تساقط الأمطارعلى مناطق مت٠رقة من البلاد :|: موريتانيا : و٠اة وزيرخارجية أسبق :|: وزيرالاقتصاد يلتقي بالمديرالإقليمي لصندوق الأمم المتحدة للسكان :|: اجتماع مبرمج اليوم للرئيس مع الولاة :|: مستقبل التجارة الن٠طية Ù ÙŠ العالم بعد الدولار :|: توقعات بأمطارمت٠اوتة Ù ÙŠ أغلب الولايات :|: أكاديميون :خروقات بمسابقة اكتتاب 100 أستاذ للتعليم العالي :|: موريتانيا تدين محاولة اغتيال رئيس جزر الق٠مر :|: تساقط الأمطارعلى مناطق مت٠رقة من البلاد :|: وزيرالاتصال : نولي عناية قصوى للصحا٠ة :|:
أخبار
اقتصاد
تحقيقات وتقارير
مقابلات
منوعات
الرأي
مواقع

الأكثر قراءة

تدني النجاح ٠ي المسابقات قنبلة موقوتة تهدد مستقبل البلد
تصريح "مث ÙŠØ±" للنائب بيرام اعبيدي
مادة غذائية غير متوقعة تخلصك من رائحة ال٠م الكريهة
و٠اة مصمم أبرز أغل٠ة الكتب العربية
مدير “بوليتكنيك†: إجراء المنح تم تضخيمه
تحويلات وتعيينات بقطاع الدرك الوطني
"كولا غزة" تغزو السوق الأوروبية !!
ت٠اصيل زواج أميرة النرويج بـ"المشعوذ" !!
أسعار الن٠ط لشهرأكتوبر ترت٠ع ٠وق 80 دولارًا
5 وظائ٠هي الأكث Ø± إرهاقا ...ماهي !
 
 
 
 

باي باي عولمة ! /د. ٠يصل القاسم

jeudi 19 mars 2009


لا أقصد من العنوان أعلاه أن العولمة كانت حيّة، Ø« Ù… ماتت. لا أبداً. ٠هي منذ بداياتها كانت مجرد كذبة وشعار خادع لأغراض أمريكية بالدرجة الأولى. وعندما انكش٠أمر الأمريكيين اقتصادياً، وظهرت ٠ضائحهم المالية، ذاب الث Ù„ج وبان المرج... ٠ــ٠ضح أمر العولمة المزعومة.

نحن نعر٠أن المستعمرين على مدى التاريخ كانوا يحاولون تغلي٠أغراضهم الاستعمارية بشعارات براقة لكنها مزي٠ة، ٠كلنا يتذكر كي٠جاء نابليون إلى مصر حاملاً نسخة من القرآن الكريم ليخدع المصريين، ويبطل مقاومتهم لحملته. لكنه ٠شل، وظهرت نواياه الحقيقية وموق٠ه الساقط من الإسلام والمسلمين عندما داست حوا٠ر خيوله عتبات الجامع الأزهر.

وكان الأوروبيون دائماً يبررون غزواتهم واستعمارهم لبلدان أ٠ريقيا وآسيا بأنهم جاءوا لنشر الحضارة والتقدم ٠ي ربوع تلك البلدان المتخل٠ة، على اعتبار أن ذلك من أعباء الرجل الأبيض.

وقد قال الجنود ال٠رنسيون لأحد شيوخ القبائل الجزائريين :  »Ø¥Ù† القوات ال٠رنسية جاءت لنشر الحضارة الغربية الحديث Ø© Ù ÙŠ ربوع الجزائر« ØŒ ٠رد رداً مقتضباً عميق الدلالة. قال :  »Ø¥Ø°Ù† لماذا أحضروا كل هذا البارود؟« .

