توقعات بارتفاع "ملحوظ" في درجات الحرارة :|: الرئيس السنيغالي الجديد يؤدي اليمين الدستورية :|: الرئيس يحضرحفل تنصيب نظيره السنيغالي الجديد :|: تصريح جديد لمنظمة الشفافية :|: تصريح "مثير" لرئيس التحالف الشعبي :|: BCM :مجلس السياسة النقدية يعقد اجتماعه الأول :|: من يوميات طالب في الغربة(5) : أول يوم بالسفارة الموريتانية في تونس العاصمة :|: افتتاح آخردورة برلمانية قبل الرئاسيات :|: استقبال لممثلي الشركات التي ستستغل حقلي "باندا" و "تفت" :|: مواعيد الافطارليوم22 رمضان بعموم البلاد :|:
أخبار
اقتصاد
تحقيقات وتقارير
مقابلات
منوعات
الرأي
مواقع

الأكثر قراءة

الموعد الأنسب لممارسة الرياضة في رمضان
من هو الرئيس السنغالي الجديد؟
مرسوم يحدد صلاحيات الشرطة البلدية
تعيينات هامة في قناة الموريتانية
الوجيه والسياسي عبد الحي ولد محمد لغظف يطالب من مقاطعة تامشكط بمأمورية ثانية لرئيس الجمهورية
وزيرسابق يستنكر سجن ولد غده
جنرالات يحالون للتقاعد مع نهاية 2024
ما أقصروأطول ساعات الصيام في رمضان 2024/1445؟
دولتان عربيتان بين أكبرمنتجي ومصدري الطماطم عالميا
ما الأسباب وراء تراجع أسعارالغذاء العالمية؟
 
 
 
 

دراسات :مدينة نواكشوط مهددة بالغرق

samedi 26 juin 2010


تواجه العاصمة الموريتانية نواكشوط خطر الغرق والاختفاء بسبب التغيرات المناخية وهشاشة الشاطئ وانخفاض مستوى المدينة عن سطح البحر، وهو ما أصبح يشكل كابوسا يقلق راحة سكان العاصمة، فحسب الدراسات والأبحاث يمثل المد البحري خطرا حقيقيا يهد نواكشوط بالغرق في أفق 2020، فالتغيرات المناخية التي تجتاح العالم جعلت موريتانيا إحدى الدول العشر الأكثر عرضة لمخاطرها وتبعاتها السلبية.

ومع حلول موسم الأمطار في فصل الخريف الذي تعيشه موريتانيا حاليا بدأ الحديث يتزايد عن احتمال تهديد مياه المحيط الأطلسي للعاصمة نواكشوط التي أنشأت في منخفض تحت مستوى البحر وبين كثبان رملية اختفت مع مرور الزمن وتوسع المدينة، وأصبحت الأمطار العادية تشكل تهديدا كبيرا لأنها تساعد على التعجيل بوقوع الكارثة وغرق المدينة.

وتشير تقارير هيئة الأرصاد الجوية الى أن وصول التساقطات المطرية إلى مقياس 15 ملم بالعاصمة نواكشوط يهدد بوقوع كارثة لأن الأرض لم تعد قادرة على امتصاص المياه بفعل النهب المستمر لرمال الكثبان التي شكلت على مدى عقود سدا رمليا يفصل المحيط عن العاصمة وأصبحت اليوم تخترق بشكل طبيعي مع كل مد يتراوح ما بين 4 إلى 6 متر، حيث شكلت أمواج البحر 11 فتحة داخل هذا الحزام الرملي الذي أصبح ارتفاعه لا يتجاوز ثلاثة أمتار بعد أن كان اكثر من ستة أمتار.

وإضافة الى الحزام الرملي فان انعدام شبكة للصرف الصحي يجعل تربة نواكشوط مشبعة بالمياه، فساكنة المدينة تضخ يوميا ما يعادل 10 ملم من مياه الصرف في الأرض مباشرة، مما يؤدي الى تآكل تلك القشرة الجبسية الفاصلة بين التربة وبحيرات المياه الجوفية في الأعماق ومع مرور الزمن سيؤدي هذا الوضع الى نبوغ المياه إلى سطح الأرض.

ويؤثر هذا الوضع على مقاومة المدينة للمد البحري المتوقع حيث البنايات ضعيفة بسبب التربة المشبعة بالمياه العذبة ومياه البحر وبقايا الفضلات البشرية، وتؤدي صعوبة امتصاص مياه الأمطار وتجمعها في المناطق الأكثر انخفاضا الى تراكم البرك المائية وتشكل طبقة ملحية تسبب انهيار البنايات.

وحسب دراسة أعدها خبراء موريتانيون فان ثمة خطر حقيقي من أن تغمر مياه المحيط الأطلسي أجزاء واسعة من العاصمة نواكشوط في أفق 2020 بسبب تأثير التغيرات المناخية، إذا لم يتم اتخاذ إجراءات وقائية قبل هذا التاريخ، ومن أكثر المناطق عرضة للغرق المناطق المنخفضة القريبة من البحر خصوصا مقاطعتي الميناء والسبخة اللتين ستصبحان غير قابلتين للسكن، وحسب الدراسة ستتضرر مقاطعات تفرغ زينه والرياض ودار النعيم بشكل كبير، بينما ستكون مقاطعات عرفات وتوجنين وتيارت الأقل تضررا لوجودها على مرتفع.

