انطلاق أعمال الآلية الوطنية لإحالة ضحايا الاتجار بالاشخاص :|: موريتانيا تشارك في قمة أركان الجيوش الإفريقية :|: قريبا ... من واتساب إرسال المرفقات دون إنترنت :|: الداخلية : توصلنا لاتفاق يسهل التأشيرات الأوروبية :|: أصغر دولة في العالم يسكنها 25 نسمة فقط !! :|: تصريح ولد داداه بعد لقاء الرئيس غزواني :|: رئاسيات يونيو : غزواني أول المترشحين رسميا :|: دراسة ملف مؤسسة "قمم" لنيل ترخيص قناة تلفزيونية خاصة :|: لقاء بين الرئيس غزواني وولد داداه :|: موريتانيا تشارك في المنتدى الاقتصادي العالمي :|:
أخبار
اقتصاد
تحقيقات وتقارير
مقابلات
منوعات
الرأي
مواقع

الأكثر قراءة

حديث عن تعديل وزاري وشيك بعد العيد
وزيرسابق يستنكر سجن ولد غده
جنرالات يحالون للتقاعد مع نهاية 2024
تصريح "مثير" لرئيس التحالف الشعبي
من يوميات طالب في الغربة(5) : أول يوم بالسفارة الموريتانية في تونس العاصمة
استعادة عافية الجنوب تعززعلاقة الأشقاء/ عبد الله حرمة الله
طائرة أميركية تقطع رحلتها .. والسبب غريب !!
متى يكون أكل البطيخ مميتا.. ؟ !!
تعدين الجبس وتجارته الدولية/ اسلك ولد احمد ازيد بيه
تصريح "مثير" للنائب بيرام اعبيدي
 
 
 
 

المرأة و النضال السياسي في موريتانيا قراءة في ضوء الأزمة السياسية السالفة " الإسهامات و النتائج" / سيدي ولد سيد أحمد البكاي

dimanche 14 juin 2009


عرفت الساحة السياسية الموريتانية في الآونة الأخيرة أزمة سياسية حادة لعبت المرأة فيها دورا ملحوظا على جميع الأصعدة و في مختلف الجبهات التي شكلت الأقطاب السياسية في التجاذب الذي عرفته البلاد بعد الإطاحة بنظام ولد الشيخ عبد الله و الذي تمايزت جراءه الساحة السياسية أساسا بين مناوئين للانقلاب ( الجبهة الوطنية للدفاع عن الديمقراطية) وبين أغلبية تقول بأنها ساهمت بل ودفعت بالانقلاب الذي أدى إلى ما تعتبره تغييرا بالإضافة إلى تيار ثالث تمثل في حزب تكتل القوى الديمقراطية ( زعامة المعارضة) والذي ساند الانقلاب بداية الأزمة و ناصر الجبهة في نهايتها وخرج بعد اتفاق داكار طرفا ثالثا يحسب له حسابه.

لسنا هنا بصدد تشخيص تلك الحقبة من التاريخ المتغير لهذا البلد ـ لأن ذلك مجال آخر ربما تتاح الفرصة لمن يحسنه غيرنا ـ وسنكتفي بمناقشة الدور الذي لعبته المرأة الموريتانية في هذا الصراع و النتائج التي يمكن أن تتحصل عليها المرأة الموريتانية في مسيرة نضالها من أجل نيل المزيد من الحقوق و الإنصاف.

فكيف كانت مساهمة المرأة في إدارة هذه الأزمة؟
هل استفادة المرأة الموريتانية فعلا من هذا النضال؟ أم أن النساء مازلن يناضلن من أجل سواد عيون الرجال؟
ما هو مستوى التغيير الذي طرا على المشاركة السياسية للمرأة الموريتانية نتيجة لذلك؟
كيف يمكن استثمار النتائج المترتبة عن هذه المساهمة من اجل نفاذ أكثر للنساء إلى مصادر القرار؟

تستدعي الإجابة الوافية على مختلف هذه التساؤلات بحثا ميدانيا مع نماذج من الشخصيات النسائية اللواتي ساهمن في هذه الأزمة من مختلف الأطراف ، وحتى تتسنى لنا أو لغيرنا تــلك الفرصة ، سنحاول استرجاع الذاكرة لرصد بعض أوجه تلك المساهمة وذكر بعض النتائج التي يرى البعض أن الموريتانية حصلت عليها.

