لا أقصد من العنوان أعلاه أن العولمة كانت Øيّة، Ø« Ù… ماتت. لا أبداً. ٠هي منذ بداياتها كانت مجرد كذبة وشعار خادع لأغراض أمريكية بالدرجة الأولى. وعندما انكش٠أمر الأمريكيين اقتصادياً، وظهرت ٠ضائØهم المالية، ذاب الث لج وبان المرج... Ù Ù€Ù€Ù Ø¶Ø Ø£Ù…Ø± العولمة المزعومة.
Ù†ØÙ† نعر٠أن المستعمرين على مدى التاريخ كانوا ÙŠØاولون تغلي٠أغراضهم الاستعمارية بشعارات براقة لكنها مزي٠ة، ٠كلنا يتذكر كي٠جاء نابليون إلى مصر Øاملاً نسخة من القرآن الكريم ليخدع المصريين، ويبطل مقاومتهم Ù„Øملته. لكنه ٠شل، وظهرت نواياه الØقيقية وموق٠ه الساقط من الإسلام والمسلمين عندما داست Øوا٠ر خيوله عتبات الجامع الأزهر.
وكان الأوروبيون دائماً يبررون غزواتهم واستعمارهم لبلدان أ٠ريقيا وآسيا بأنهم جاءوا لنشر الØضارة والتقدم Ù ÙŠ ربوع تلك البلدان المتخل٠ة، على اعتبار أن ذلك من أعباء الرجل الأبيض.
وقد قال الجنود ال٠رنسيون لأØد شيوخ القبائل الجزائريين :  »Ø¥Ù† القوات ال٠رنسية جاءت لنشر الØضارة الغربية الØديث Ø© Ù ÙŠ ربوع الجزائر« ØŒ ٠رد رداً مقتضباً عميق الدلالة. قال :  »Ø¥Ø°Ù† لماذا Ø£Øضروا كل هذا البارود؟« .
وصلت جØا٠ل الجنرال البريطاني ستانلي مود إلى العراق عام أل٠وتسعمائة وسبعة عشر ألقى بجموع العراقيين خطبة عصماء أخبرهم ٠يها بأن قواته  »ØªÙƒØ¨Ø¯Øª مشاقاً هائلة من أجل الوصول إلى بلاد الرا٠دين كي تØررها من ربقة العث مانيين المتخل٠ين، وتنشر الØضارة والر٠اهية Ù ÙŠ ربوعها« . لكن رئيس الوزراء البريطاني الشهير وينستون تشيرتشل لم يتردد بعد Ø« لاث سنوات ٠قط Ù ÙŠ ضرب المقاومين العراقيين بغازات الخردل المØظورة دولياً. ولم يكن العراقيون ليصدقوا أكاذيب الجنرال ستانلي  »Ø§Ù„خيرية« أصلاً،
والدليل على ذلك أنهم قاوموه بضراوتهم التاريخية المعهودة، وأردوه قتيلاً، ومازال قبره موجوداً ٠ي العراق.
طبعاً الأمريكيون ليسوا استث ناء Ù ÙŠ عملية تجميل الاستعمار، ٠قد ألقى وزير الد٠اع الأمريكي السابق دونالد رامس٠يلد بياناً قبيل الغزو الأمريكي للعراق، يكاد يكون نسخة طبق الأصل عن بيان ستانلي مود الذي سبقه بث لاث Ø© قرون. ولولا أنه وضع تاريخاً مختل٠اً على بيانه، لظننا أن رامس٠يلد سرق بيان ستانلي مود Øر٠ياً.
و٠يما كان يتذرع الأوروبيون بنشر الØضارة Ù ÙŠ ربوع البلدان التي كانوا يغزونها، ابتدع الأمريكيون ذريعة استعمارية جديدة Ù ÙŠ غزوهم للعراق سموها  »ØªØقيق الديموقراطية ÙˆØقوق الإنسان« .
