دراسة حول ذكاء شعوب العالم !! :|: الكودالوجيا وصناعة التأثير/ المصطفى ولد البو كاتب صحفي :|: مرسوم باستدعاء هيئة الناخبين :|: صندوق النقد الدولي يتوقع نمو الاقتصاد العربي 2.6% في 2024 :|: CENI حصيلة المراجعة الاستثنائية للائحة الانتخابية :|: زعيما حزبي التكتل وقوى التقدم : نتمسك ب"الميثاق الجمهوري" :|: امتنان من الرئيس غزواني لنظيره السنغالي :|: شخصية جديدة تعلن ترشحها للرئاسة :|: رئاسيات 2024.. هذه أبرز المحطات المنتظرة :|: جدول بعثات اختيار مشاريع برنامج "مشروعي مستقبلي" :|:
أخبار
اقتصاد
تحقيقات وتقارير
مقابلات
منوعات
الرأي
مواقع

الأكثر قراءة

من هو الرئيس السنغالي الجديد؟
حديث عن تعديل وزاري وشيك بعد العيد
جنرالات يحالون للتقاعد مع نهاية 2024
وزيرسابق يستنكر سجن ولد غده
تصريح "مثير" لرئيس التحالف الشعبي
ما الأسباب وراء تراجع أسعارالغذاء العالمية؟
من يوميات طالب في الغربة(5) : أول يوم بالسفارة الموريتانية في تونس العاصمة
استعادة عافية الجنوب تعززعلاقة الأشقاء/ عبد الله حرمة الله
ثلاث وفيات في حادث سير لسيارة تهرب ذهبا
طائرة أميركية تقطع رحلتها .. والسبب غريب !!
 
 
 
 

الكلمة الأنيقة وقانون محاربة التلاعب بالمعلومات *

vendredi 26 juin 2020


الكلمة _ حيث هي _ تعبير عن أفكارنا ونظرتنا للمواقف والأحداث والأشخاص ، و لكنها أيضا تعبير عن سمونا ورقينا الفكري والأخلاقي من عدمه ، ومع ثورة المعلومات و انتشار وسائل التواصل الاجتماعي على مستويات مختلفة وفي فضاءات رحبة ، أصبح للكلمة تأثيرها الخاص ، وأضحت أناقة الكلمة ورقيها ضرورة لخلق الوعي الجمعي والنهوض بالمجتمع ، فسنت التشريعات والقوانين لضبط إيقاع الكلمة ، وحتى لا تكون مدمرة لحياتنا ، فهي سلاح ذو حدين ، وفي هذا الإطار يأتي التشريع المتعلق بمحاربة التلاعب بالمعلومات والأخبار الكاذبة .. والذي صادق عليه البرلمان مؤخرا .

إن مثل هذا القانون قد يعتبر انتكاسة في الدول التي بلغت شأوا في الرقي الفكري والحضاري ، ذلك أن المواطن يمارس رقابة ذاتية على كلمته ، و يتجنب بث الشائعات ، و يسعى لتكون كلمته في خدمة مجتمعه في أي موقع كان ، بيد أنه في حالتنا فالوضع مختلف ، حيث الكلمة تستخدم في بث النعرات العرقية ، والنيل من المؤسسات الصحية والأطباء في وضعية حرجة تمر بها البلد، وتروج الشائعات وتنال قيمة في بيئة ملائمة ، حيث الجهل والتخلف وتصديق كل شيئ يقال ..
من أجل ذلك يصبح قانون محاربة التلاعب بالمعلومات والأخبار الكاذبة مناسبا ، ويصبح ضبط إيقاع الكلمة ممكنا ، دون تكميم أو تضييق .

بيد أن أناقة الكلمة ستكون نتيجتها أفضل للجميع ، فما الذي يضير المدونين والكتاب لو جاءت كلماتهم في منتهى الأناقة والإحترام ، هل كانت السلطات حينها ستضطر لتشريع يتعلق بالكلمة .

لقد ضجت الساحة الفيسبوكية بصراعات اجتماعية وفكرية استخدم فيها السب والتشويه والكلام الذي لا يليق ، واعتدنا أن نقرأ بين الفينة والأخرى منشورا يدعو للعنف ، وآخر يحرض على سب وشتم الآخر ، و رأينا منشورات تنتهك الأعراض ، ومنشورات " أصحابها يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا... " ، ....

لقد أصبح فضاء " فيسبوك " لا يطاق، والحقيقة أنه تعبير عنا، عن أفكارنا المتخلفة ، وعن أخلاقنا المنهارة ، بل أعتبره يمثل " مخرجات منظومتنا التعليمية خلال العقود الأخيرة " .

لقد منحت منصات التواصل الإجتماعي لكل شخص أن يلقي كلمته ، فانبرى الجميع يتهافتون للتعبير عن آرائهم في كل شيء ، فاختلط الحابل بالنابل ، و أصبحت الكلمة مبتذلة كأي شيء ، منزوعة الدسم ، خالية من أناقتها المفترضة ، وفي جو كهذا ، يصبح للصمت حضوره الخاص ، فالصوم عن الكلام السياسي والفكري هو تعبير عن الرأي لا يفهمه إلا الفطناء .
ولئن كان نزار يقول :
كلماتنا في الحب تقتل حبنا // إن الحروف تموت حين تقال .

فإن المدونين أولى بأن يصمتوا بعض الوقت في حضرة الفعل السياسي والثقافي والفكري والإجتماعي الذي يشاهدونه أو يشاركوا فيه ، ( فالصمت في حرم الجمال جمال ) ، و أرى أن الصمت الإيجابي في حرم التحولات الثقافية الكبرى جمال ، وأن العمل بصمت أولى ، فإن كان ولابد من كلام فليكن كلاما طيبا أنيقا ..أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ . تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا ۗ وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ .

* زين العابدين علي

عودة للصفحة الرئيسية

الصفحة الرئيسية   |   أضفنا إلى مفضلتك   |   من نحن؟    |   اتصل بتا