اتفاق مع شركات عربية لاستغلال حقلي "باندا" و "تفت" للغاز :|: توقيف 10 منقبين على خلفية أحداث “الشكات” :|: الناطق الرسمي : تأثرت بعض الخدمات الآساسية في الحوض الشرقي بسبب تزايد أعداد اللاجئين :|: مباحثات موريتانية كونغولية :|: توقعات بارتفاع أسعارالنفط العالمية :|: مدير : الحكومة صادقت على إنشاء آلية وطنية لضمان احترام حقوق الضحايا :|: بيان صحفي حول المصادقة على خطة العمل الوطنية لمحاربة الاتجار بالأشخاص :|: تعيينات في شركة سنيم :|: "الحصاد" ينشر بيان مجلس الوزراء :|: انعقاد مجلس الوزراء في دورته الأسبوعية :|:
أخبار
اقتصاد
تحقيقات وتقارير
مقابلات
منوعات
الرأي
مواقع

الأكثر قراءة

الموعد الأنسب لممارسة الرياضة في رمضان
من هو الرئيس السنغالي الجديد؟
مرسوم يحدد صلاحيات الشرطة البلدية
تعيينات هامة في قناة الموريتانية
الاعلان المشترك : شراكة استراتيجية تؤسس لعلاقة جديدة *
توقيف لصوص سرقوا 60 مليون أوقية من شركة بنواكشوط
الوجيه والسياسي عبد الحي ولد محمد لغظف يطالب من مقاطعة تامشكط بمأمورية ثانية لرئيس الجمهورية
ما أقصروأطول ساعات الصيام في رمضان 2024/1445؟
دولتان عربيتان بين أكبرمنتجي ومصدري الطماطم عالميا
ثلاث وفيات في حادث سير لسيارة تهرب ذهبا
 
 
 
 

المشهد السياسي الموريتاني / قراءة موضوعية

mardi 7 avril 2009


مولاى ولد عبد الدايم

كاتب موريتانى مقيم بالامارات .

اقل من ثلاثة اشهرتفصلنا عن موعد الانتخابات الرئاسية المقررة فى السادس من يونيو المقبل

ولئن كنا نحن الموريتانيين فى الخارج يغيب عنا الكثير مما يدور فى الساحة سواء تعلق الامر بالمؤيدين للتغيير والمدافعين عنه او تعلق بالمعارضين له وما يقدمونه من مسوغات ومبررات لرفض هذا التغيير والتمسك بالنمظام السابق
لئن كان الامر كذلك فاننا نتابع الواقع ومجريات الامور وتطوراتها كل حسب مصادره واهتمامه سواء تعلق الامر بوسائل الاعلام ام تعلق بالمصادر الشفهية وبالتالى تبلور الانطباعات وتشكل المواقف ..

ولاستعراض الواقع بشكل موضوعى فلا بد من العودة الى الوراء لاستقصاء ابرز المحطات وذكر اهم العبر منها ، وقد قسمتها الى ستة مراحل اساسية هى :

1 ـ مرحلة ما بعد الاستقلال . 2 ـ مرحلة الانقلابات . 3 ـ مرحلة ولد الطايع . 4 ـ الانقلاب من جديد . 5 ـ النظام المدنى الجديد . 6 ـ الانقلاب الاخير .
1 ـ مرحلة ما بعد الاستقلال : لقد حكم البلاد منذ الاستقلال نظام اتسم بالحكمة والرزانة ’ واكتسب للدولة الفتية علاقات خارجية رسمية متينة استمدت من خلالها اهم مقومات وجودها ، لكن البلاد ظلت تفتقر الى كثير من مقومات الحياة المدنية رغم سعة المجال الزمنى الذى اتيح لهذا النظام ورغم الاستقرار السياسى والتفرد بالسلطة اللذان ميزاه طيلة حكمه الذى استمر ثمانية عشرة سنة ، الا ان الاحساس الشعبى بهذا النقص لم يكن قويا لعدم افتقار كثير من الموريتانيين اصلا الى المرافق العامة كونهم ظلوا بداة رحلا ينتجعون الكلا اينما توفر . اما وقد نزح الناس الى المدن وعمد كثير من سكان البادية الى التقرى والتحول الى مناطق ريفية فقد اصبحت الحاجة ماسة الى الدولة والى المرافق العامة سواء تعلق الامر بالمستشفيات ام تعلق بالمدارس ام بغيرها ناهيك بمحدودية الوعى فى تلك المرحلة ( لتقدم الزمن ) من جهة ولمحدودية وسائل الاعلام والاتصال ووسائل الثقافة بشكل عام ..

