أدان حزب الاتحاد والتغيير الموريتاني حاتم بشدة تصريحات وزير التعليم العالي والثانوي قبل أيام في جامعة نواكشوط والتي قال فيها انه لا نية لدى الحكومة الموريتانية الحالية في ترسيم اللغة العربية .
ووصف الحزب في بيان تلقت الحصاد نسخة منه التصريح بأنه غير منسجم حتى مع الهرم السلطوي للوزير في الإدارة مطالبا باقالته الفورية.
وفي مايلي نص البيان :
في استهتار واضح بمشاعر الغالبية العظمى من أبناء الشعب الموريتاني العربي الإفريقي المسلم، فاجأنا جميعا وزير التعليم العالي والثانوي بتصريحاته المدانة بحكم الدستور والقيم والهوية ، الوزير الذي كان يسبح ضد التيار أعلن في سابقة هي الأولى منذ قيام الدولة الموريتانية أنه لا نية لديه ولا لدى الحكومة الموريتانية الحالية في احترام أو تطبيق إحدى مواد الدستور الموريتاني النافذ، والتي تقضي بترسيم اللغة العربية، هذه المادة وهي السادسة من الدستور النافذ تؤكد على أن اللغة الرسمية لهذا البلد هي اللغة العربية .
وإذا كانت موريتانيا مازالت تفتقر إلى آلية قضائية مستقلة تلزم المارقين على القانون أن يحترموه في مثل هذه الحالات وتجعل أعمالهم وتصرفاتهم وحتى تصريحاتهم خارج دائرة القانون وبحكم القانون، فإن أبناء الشعب الموريتاني المخلصين لهويتهم ولغتهم مدعون اليوم وربما أكثر وقت مضى إلى الوقوف بحزم في وجه هذا التحدي السافر الذي يفسر عجز بعض المرضى في الجهاز الرسمي الوطني عن تأكيد دولة القانون .
إننا في حزب الاتحاد والتغيير الموريتاني حاتم إذ ندين بشدة تصريحات ذلك الوزير غير المنسجمة حتى مع هرمه السلطوي في الإدارة ، فإننا نؤكد على ما يلي :
1- مهما بلغ غي هؤلاء وتملقهم، فإن الشعب الموريتاني سيبقى لهم بالمرصاد وسترتد سياساتهم التغريبية إلى نحورهم إن عاجلا أو آجلا، فهذا الشعب عصي بطبعه على التغريب ، وقد أعيى المستعمر نفسه وأعوانه المخلصين من بعد فعل ذلك .
2- نؤكد أن ترسيم اللغة العربية لا يرمي بحال من الأحوال إلى المساس بحقوق أي كان في الوطن ومنها حقه في تبوئه المكانة التي يستحق، فالمعيار الوحيد لتبوء المناصب يجب أن يظل الكفاءة والجدارة وليس مرتبطا باللغة أو باللون أو بالأصل الثقافي ، والبقاء سيبقى دوما للأصلح .
3- إننا لا نعتبر مسألة التغريب والفرنسة المفروضة على شعبنا منذ استقلاله المشروط عن فرنسا ، قضية عربية ، بل قضية وطنية ولا نحمل إخوتنا في الدين والوطن مسؤوليتها، فدور المترددين من عرب هذا البلد ظل دائما أكثر خطرا من دور بعض الإخوة الزنوج الذين لا ذنب لهم بعد أن جعلتهم السياسات التربوية الرعناء يرتبطون في مصالحكم ومعارفهم وحتى بمشاعرهم باللغة الفرنسية ، تماما كما هو حال غيرهم من التغريبيين من العرب ، فهل من حقنا بعد ذلك لومهم .
4- إننا في حزب الاتحاد والتغيير الموريتاني ( حاتم ) إذ نؤكد على احترامنا وانفتاحنا على كل الثقافات واللغات العالمية بما فيها اللغة الفرنسية ، بل ونعتبر أن غياب أية لغة أو ثقافة يشكل نقصا قي الوعاء الثقافي الإنساني ، فإننا بنفس الدرجة ندعو إلى احترام قيم شعبنا الثقافية وإلى إنزال لغته الدينية والحضارية منزلتها الدستورية اللائقة وندعو إلى جعلها خارج المساومات السياسية ، كما كانت دوما عبر العصور والأزمان .
5- وبناء على كل ،فإننا نطالب بالإقالة الفورية لهذا الوزير تجاوز بتصريحاته المشينة تلك كل الثوابت الوطنية ، وعبر عن احتقار غير مسبوق للقيم الحضارية لبلاد المنارة العربية والرباط الإسلامي ، حين ساوى بين احتفالها باليوم العالمي للغة العربية وبين احتفائه هو ومن على شاكلته باليوم الفرنسي للفرانكفونية .