وصلت جحا٠ل الجنرال البريطاني ستانلي مود إلى العراق عام أل٠وتسعمائة وسبعة عشر ألقى بجموع العراقيين خطبة عصماء أخبرهم ٠يها بأن قواته  »ØªÙƒØ¨Ø¯Øª مشاقاً هائلة من أجل الوصول إلى بلاد الرا٠دين كي تحررها من ربقة العث Ù…انيين المتخل٠ين، وتنشر الحضارة والر٠اهية Ù ÙŠ ربوعها« . لكن رئيس الوزراء البريطاني الشهير وينستون تشيرتشل لم يتردد بعد Ø« Ù„اث Ø³Ù†ÙˆØ§Øª ٠قط Ù ÙŠ ضرب المقاومين العراقيين بغازات الخردل المحظورة دولياً. ولم يكن العراقيون ليصدقوا أكاذيب الجنرال ستانلي  »Ø§Ù„خيرية« Ø£ØµÙ„اً،
والدليل على ذلك أنهم قاوموه بضراوتهم التاريخية المعهودة، وأردوه قتيلاً، ومازال قبره موجوداً ٠ي العراق.
طبعاً الأمريكيون ليسوا استث Ù†Ø§Ø¡ Ù ÙŠ عملية تجميل الاستعمار، ٠قد ألقى وزير الد٠اع الأمريكي السابق دونالد رامس٠يلد بياناً قبيل الغزو الأمريكي للعراق، يكاد يكون نسخة طبق الأصل عن بيان ستانلي مود الذي سبقه بث Ù„اث Ø© قرون. ولولا أنه وضع تاريخاً مختل٠اً على بيانه، لظننا أن رامس٠يلد سرق بيان ستانلي مود حر٠ياً.
و٠يما كان يتذرع الأوروبيون بنشر الحضارة Ù ÙŠ ربوع البلدان التي كانوا يغزونها، ابتدع الأمريكيون ذريعة استعمارية جديدة Ù ÙŠ غزوهم للعراق سموها  »ØªØ­Ù‚يق الديموقراطية وحقوق الإنسان« .
مع كل ذلك تبقى الأكاذيب الاستعمارية المشار إليها أعلاه صغيرة مقارنة بكذبة العولمة، ٠بينما كان المستعمر التقليدي يطلق كذبة واحدة من الأكاذيب المذكورة لاستعمار بلد بعينه، أطلق الأمريكيون قبل سنوات كذبة بحجم القوة الأمريكية وجبروتها، وسموها  »Ø§Ù„عولمة« . ولم تكن تلك الكذبة الكبيرة سوى غطاء لـما يعر٠بـ »Ø§Ù„امبريالية العالمية« . ٠قد وجد مخططو الاستعمار الأمريكي الجديد أن عليهم تغيير الكود الاستعماري كي لا يلقى مقاومة كونية، ٠كانت  »Ø§Ù„عولمة« Ø§Ù„تي زينوها بكث ÙŠØ± من ال٠وائد المزعومة. لقد أراد الأمريكيون باختراعهم الاستعماري الجديد أن يستعمروا العالم بأكمله، لا دولة بعينها. والطري٠٠ي الأمر أن م٠ردة  »Ø¹ÙˆÙ„مة« Ù„ا تختل٠٠ي معناها Ù ÙŠ التعري٠المعجمي الانجليزي عن م٠ردة  »Ø´ÙŠÙˆØ¹ÙŠØ©Â« ØŒ ٠الاث Ù†ØªØ§Ù† تريدان بسط هيمنتهما على العالم أجمع، الأولى كانت عن طريق الاشتراكية، و٠شلت، والث Ø§Ù†ÙŠØ© عن طريق الرأسمالية المتوحشة، وأيضاً ٠شلت.
قد يجادل البعض أن العالم است٠اد كث ÙŠØ±Ø§Ù‹ من مظاهر العولمة، حتى لو كانت ذات صبغة وأهدا٠أمريكية. ألم نست٠د نحن العرب مث Ù„اً من الانترنت، والأقمار الصناعية والان٠تاح العالمي، أو ما يسمى بالقرية الكونية؟ بالطبع است٠دنا. لكن الهد٠من العولمة لم يكن من أجل سواد عيوننا بالدرجة الأولى، ولا من أجل سواد عيون بقية العالم. لقد جاءت الانترنت وث ÙˆØ±Ø© الاتصالات الدولية كبناء ٠وقي للنظام الرأسمالي الأمريكي الذي يريد أن يلتهم العالم. بعبارة أخرى، ٠إن الانترنت مث Ù„اً لم تكن لتظهر لولا أن ما أسماه كارل ماركس بـ »Ø§Ù„بناء التحتي« Ø§Ù„أمريكي كان بحاجة لها ولغيرها من ال٠توحات التكنولوجية والاتصالية الجديدة كي تدعم هيمنته على العالم. أي أن Ø« ÙˆØ±Ø© الاتصالات كانت ضرورية جداً لإنجاز العولمة التي ابتكرتها أمريكا لأغراضها التجارية والاقتصادية والمالية العابرة للحدود والقارات Ù ÙŠ المقام الأول.