مع كل ذلك تبقى الأكاذيب الاستعمارية المشار إليها أعلاه صغيرة مقارنة بكذبة العولمة، ٠بينما كان المستعمر التقليدي يطلق كذبة واØدة من الأكاذيب المذكورة لاستعمار بلد بعينه، أطلق الأمريكيون قبل سنوات كذبة بØجم القوة الأمريكية وجبروتها، وسموها  »Ø§Ù„عولمة« . ولم تكن تلك الكذبة الكبيرة سوى غطاء لـما يعر٠بـ »Ø§Ù„امبريالية العالمية« . ٠قد وجد مخططو الاستعمار الأمريكي الجديد أن عليهم تغيير الكود الاستعماري كي لا يلقى مقاومة كونية، ٠كانت  »Ø§Ù„عولمة« التي زينوها بكث ير من ال٠وائد المزعومة. لقد أراد الأمريكيون باختراعهم الاستعماري الجديد أن يستعمروا العالم بأكمله، لا دولة بعينها. والطري٠٠ي الأمر أن م٠ردة  »Ø¹ÙˆÙ„مة« لا تختل٠٠ي معناها Ù ÙŠ التعري٠المعجمي الانجليزي عن م٠ردة  »Ø´ÙŠÙˆØ¹ÙŠØ©Â« ØŒ ٠الاث نتان تريدان بسط هيمنتهما على العالم أجمع، الأولى كانت عن طريق الاشتراكية، و٠شلت، والث انية عن طريق الرأسمالية المتوØشة، وأيضاً ٠شلت.
قد يجادل البعض أن العالم است٠اد كث يراً من مظاهر العولمة، Øتى لو كانت ذات صبغة وأهدا٠أمريكية. ألم نست٠د Ù†ØÙ† العرب مث لاً من الانترنت، والأقمار الصناعية ÙˆØ§Ù„Ø§Ù†Ù ØªØ§Ø Ø§Ù„Ø¹Ø§Ù„Ù…ÙŠØŒ أو ما يسمى بالقرية الكونية؟ بالطبع است٠دنا. لكن الهد٠من العولمة لم يكن من أجل سواد عيوننا بالدرجة الأولى، ولا من أجل سواد عيون بقية العالم. لقد جاءت الانترنت وث ورة الاتصالات الدولية كبناء ٠وقي للنظام الرأسمالي الأمريكي الذي يريد أن يلتهم العالم. بعبارة أخرى، ٠إن الانترنت مث لاً لم تكن لتظهر لولا أن ما أسماه كارل ماركس بـ »Ø§Ù„بناء التØتي« الأمريكي كان بØاجة لها ولغيرها من ال٠توØات التكنولوجية والاتصالية الجديدة كي تدعم هيمنته على العالم. أي أن Ø« ورة الاتصالات كانت ضرورية جداً لإنجاز العولمة التي ابتكرتها أمريكا لأغراضها التجارية والاقتصادية والمالية العابرة للØدود والقارات Ù ÙŠ المقام الأول.
وليس صØÙŠØاً أبداً أن أمريكا تركت العالم يست٠يد من عولمة الاتصالات دون رقيب أو Øسيب. Ù Ù ÙŠ اللØظة التي وجدت ٠يها واشنطن أنها مهددة من Ø« ورة الاتصالات كانت تتصدى للمتجاوزين Øدودهم بقوة، ٠قامت على سبيل المث ال بمنع بعض القنوات العربية مث Ù„  »Ø§Ù„جزيرة الانجليزية« من دخول السوق الأمريكي تØت Øجج وتبريرات واهية، ناهيك عن أنها منعت كل وسائل الإعلام الØرة من دخول العراق لتغطية مجازرها هناك. مع العلم أن العولمة تعني السموات الم٠توØØ© للجميع، ٠لماذا أغلقتها؟ بعبارة أخرى، ٠إن أمريكا كانت تريد للعولمة أن تكون باتجاه واØد، ٠هي ترى أنه من Øقها أن تنشر Ø« قا٠تها Ù ÙŠ كل أصقاع المعمورة، لكنها تستكث ر على الآخرين أن يخترقوا أسوارها العالية جداً، ٠تمنعهم ٠وراً. وهل نسينا أن الغرب يستطيع أن يطرد أي قناة عربية عن الأقمار الصناعية الغربية عندما يرى ٠يها خطراً على Ø« قا٠ته؟ ألم تطرد ٠رنسا قناة  »Ø§Ù„منار« اللبنانية من القمر الصناعي  »Ù‡ÙˆØª بيرد« بØجة مكا٠ØØ© الإرهاب
Øتى اقتصادياً لقد منعت أمريكا شركة إماراتية شهيرة لإدارة الموانئ البØرية من دخول السوق الأمريكي، مع العلم أن أسّ العولمة هو Ù ØªØ Ø§Ù„Øدود لتد٠ق البضائع والخدمات بين دول العالم بØرية ويسر. لكن هنا أيضاً، ٠إن أمريكا ترى أن من Øقها أن تغزو العالم اقتصادياً وعسكرياً وث قا٠ياً، لكنها Ù ÙŠ الآن ذاته تمارس Øمائية عزّ نظيرها مع الآخرين. بعبارة أخرى ٠هي تريد أن تØمي مجتمعها اقتصادياً.