كما أكد خبراء دوليون من ضمنهم الدكتور زغلول النجار أن مياه المحيط الأطلسي ستغمر العاصمة نواكشوط وستتجاوزها إلى نحو 150 كلم إلى الشرق، وسبق لنواكشوط أن هددتها مياه فيضانات الجنوب في خمسينيات القرن الماضي حين قطعت هذه المياه مسافة تزيد عن 200 كلم باتجاه نواكشوط.

وصنف البنك الدولي مدينة نواكشوط ضمن أكثر عشر مدن في العالم تضررا من الاحتباس الحراري الناجم عن أي ارتفاع محتمل لمنسوب البحر وحذر من احتمال تعرض نواكشوط للاختفاء بسبب الغمر البحري في أفق العام 2020.

ويؤكد علماء البيئة ان هناك ثلاث عوامل اذا تزامن ستؤدي حتما إلى غمر نواكشوط بمياه المحيط الأطلسي، ويقولون أنه مع استمرار افتراس الحاجز الرملي وزحف المياه والاحتباس الحراري، فان احتمال غمر نواكشوط بالمياه واردا جدا خصوصا عندما تكون الشمس والقمر عموديين على البحر ووجود مد بحري وهبوب رياح غربية الى شرقية.

ويقول الباحث في المجال البيئي محمد عالي ولد صيبوط "اصبح البحر مصدر خوف وقلق في نواكشوط بعدما كان مصدر ثراء وسعادة فموارد الصيد التي تمثل أكثر من 12,5% من الناتج الداخلي الخام وتفتح بيوت اعداد هائلة من الصيادين التقليديين لم تعد تشكل أهمية بالنسبة للموريتانيين بسبب خوفهم من زوال العاصمة أو تضررها من تأثيرات التغيرات المناخية، وخير دليل على ذلك اختفاء المصطافين من الشاطئ وقلة المتنزهين على ضفافه".

ويشير الى أن السبب في هذا الوضع هو تشييد العاصمة نواكشوط عام 1957 في منطقة صحراوية منخفضة تطل على المحيط الأطلسي، وبفعل عوامل التعرية واستنزاف الكتبان الرملية لغرض البناء تضاعف الخطر من ان تغمرها مياه المحيط، وتقاعست السلطات عن تنفيذ توصيات الدراسات التي أجريت في هذا المجال، حتى اصبحت العاصمة الآن معرضة لتهديد جدي بالغمر البحري يتضاعف سنة بعد أخرى بسبب انعدام شبكة الصرف الصحي وخطر الغرق بالأمطار والمياه الجوفية والأمواج العاتية.

وأضاف ان تأثير هذه العوامل جعل نواكشوط على فوهة بركان مائي قادر على ان يدمرها في أي لحظة اذا لم تسارع الحكومة في اتخاذ اجراءات وقائية وقادرة على انقاذ العاصمة من العوامل الخارجية كارتفاع درجة الحرارة وارتفاع منسوب مياه المحيطات.

ويرى الباحث ان الحل يمكن في تأسيس شبكة للصرف الصحي وتقوية الحاجز الرملي ومنع استغلاله والاهتمام بالدراسات العلمية والمؤشرات البيئية واتخاذ اجراءات فور ظهور نذر الكارثة كترحيل السكان نحو مناطق أكثر أمنا.

ولا يوافق ولد صيبوط على ما ذهب اليه البعض بان الحل الوحيد الذي يجنب نواكشوط الغرق هو انشاء عاصمة جديدة، ويعتبر ان هذا الحل غيرعملي وغير واقعي لأن ترحيل السكان وإنشاء عاصمة بديلة بمثابة عودة البلاد الى نقطة الصفر لاسيما أن نواكشوط عصب الحياة في موريتانيا ويقطنها حوالي ثلث سكان البلاد.

ويؤكد أن الحلول البيئية قادرة على انقاذ نواكشوط من الغرق وأن بناء وتوسيع المدينة يجب ان يتم في الاتجاهات العلوية الأكثر أمنا، وقال انه من المهم ان تشارك موريتانيا في الملتقيات الدولية لتنبيه المجتمع الدولي بخطورة ما تتعرض له وجمع مساعدات لتنفيذ خطة حماية العاصمة.

وقد بدأت الحكومة الموريتانية في تنفيذ استراتيجة بيئية جديدة تتضمن جملة من الإجراءات الوقائية الهادفة إلى حماية الحاجز الرملي واستصلاح الشاطئ ووقف زحف الرمال وبناء شبكة صرف صحي في بعض الأحياء، وتعول السلطات على استصلاح النقاط الضعيفة والفتحات في الحاجز الرملي ورفع مستواه بثلاثة أمتار من اجل حماية العاصمة من الفيضان البحري.

(المدينة نيوز-العربية)

عودة للصفحة الرئيسية

الصفحة الرئيسية   |   أضفنا إلى مفضلتك   |   من نحن؟    |   اتصل بتا