فعلى مستوى قوى الأغلبية المناصرة للتغيير الذي حدث ، ومنذ اليوم الأول ، شاركت المرأة في مختلف الفعاليات ، إن على مستوى البرلمان من خلال العديد من الأنشطة التي تولتها النساء البرلمانيات ، بالإضافة إلى حشد المسيرات للدعم و تنظيم الأمسيات و الملتقيات الصحفية غير أن تلك الأنشطة تمثلت في أبرز تجلياتها في تعدد و تنوع المبادرات النسوية الداعمة للمجلس الأعلى للدولة ، ولعبت دورا لا يستهان به ـ بل كان لافتا للنظر ـ في الحملة الانتخابية الأولى المعدة لانتخابات السادس من يونيو التي تجاوزها اتفاق داكار.

وعلى مستوى الجبهة الوطنية للدفاع عن الديمقراطية فقد كان لإسهامات المرأة الموريتانية بالغ الأثر في مختلف الأنشطة التي قامت بها الجبهة مما جعل البعض يقول – بان أنشطتها كانت نسويه بامتيازـ وقد طالت تلك المساهمات مختلف أنواع النضال السياسي من وقفات احتجاجية و ما ترتب عنها من مصادمات مع قوى الأمن في كثير من الأحيان ، واحتلت المرأة الجبهاوية حيزا هاما من شاشات الفضائيات وصفحات الجرائد و المواقع الالكترونية معلنة موقفها و مبررات رفضها لأطروحات الخصم السياسي بكل جدية و ندية ووضوح في الرؤية وبلا تشنج ولا كلام ساقط

وعلى مستوى الطرف الثالث "تكتل القوى الديمقراطية "فلم تتأخر نساء زعامة المعارضة في النضال السياسي والدفاع عن رؤية حزبهن للواقع السياسي و الحراك الذي تشهده البلاد وقد اتخذ ذلك النضال عدة أشكال لعل أهمها المعارضة الأدبية التي تغازل في مضمونها المخيلة الجمعية للمجتمع الموريتاني وتجلى ذلك في تسجيلات الشيخة و الفنانة المعلومة بنت الميداح والمنددة بما أسمته الأجندة الأحادية و سياسة فرض الأمر الواقع وقد شاركت نساء الجبهة في هذا اللون من المعارضة من خلال استحداث بعض الأشوار "مقامات تنسج مقاطع شعرية "كفان"على وزنها تعبر عن وجهة نظرهن وبأسلوب ساخر وترددها النساء في السهرات و الوقفات الاحتجاجية.

