس بالبقاء و الاستمرار، كما لا نريد أن نسمع بعد اليوم من يكذب أو يشكك في نيته الخروج و ترك السلطة.

أيّا كان موقفنا من ولد عبدالعزيز مواليا أو معارضا، ينبغي أن نترفع جميعا عن الخلافات الثانوية و الخصومات الجانبية و المصالح الحزبية الضيقة و القوالب الجامدة ، و أن نجعل موريتانيا و مصالحها و كرامة شعبها فوق كل اعتبار. المهم الآن هو النظر إلى المستقبل و إلى ما بعد الرئيس المنتهية ولايته.

٢- التركيز على الفترة المتبقية من مأمورية الرئيس بصفة كونها مرحلة انتقالية تختلف اختلافا جوهريا عن كل ما مضى من مراحل سياسية في البلاد، و تستدعي بالتالي ممارسات و مقاربات سياسية مختلفة. إنها مرحلة محفوفة بالمخاطر و الصعوبات، و تستوجب اليقظة من الجميع، و الحزم، و تعزيز الجبهة الداخلية في إطار معادلة جديدة قوامها : "الشرعية و الشراكة"، بمعنى الاعتراف بشرعية الرئيس و إشراك المعارضة في تسيير ما تبقّى من المأمورية. و لبلوغ ذلك، بنبغي للرئيس أن ينفض الغبار عن وجهه و يكون رئيسا لكل الموريتانيين، و ليس رئيسا لفئة أو حزب أو جماعة. كما ينبغي للمعارضة أن تستشعر دورها و مكانتها كبديـل محتمل لرئيس البلاد.

٣- استبدال المواجهة

بالتشاور و التنسيق في هذه المرحلة الخاصة، و استبدال التصعيد بالتهدئة، و التصلب بالمرونة، و تقليل احتمالات التوتر و الاحتكاك الداخلي حفاظا على الأمن و الاستقرار. و لنا في التجربة المالية دروس كثيرة و عِبر. مٓنْ منّا لا يتذكر كيف تعرضت الجمهورية المالية الشقيقة لحرب داخلية ضروس و اجتياح أراضيها و قلب نظام الحكم فيها ثلاثة أشهر فقط قبل موعد انتخابات رئاسية لم يكن الرئيس طرفا فيها ؟ إن الفراغ الناجم عن تطبيق الدستور و إعلان الرئيس عدم الترشح لخلافة نفسه، يفتح أبواب العودة إلى الوراء بقدر ما يفتح أبواب التقدم. نعم ! يفتح أبواب التراجع و النكوص بقدر ما يفتح أبواب الديمقراطية و التناوب. و هذا لا يتعارض بأي حال من الأحوال مع مواصلة الضغط و النضال السلميين للحفاظ على المكتسبات و فرض سلاسة المسار.

٤- فتح قنوات اتصال بين السلطة و المعارضة عموما، و خاصة بينها و بين المنتدى و مؤسسة زعيم المعارضة الديمقراطية بغية التشاور الهادئ و المسؤول و تبادل الآراء بعيدا عن الأنظار لتحديد ملامح الحوار المنشود. ما هو جدول أعماله ؟ من هم المشاركون فيه ؟ ما هو موعد افتتاحه ؟ و ما هي مدّته ؟ و في أي إطار ينتظم ؟ و كيف تكون تغطيته الإعلامية ؟ و كيف يكون اتخاذ قراراته و خلاصاته ؟ إلخ...قد لا تحسم هذه الأمور جملة و تفصيلا قبل الحوار، و لكن يجب أن تُثار و أن يحصل بشأنها توافق و تراضي مبدئي في الحد الأدنى الذي يسمح للحوار أن يلتئم.

٥- إجراء حوار جاد و مسؤول بناء على ما توصلت إليه المشاورات المغلقة .و بحسب رأيي المتواضع، يجب أن يكون الحوار المرتقب على شكل "طاولة مستديرة" تشارك فيها الأحزاب السياسية، و الاتحادات النقابية ، و منظمات المجتمع المدني ذات المصداقية، و الهيئات الشبابية و النسائية الوازنة، بواقع ثلاثة ممثلين من الصف الأول عن كل هيئة. كما يجب أن تكون إدارة الجلسات و الأشغال بالتناوب بين الأقطاب، و العلاقة بالإعلام موحّدة. و بخصوص المضمون، نتطلع إلى الخروج باتفاق على آليات جديدة تضمن سلامة اللعبةالسياسية و تعيد الثقة في العمليات الانتخابية.

٦- العمل على بلورة اتفاق يقضي بإجراء انتخابات بلدية و برلمانية سابقة لأوانها و انتخابات رئاسية في موعدها تحظى بثقة و مشاركة الجميع. و يمرّ ذلك حتما بمراجعة الآليات القانونية و الإدارية القائمة في ضوء ما يتفق عليه الأطراف المشاركة في الحوار. و نعني بالآليات كل الهيئات و المؤسسات ذات الصلة بالعملية السياسية و الانتخابية : الحكومة و خاصة وزارات الداخلية و العدل و الاعلام، و الإدارة الإقليمية، و المجلس الدستوري، و المحكمة العليا، و اللجنة الوطنية المستقلة للانتخابات.

٧- تناول القضايا الوطنية الكبرى المتصلة بموضوع الوحدة المجتمعية و التنوع العرقي و الفئوي و ملفات حقوق الإنسان، و الخروج من طاولة الحوار بخارطة طريق متفق عليها تكون بمثابة "عقد اجتماعي" جديد يلتزم به الجميع كمرجعية أساسية و جامعة نستند إليها كلنا في العمل و التفكير. و قد يتطلب البت في تلك القضايا الجوهرية و المصيرية من التأني و الجهد و البحث ما يستدعي ابتكار آليات تنظيمية و أطر عمل يستمر من خلالها التبادل و النقاش المستفيض بعد انتهاء المهلة المخصصة للحوار الحالي.
و الله ولي التوفيق و التسديد، و هو المستعان

عودة للصفحة الرئيسية

الصفحة الرئيسية   |   أضفنا إلى مفضلتك   |   من نحن؟    |   اتصل بتا