وليس صحيحاً أبداً أن أمريكا تركت العالم يست٠يد من عولمة الاتصالات دون رقيب أو حسيب. Ù Ù ÙŠ اللحظة التي وجدت ٠يها واشنطن أنها مهددة من Ø« ÙˆØ±Ø© الاتصالات كانت تتصدى للمتجاوزين حدودهم بقوة، ٠قامت على سبيل المث Ø§Ù„ بمنع بعض القنوات العربية مث Ù„  »Ø§Ù„جزيرة الانجليزية« Ù…Ù† دخول السوق الأمريكي تحت حجج وتبريرات واهية، ناهيك عن أنها منعت كل وسائل الإعلام الحرة من دخول العراق لتغطية مجازرها هناك. مع العلم أن العولمة تعني السموات الم٠توحة للجميع، ٠لماذا أغلقتها؟ بعبارة أخرى، ٠إن أمريكا كانت تريد للعولمة أن تكون باتجاه واحد، ٠هي ترى أنه من حقها أن تنشر Ø« Ù‚ا٠تها Ù ÙŠ كل أصقاع المعمورة، لكنها تستكث Ø± على الآخرين أن يخترقوا أسوارها العالية جداً، ٠تمنعهم ٠وراً. وهل نسينا أن الغرب يستطيع أن يطرد أي قناة عربية عن الأقمار الصناعية الغربية عندما يرى ٠يها خطراً على Ø« Ù‚ا٠ته؟ ألم تطرد ٠رنسا قناة  »Ø§Ù„منار« Ø§Ù„لبنانية من القمر الصناعي  »Ù‡ÙˆØª بيرد« Ø¨Ø­Ø¬Ø© مكا٠حة الإرهاب
حتى اقتصادياً لقد منعت أمريكا شركة إماراتية شهيرة لإدارة الموانئ البحرية من دخول السوق الأمريكي، مع العلم أن أسّ العولمة هو ٠تح الحدود لتد٠ق البضائع والخدمات بين دول العالم بحرية ويسر. لكن هنا أيضاً، ٠إن أمريكا ترى أن من حقها أن تغزو العالم اقتصادياً وعسكرياً وث Ù‚ا٠ياً، لكنها Ù ÙŠ الآن ذاته تمارس حمائية عزّ نظيرها مع الآخرين. بعبارة أخرى ٠هي تريد أن تحمي مجتمعها اقتصادياً.
لقد لجأت أمريكا إلى الحماية الاقتصادية وهي Ù ÙŠ عز قوتها لحماية نظامها الاقتصادي، ٠ما بالك الآن وهي تترنح تحت ضربات الأزمة الاقتصادية التي هزت كيانها؟ إن أكث Ø± ما تسمعه Ù ÙŠ الأوساط الاقتصادية الأمريكية هذه الأيام هو حماية الاقتصاد الأمريكي دون غيره. لهذا ترى الكث ÙŠØ±ÙŠÙ† من الاقتصاديين الأمريكيين يدعون إلى  »Ø´Ø±Ø§Ø¡ البضائع الأمريكية« Ø¯ÙˆÙ† غيرها. وهو انقلاب ٠ظيع وخطير على ٠كرة العولمة من أساسها التي تقوم على التبادل الحر للبضائع دون قيد أو حد أو شرط. ألم يكذبوا علينا Ù ÙŠ السابق بأن العولمة جاءت لخير البشرية بأكملها؟ ٠لماذا عندما تدهور اقتصادهم ولم يعد قادراً على المنا٠سة راحوا يحمونه بأسنانهم، حتى لو أضر ذلك ببقية المستث Ù…رين الأجانب؟ لماذا كانوا يحاربون الدول التي حاولت Ù ÙŠ السابق الذود عن اقتصادياتها Ù ÙŠ وجه الهجوم الأمريكي الاقتصادي الكاسح الذي كان يريد التهام Ø« Ø±ÙˆØ§Øª الدول ومواردها وأسواقها تحت زعم العولمة؟
ألا نسمع Ù ÙŠ بريطانيا هذه الأيام أيضاً دعوات لطرد العمال الأوروبيين والأجانب ليحل محلهم العمال البريطانيون الذين ٠قدوا وظائ٠هم بسبب الأزمة الاقتصادية؟ هل يستقيم ذلك مع مبادئ العولمة المزعومة؟ أم إنه ينس٠ها من أساسها؟ ألا يتنا٠ى أيضاً مع قوانين الاتحاد الأوروبي ناهيك عن العولمة العالمية؟ كل شيء أصبح الآن Ù ÙŠ مهب الريح حتى أوروبياً. ٠قد حذر رئيس وزراء المجر من أن يتسبب الركود الاقتصادي Ù ÙŠ تقسيم أوروبا، بحيث Ù‚د نشهد ظهور  »Ø³ØªØ§Ø± حديدي جديد« ÙŠÙ‚سم أوروبا إلى شطرين، مما يدق مسماراً آخر Ù ÙŠ نعش العولمة.
خدعنا الأمريكيون ٠قالوا : تعولموا، ٠صدقنا الكذبة، وتعولمنا. وعندما انهار اقتصادهم ولم يعودوا قادرين على غزو العالم واستعماره اقتصادياً وث Ù‚ا٠ياً وعسكرياً، راحوا ينكمشون، ويتقوقعون على أن٠سهم، ٠ضربوا بذلك عولمتهم المزعومة Ù ÙŠ صميمها
أليس من حق الجميع الآن أن يعيد بناء الحدود وتشييد الأسوار لحماية الث Ù‚ا٠ات والاقتصاديات المحلية أسوة بسادة العولمة الذين انكش٠ت كذبتهم، وبانت عورتهم؟
باي باي عولمة !.

عودة للصفحة الرئيسية

الصفحة الرئيسية   |   أضفنا إلى مفضلتك   |   من نحن؟    |   اتصل بتا