لقد لجأت أمريكا إلى الØماية الاقتصادية وهي Ù ÙŠ عز قوتها Ù„Øماية نظامها الاقتصادي، ٠ما بالك الآن وهي ØªØªØ±Ù†Ø ØªØت ضربات الأزمة الاقتصادية التي هزت كيانها؟ إن أكث ر ما تسمعه Ù ÙŠ الأوساط الاقتصادية الأمريكية هذه الأيام هو Øماية الاقتصاد الأمريكي دون غيره. لهذا ترى الكث يرين من الاقتصاديين الأمريكيين يدعون إلى  »Ø´Ø±Ø§Ø¡ البضائع الأمريكية« دون غيرها. وهو انقلاب ٠ظيع وخطير على ٠كرة العولمة من أساسها التي تقوم على التبادل الØر للبضائع دون قيد أو Øد أو شرط. ألم يكذبوا علينا Ù ÙŠ السابق بأن العولمة جاءت لخير البشرية بأكملها؟ ٠لماذا عندما تدهور اقتصادهم ولم يعد قادراً على المنا٠سة راØوا ÙŠØمونه بأسنانهم، Øتى لو أضر ذلك ببقية المستث مرين الأجانب؟ لماذا كانوا ÙŠØاربون الدول التي Øاولت Ù ÙŠ السابق الذود عن اقتصادياتها Ù ÙŠ وجه الهجوم الأمريكي الاقتصادي Ø§Ù„ÙƒØ§Ø³Ø Ø§Ù„Ø°ÙŠ كان يريد التهام Ø« روات الدول ومواردها وأسواقها تØت زعم العولمة؟
ألا نسمع Ù ÙŠ بريطانيا هذه الأيام أيضاً دعوات لطرد العمال الأوروبيين والأجانب ليØÙ„ Ù…Øلهم العمال البريطانيون الذين ٠قدوا وظائ٠هم بسبب الأزمة الاقتصادية؟ هل يستقيم ذلك مع مبادئ العولمة المزعومة؟ أم إنه ينس٠ها من أساسها؟ ألا يتنا٠ى أيضاً مع قوانين الاتØاد الأوروبي ناهيك عن العولمة العالمية؟ كل شيء Ø£ØµØ¨Ø Ø§Ù„Ø¢Ù† Ù ÙŠ مهب Ø§Ù„Ø±ÙŠØ Øتى أوروبياً. ٠قد Øذر رئيس وزراء المجر من أن يتسبب الركود الاقتصادي Ù ÙŠ تقسيم أوروبا، بØيث قد نشهد ظهور  »Ø³ØªØ§Ø± Øديدي جديد« يقسم أوروبا إلى شطرين، مما يدق مسماراً آخر Ù ÙŠ نعش العولمة.
خدعنا الأمريكيون ٠قالوا : تعولموا، ٠صدقنا الكذبة، وتعولمنا. وعندما انهار اقتصادهم ولم يعودوا قادرين على غزو العالم واستعماره اقتصادياً وث قا٠ياً وعسكرياً، راØوا ينكمشون، ويتقوقعون على أن٠سهم، ٠ضربوا بذلك عولمتهم المزعومة Ù ÙŠ صميمها
أليس من ØÙ‚ الجميع الآن أن يعيد بناء الØدود وتشييد الأسوار Ù„Øماية الث قا٠ات والاقتصاديات المØلية أسوة بسادة العولمة الذين انكش٠ت كذبتهم، وبانت عورتهم؟
باي باي عولمة !.