اتفاق لتسوية الخلاف بين بلدية أزويرات ومصانع الذهب :|: مفوض حقوق الانسان يستقبل وفدا أمميا :|: الرئيس السنيغالي الجديد يزور موريتانيا :|: رئيس الجمهوريستقبل مدير " الفاو" :|: CENI تبدأ المراجعة الاستثنائية للائحة الانتخابية :|: وزيرالصناعة وكالة : ارتفاع مؤشر الإنتاج الصناعي إلى 7.3% :|: الشرطة توقف مثليين ..أياما بعد زواجهما بأطار :|: تصريح "مثير" للنائب بيرام اعبيدي :|: توقعات بتواصل درجات الحرارة في عدة مناطق :|: رئيس الحزب الحاكم يزور مقاطعات كيهيدي :|:
أخبار
اقتصاد
تحقيقات وتقارير
مقابلات
منوعات
الرأي
مواقع

الأكثر قراءة

من هو الرئيس السنغالي الجديد؟
مرسوم يحدد صلاحيات الشرطة البلدية
حديث عن تعديل وزاري وشيك بعد العيد
وزيرسابق يستنكر سجن ولد غده
جنرالات يحالون للتقاعد مع نهاية 2024
تصريح "مثير" لرئيس التحالف الشعبي
ما الأسباب وراء تراجع أسعارالغذاء العالمية؟
استعادة عافية الجنوب تعززعلاقة الأشقاء/ عبد الله حرمة الله
ثلاث وفيات في حادث سير لسيارة تهرب ذهبا
من يوميات طالب في الغربة(5) : أول يوم بالسفارة الموريتانية في تونس العاصمة
 
 
 
 

فى السياسة و الإعلام وصناعة الرأي العام !../ د.محمد ولد عابدين

samedi 2 octobre 2021


أروم فى هذه المعالجة تغيير استراتيجيتي فى الكتابة ؛ من خلال العدول - ما أمكننى ذلك - عن المسحة الأكاديمية والشحنة النظرية التى تعود عليها القراء الكرام في بعض إطلالاتى المتواضعة ، وسأحاول هذه المرة أن أتحدث بروح المكاشفة النقدية والملامسة الصريحة للواقع.

لامراء فى أن البلد يعيش لحظة فارقة فى تاريخه الوطني المعاصر ؛ تتجسد في بعض تجلياتها عبر مناخ سياسي يطبعه الانسجام والتناغم الرصين ، ويميزه الانفتاح والتعاطي الرزين بأسلوب حضاري ومنهج ديمقراطي مع النخب والمواطنين ومختلف الفرقاء والفاعلين فى المشهد الوطني ؛ على تنوع مشاربهم وخلفياتهم السياسية والمجتمعية ، وتعدد تياراتهم ومرجعياتهم الإديولوجية.

وتحتاج هذه المرحلة التى جمعت بين شرعية الإجماع والانتخاب ، وواقعية الإنجاز وقوة الاستقطاب إلى جهاز حكومي تنفيذي ؛ يتمتع بكفاءة عالية يترجم جميع " التعهدات " إلى منجز تنموي ملموس وواقع خدمي محسوس ، كماتحتاج إلى خطاب سياسي مستنير وإعلام مهني قوي ؛ يجسدان وضوح الرؤية وعمق التصور ودقة الاستشراف ، ورصانة المقاربات وحصافة المعالجات ؛ خصوصا أن البلد - قاب قوسين أو أدنى- من تنظيم تشاور وطني شامل ؛ لايغيب أحدا ولايستثنى موضوعا.

وثمة علاقة جدلية بين السياسة و الإعلام فى عصرنا الراهن ، فلايمكن تصور عملية سياسية بدون قناة إعلامية موازية لها ؛ فهي الوسيط الاستراتيجي لإيصال الخطاب السياسي إلى الجماهير للتأثير فيها وتشكيل وصناعة الرأي العام المستقبل للآراء والأفكار والبرامج ؛ ممايقتضى فهما عميقا للرهانات المرتبطة بنجاعة استغلال وسائل التواصل والإعلام فى هذه اللحظة المفصلية.

