إنخفضت أسعار النفط العالمية خلال تعاملات اليوم الإثنين فى أولى جلسات الأسبوع، جاء هذا مع نشاط ملحوظ عمليات الصحيح وجنى الأرباح من أعلى مستوى فى أسبوعين والمسجل فى وقت سابق من الجلسة الماضية، لكن على الرغم من هذا الإنخفاض التى شهدته الأسعار اليوم إلا أن الخسائر لا تزال محدودة نتيجة إستمرار تركيز المشاركين فى السوق على تطورات إنتشار فيروس "كورونا" فى الصين، وماله من تأثير سلبى على مستويات الطلب على الوقود فى ثانى أكبر مستهلك للنفط بالعالم.
وبحلول الساعة 09:50 بتوقيت غرينتش إنخفض خام غرب تكساس الوسيط الأمريكى إلى مستوى 51.84 دولار أمريكى للبرميل، من مستوى إفتتاح جلسة التعاملات عند 52.24 دولار، وسجل أعلى مستوى عند 52.25 دولار للبرميل.
كما تراجع خام القياس العالمى "خام برنت" إلى مستوى 56.85 دولار للبرميل، من مستوى الإفتتاح عند 57.32 دولار، وإستطاع فى وقت مبكر من الجلسة أن يسجل أعلى سعر عند 57.46 دولارا للبرميل.
وفى ختام تداولات الجلسة الماضية، إستطاع الخام الأمريكى أن يحقق إرتفاعا بنسبة 1.3 % يكون بذلك قد سجل أعلى مستوياته فى أسبوعين عند 52.32 دولار للبرميل، وإرتفع الخام الدولى برنت بنسبة 1.6 % فى رابع مكسب يومى على التوالى، مسجلا مستوى 57.50 دولارا للبرميل، الأعلى منذ الحادى والثلاثون من شهر يناير الماضى.
وعلى مدار تعاملات الأسبوع المنصرم، حققت أسعار النفط العالمية مكاسب بلغت نسبتها 4.4 % لتسجل بذلك أولى مكاسبها الأسبوعية خلال الستة أسابيع الأخيرة، حيث تلقت الأسعار المزيد من الدعم مؤخرا نتيجة تزايد الآمال بشأن قيام تحالف "أوبك بلس" بإجراء خفض إضافى للإمدادات العالمية.
ووفقا لأحدث البيانات الرسمية فى الصين، أكدت السلطات الصحية فى البلاد أن عدد حالات الإصابة بفيروس كورونا الجديد إرتفع إلى 70.548 حالة، وزادت حالات الوفاة الناجمة عن هذا الفيروس حتى الآن إلى 1.770 حالة.
من ناحية أخرى، أعلنت اليابان رابع أكبر مستهلك للنفط بالعالم، إنكماشا إقتصاديا بلغ 6.3 % خلال الربع الأخير من العام الماضى، وأشارت توقعات إلى مزيد من الإنكماش خلال الربع الأول من العام الحالى بسبب تفشى وباء كورونا الجديد، وحذرت سنغافورة التى يعد إقتصادها المعتمد على التجارة مقياسا رئيسيا لأداء المنطقة من ركود محتمل خلال الربع الأول بسبب تفشى هذا الفيروس.
ولا يزال معظم الخبراء والمؤسسات الإقتصادية يحذرون من إحتمالات تضرر النمو الإقتصادى الصينى وعلى إقتصادالعالم بشكل عام نتيجة الإنتشار السريع للفيروس القاتل، الأمر الذى يعنى ضعف مستويات الطلب على النفط فى سوق ينعم بوفرة فى المعروض خاصة من الولايات المتحدة التى تنتج حاليا كميات قياسية من النفط الخام.
وكانت وكالة الطاقة الدولية قد خفضت توقعاتها خلال الأسبوع الماضى، حيث أشارت فى تقاريرها أن الفيروس الصينى سيتسبب فى تراجع الطلب بنحو 435 ألف برميل يوميا خلال الربع الأول من هذا العام ، فى أول إنكماش فصلى منذ الأزمة المالية العالمية فى 2009.
وبحسب مصادر مطلعة لرويترز خفضت منظمة الدول المصدرة للنفط "أوبك" توقعاتها للطلب على خامها بمقدار 200 ألف برميل يوميافى 2020 ، مما أثار توقعات بأن المنظمة وحلفاؤهاالمعروفة بإسم أوبك بلس، قد يجرون المزيدمن الخفض لإنتاجهم.
وكانت اللجنة الفنية المشتركة لتحالف "أوبك بلس" قد إقترحت مؤخرا بإجراء خفضإضافى مؤقت للإمدادات بحوالى 600 ألف برميل يوميا حتى شهر يونيو المقبل.