ولقد كان السبب الرئيسى الذى اضعف النظام ـ اذ ذاك ـ وادى الى سقوطه بشكل مباشر هو حرب الصحراء التى انهكت البلاد وظلت تنخر فى شريانها الاقتصادى الاساسى فكان الانقلاب الاول
2 ـ مرحلة الانقلابات :

لقد بدا مسلسل الانقلابات منذ العام 1978 حين اشتدت ضربات البوليزاريو على البلاد فتدخل بعض الضباط وقام بانقلاب ابيض ضد النظام واستمرت الانقلابات .. فنجحت تارات واخفقت تارات اخرى لكن البلاد ظلت تراوح مكانها فلا تقدم خلال هذه المرحلة ولا ارتقاء
3 ـ مرحلة ولد الطايع : وهنا قد يعترض من شاء ويقول ان نظام ولد الطايع لا يشكل مرحلة منفصلة عن مرحلة الانقلابات فقد صعد بانقلاب وسقط بانقلاب ، ولكن الرد على هذا الاعتراض يتمثل فى ان ذلك النظام استمر لمدة عشرين سنة تغير خلالها كثير من الوقائع وتخللها كثير من الاحداث ، وكادت من طولها وبفعل المسار الديمقراطى الذى طبع اكثرها ـ مع النحفظ على كثير من تفاصيله ـ كادت ان تتحول الى نظام مدنى ، ولكن هذه المرحلة كانت مقيتة فى مجملها فقد نرسخت خلالها ثقافة الفساد بكل اشكالها والوانها ، وكان التطبيع مع الكيان الاسرائيلى احد مثالبها ومساوئها ، فبات تركة ثقيلة يعد التخلص منها امر فى غاية الصعوبة ، ومعلوم ان هذه العلاقات قد قطعت قبل ايام بعد التجميد الذى تقرر منذ الحرب الاخيرة على غزة
وقد مورست خلال مرحلة ولد الطايع سطوة النظام ضد الحريات وخاصة عندما يتعلق الامر بالقوى الاسلامية وبالشان الاسلامى بشكل عام ، ولكى تبقى الحرية الدينية متاحة فقد نشطت هيئات ومنظمات مشبوهة خلال هذه المرحلة على مراى ومسمع من الجميع