نهاية الصراع........حين تقتسم المكاسب
بعد الاتفاق المبرم في داكار والذي كرس حسب العديد من المراقبين ـ مبدأ لاغالب ولا مغلوب رغم العثرات التي شهدها- والذي يشكل في حد ذاته مكسبا للشعب الموريتاني أصبح كل فريق يضغط من اجل الحصول على ما يمكن الحصول عليه من مكاسب وفي خضم ذلك يتسائل البعض ماذا استفادت المرأة الموريتانية من هذا النضال؟
قد يرى البعض بان هذا السؤال غير وارد و غير مطروح فالمرأة الموريتانية كما الرجل الموريتاني يناضل من اجل غد أفضل لهذا البلد دون تمييز ، لكن هذا الطرح ـ البريء ـ يحمل في طياته تاريخا من التهميش و الإقصاء عن ولوج مصادر القرار لتكريس واقع أقل ما يقال عنه أنه يستغل المرأة من اجل أن يصل الرجل إلى أعلى الرتب(وراء كل رجل عظيم امرأة).
فالحقيقة أننا في مجتمع ذكوري يصعب عليه أن يعترف للمرأة بدور ريادي خارج الإطار الذي حدده لها ، لأن الأمر يتعلق بخلخلة السلطة الذكورية رغم كل ما يشاع عن خصوصية و مكانة مفترضة للمرأة الموريتانية يعتبرها الكثير من الباحثين هامشية وفي حدود ضيقة لا يمكن تجاوزها ومن باب الاستعطاف و صلة الأرحام إلى غير ذلك من الأوصاف التي تستبطن خطابا دينيا ’فهم فهما غير دقيق.
وعلى كل حال يمكننا أن نقف على بعض المكاسب التي تحققت للمرأة الموريتانية من هذا النضال سواء في الموالاة أو في المعارضة وذلك على النحو التالي :

• إشراك المرأة في الحوارات السياسية و في أعلى المستويات داخل البلاد وخارجها ( طرابلس ، نواكشوط،داكار).

• سجلت الساحة السياسية للمرأة وفاء سياسي منقطع النظير فرغم التقلبات و التجاذبات و ظواهر الانتقال السياسي "متعددة الأسباب و الأهداف" لم نسمع أن امرأة غيرت وجهتها عن هذا الفريق أو ذاك رغم كل الاكراهات و الإغراءات ، وهو لعمري مكسب عظيم يمكن استثماره في الانتخابات البرلمانية و البلدية المقبلة.

• بروز شخصيات نسوية كارزمية سواء في الموالاة أو في المعارضة يمكن للمرأة الموريتانية أن تقتدي بها مستقبلا.

• يتحدث البعض عن وصول المرأة للمرة الأولى لأعلى رتبة وزارية (الأمانة العامة لرئاسة الجمهورية ).

• تعهد أحد المرشحين لرئاسيات 2009 بمنح منصب الوزير الأول للنساء في حالة فوزه

ومن الملاحظات التي يأخذها البعض على النخب السياسية الذكورية يمكن ان نذكر ما يلي :

• خروج المرأة من دائرة التنافس بفعل حدة التجاذبات السياسية وما نتج عنها من شروط يستحيل معها أن تتقدم للتنافس ما لم تكن مدعومة من طرف كتل سياسية وازنة و أنى لها ذلك؟

• ضعف التمثيل في حكومة الوحدة الوطنية ـ على المستوى الكمي ـ وهي و إن كانت محدودة الصلاحيات قصيرة العمر ، إلا أنها تمثل ثيمة رمزية بما ترمز إليه من توافق و تمثيل قد لا يتكرر مستقبلات و هو الأمر الذي جعل بعض المهتمين بموضوع المشاركة السياسية للمرأة الموريتانية يصاب بخيمة أمل .

وأخيرا نتمنى أن تنال المرأة الموريتانية المكانة اللائقة بها ضمن الحراك المتسارع الذي تشهده المنظومة السياسية في البلاد كما نتمنى أن يطال التغيير الملاحظ في الوعي الجمعي الوعي بمختلف الإشكالات التي تعاني منها و تعيق مشاركتها في التنمية.
ونتمنى كذلك أن لا تبقى المرأة وقودا في الصراعات السياسية و درعا يتقي به البعض بأس البعض يتم تحييده عند فض النزاع.
ونرجو أخيرا أن تتعلم المرأة الموريتانية سواء في الموالاة أو في المعارضة، من تجربة العشرة شهور الأخيرة أن الحقوق تنتزع بالنضال كما يقول الشاعر :
وما نيل المطالب بالتمني ولكن تأخذ الدنيا غلابا

.

عودة للصفحة الرئيسية

الصفحة الرئيسية   |   أضفنا إلى مفضلتك   |   من نحن؟    |   اتصل بتا