فالحزب مطالب باستلهام خطاب المرحلة والتحول إلى مدرسة فكرية للأخلاق والتربية ، وإشاعة قيم الثقافة السياسية وتبنى أجندة واضحة ترقى إلى مستوى التأثير في المواطنين ، وتأطير تفكيرهم وتصوراتهم تجاه القضايا الوطنية المطروحة والمستجدة ؛ بغية تحقيق الأهداف السياسية المرسومة وتشكيل أرضية صلبة لمواكبة السياسات التنموية ومؤازرة العمل الحكومي؛ طبقا لرؤية استشرافية عميقة ومتجددة.

ولابد لتحقيق ذلك من استراتيجية إعلامية واعية ورؤية اتصالية مدروسة ؛ تكرس قيم الديمقراطية والتعددية والمهنية ، وتجسد ثقافة الخدمة العمومية ، وتشكل رافعة حقيقية للتنمية ، ولا يعنى ذلك نزوع وسائل الاعلام العمومية نحو النخبوية ، وفتح منابرها أمام الساسة وقادة الرأي والمسؤولين ، وإغلاقها أمام المواطنين الذين سدت أمامهم نوافذ البرامج التفاعلية التى كانت تشكل متنفسا لطرح همومهم ومشاغلهم ؛ فى الصحة والتعليم والماء والكهرباء...وغيرها من الحاجات التنموية والخدمية.

لقد تحولت بعض وسائل الإعلام العمومي من منبر جماهيري مفتوح إلى مرسل وباث ؛ لايقيم وزنا لأصداء رسالته أو آراء جمهوره ، وترتب على ذلك احتقان شعبي وفقدان للثقة فى الإعلام العمومي ، والاتجاه نحو وسائط التواصل الاجتماعي ؛ بحثا عن معلومة مغلوطة تارة أوخبر زائف فى كثير من الأحيان.

نحتاج إلى مضامين ومحتويات إعلامية مهنية سليمة من " التخمة الإنتاجية " والموسوعية الوهمية ؛ قادرة على التعبير عن نبض المجتمع ؛ مساهمة فى صناعة الرأي وتشكيل الوعي؛ منسجمة مع أهداف وأولويات التنمية ؛ مستجيبة لصرح الثوابت والمشتركات الوطنية .

ونحتاج إلى مشهد إعلامي وطني بحجم المرحلة ومقاسها ، يعكس قيمها وخطابها ويسوده التناغم والانسجام وعلاقات التكامل والتفاعل ، لاعلاقات الإقصاء والإلغاء !..نحتاج إلى إعلام لا يختلط حابله بنابله ، ولايلتحم عموميه بخصوصيه ، ولايتحول مسموعه إلى " مرئي وورقي " أو يصبح مرئيه " مسموعا ومطبوعا"...انتهى عصر الدعاية السمجة و "لبروبوغاندا " الفجة !..وإنفاق الميزانيات الضخمة فى بنود وهمية وعقود سخية ، لقد أصبح الإعلام صناعة وفنا له قواعده وأصوله وأدواته.

ولعل ممايبعث على الأمل فى المستقبل وجود قامة ثقافية ذات خبرة عميقة وتجربة عالية على رأس هذا القطاع ؛ معالى الوزير المختار ولد داهى الذى أكد فى أكثر من مناسبة عزمه على تمهين الحقل وتصحيح الخلل ، انطلاقا من المدونة التشريعية والرؤية الإصلاحية الجديدة.

إن صناعة الإعلام المؤثر في الرأي العام عملية أكبر وأعمق مما يتصورها البعض ، ونحن اليوم أحوج ما نكون إلى محتوى إعلامي عميق وقوي ؛ يدعم قضايانا السياسية الكبرى ، ويعضد مسيرتنا التنموية ويعزز لحمتنا الاجتماعية ، بغض النظر عن الوعاء الذى يقدم فيه هذا المحتوى ، فالمصداقية والمهنية والمؤسسية هي العوامل الأساسية في تحقيق فاعلية وقوة تأثير الرسالة الإعلامية.

عودة للصفحة الرئيسية

الصفحة الرئيسية   |   أضفنا إلى مفضلتك   |   من نحن؟    |   اتصل بتا