هذا ولا يغيب عن الاذهان ان محاولات انقلابات عدة قد حدثت ابان حكم معا وية
ولئن كانت المراحل تتداخل ويبدو التمفصل بينها فى بعض الاحيان امر عسير فانه لا مناص من التصنيف لكى يصار الى تسليط الضوء على كل مرحلة بذاتها مهما بدت نتيجة لسابقتها ومهما كانت مآ لاتها
هذا الانقلاب الذى قام به المجلس العسكرى جاء فى وقته حيث ان الاوضاع ـ اذذاك ـ بلغت درجة من التردى يستحيل استمرارها ، وقد تفاءل الناس خيرا بذلك الانقلاب وتنفسوا الصعداء بعد احتقان طويل
وانتهت المرحلة الانتقالية ونظمت انتخابات وتحول النظام الى حكم مدنى
5 ـ النظام المدنى الجديد :
بعد شوط ثان نجح الرئيس الجديد وتحولت الاحوال الى واقع جديد طابعه الرئيسي التسيب وعدم الانضباط وتمثلت اهم مظاهر ذلك ـ رغم قصر المدة نسبيا ـ فى النقاط التالية :
1 ـ انتشار الفساد الادارى بكل اشكاله
2 ـ الارتفاع الجنونى المطرد للاسعار
3 ـ تنفذ حاشية الرئيس حتى بدت وكانها من يسير الدولة فى المجتمع الموريتانى التقليدى رغم ما يبدو فى هذا المجتمع من مفارقات قد ترقى الى درجة التناقض والاعتباطية احيانا
4 ـ وقد نتج عن تنفذ المقربين غياب كثير من مظاهر السلطة التى يتعين ان يتمتع بها رئيس الدولة مع احترامى لشخصه وخبرته ومكانته الدينية
وهكذا بدات الازمة
6 ـ الانقلاب الاخير :
وهذا الانقلاب او التغيير كما يسميه البعض يستحق وقفة خاصة لارتباطه بحاضر البلاد وبمستقبلها وهنا بيت القصيد
استمرت الازمة بين النظام السابق من جهة وبين تحالف مجموعتين من الضباط والنواب من جهة اخرى
تفاعلت الازمة واستمرت واشتدت .. فقام الرئيس السابق بخطوة كانت القشة التى قصمت ظهر البعير فعزل الجنرالات الذين قام بترقيتهم من قبل فانقلبوا عليه برئآسة الجنرال محمد ولد عبد العزيز وكان احد الانقلابات البيضاء ، حدث ذلك فى وقت كان الناس يظنون ان عهد الانقلابات قد ولى الى غير رجعة ولكن الناس فى الوقت ذاته يدركون ان الواقع الجديديسير بالبلادعلى طريق هوة سحيقة
وبعد الانقلاب انقسم الناس بين مؤؤيد ومعارض وتعالت الاصوات بين من يباركون ومن يرفضون ، وتشكلت جبهة الدفاع عن الديمقراطية المؤلفة من عدة احزاب فى حين ايدت الانقلاب احزاب وهيآت وفعاليات شعبية كثيرة ، وبرز الموقف الدولى الذى ظل متذبذبا وضبابيا فى بعض الاحيان ..
لكن المجلس العسكرى تصرف مع قوى الرفض الداخلية والخارجة بروية واناة وانبرى فى مجموعة من الاصلاحات غير مسبوقة ، وعمد الى بعث الامل فى نفوس الموريتانيين بان التغيير امر ممكن وليس بعيد المنال فى وقت يئس فيه هذا الشعب المغلوب على امره من امكانية التغيير والاصلاح من كثرة ما تعود على عكس ذلك حتى ان البعض يذهب بعيدا فيرى ان الاصلاحات الجارية لها بعد آنى يرتبط بواقع سياسي وحسب
اما اهم الخطوات الاصلاحية التى قام بها المجلس الاعلى للدولة فهى :
1 ـ بعث الامل فى نفوس واذهان الموريتانيين بان التغيير امر مكن وغير مستحيل
2 ـ العمل على حفظ المال العام والسعى لتوجيهه الى الاهداف والغايات الصحيحة التى خصص من اجلها ، ويرتبط بهذا الامر تاكيد رئيس الدولة المستمر بان الامكانيات المادية متوفرة ومتاحة ( رغم مايقوله البعض )
فى حين داب النظام السابق على تكرار لازمة الافلاس وهذه مفارقة
3ـ ـتخفيض اسعار المواد وعلى راسها البترول والمواد الاولية
4 ـ تخطيط بعض احياء العاصمة التى طالما انتظر سكانها
هذه الاهداف من بين اهداف اخرى تحققت ولا ينكرها الا مكابر ، وتنعقد الامال على تحقيق اهداف اكثر قبل الاقتراع
اما الان والانتخابات على الابواب فيبقى السؤال المطروح هو من سيكون الاوفر حظا من بين المرشحين الذين تلوح فى الافق امكانية ترشهم ؟
واما الجواب على هذا السؤال فيكمن فى الواقع الموريتانى الحالى بالقوة .. وسيتجلى فى صناديق الاقتراع بالفعل .. وهذا ما سنراه فى السادس من يونيو المقبل
مع تمنياتنا بالتوفيق لمن يهمه الامر

عودة للصفحة الرئيسية

الصفحة الرئيسية   |   أضفنا إلى مفضلتك   |   من نحن؟    |   اتصل بتا