صنع الهجوم ال٠اشل الذي شنته قوات ٠رنسية موريتانية على معاقل تنظيم "القاعدة" شمال مالي الØدث هذا الاسبوع لجهة ما Ø£Øياه من جدل بشأن التدخل الأجنبي Ù ÙŠ Ù…Øاربة الإرهاب بمنطقة الساØÙ„ الا٠ريقي من ناØية، ولجهة ما سببه من Øرج لباريس ونواكشوط على Øد سواء من جهة Ø« انية.
ومصدر الØرج ل٠رنسا هو أولا ما أس٠رت عنه العملية من ٠قدان الرهينة ال٠رنسي ميشال جيرمانو المختط٠منذ أبريل الماضي Øياته وهو الذي ش٠نّ الهجوم تØت يا٠طة تخليصه من أيدي خاط٠يه، ما جعل أطرا٠ا ٠رنسية تØمّل Øكومة ٠رنسوا ٠يون مسؤولية العملية غير المØسوبة التي أودت بØياة الرهينة الث مانيني.
ومأتى الØرج Ø« انيا أن العملية أعطت وجاهة خاصة لمعارضي التدخل ال٠رنسي Ù ÙŠ موضوع الإرهاب بالمنطة وعلى رأسهم الجزائر التي بذلت على مدار الاشهر الأخيرة جهدا استث نائيا لتنسيق عمل ذاتي مشترك بين بعض جيرانها للتصدي للإرهاب والجريمة المنظمة Ù ÙŠ بعض مناطق الساØÙ„ الا٠ريقي وخصوصا مناطقه الصØراوية.
وكانت الجزائر من بين الار٠ع صوتا Ù ÙŠ معارضة التدخل الاجنبي –٠رنسيا كان أم أمريكيا- Ù ÙŠ Ù…Øاربة الارهاب بالمنطقة، وذلك لوجود شكوك لديها Ù ÙŠ الاهدا٠الØقيقية لذلك التدخل، بل لأزمة Ø« قة غير معلنة رسميا وإن كانت عبرت عنها بعض المصادر الصØ٠ية الجزائرية التي قالت Ù ÙŠ أكث رمن مناسبة إن كبار الخبراء الأمنيين الجزائريين يضمرون مخاو٠من أن تكون "جهود" بعض الاطرا٠الدولية Ù ÙŠ "مقاومة الارهاب" عكسية تماما تعمل على السيطرة عليه لتوظي٠ه بدل القضاء عليه، وهو Ø·Ø±Ø Ø³Ø¨Ù‚ وراج Ù ÙŠ أوج السنوات التي تصاعد خلالها النشاط الارهابي Ù ÙŠ الجزائر وطرØت خلالها أسئلة Ù…Øيرة بشأن السبب وراء وجود أهم مصادر ØªØ³Ù„ÙŠØ Ø¬Ù…Ø§Ø¹Ø§ØªÙ‡ Ù ÙŠ بلدان غربية؟ !..
لقد اعتبرت العملية ال٠رنسية الموريتانية الأخيرة من وجهة نظر تكتيكية عملية "سخي٠ة" لا تستØÙ‚ Ø« منها لا الأمني ولا السياسي، Øيث سارع ملاØظون جزائريون أساسا إلى اعتبارها المØصلة النهائية لمقاربة ٠رنسية "متنطعة" لموضوع الإرهاب بالساØÙ„ الا٠ريقي.
وذهب هؤلاء إلى التذكير بأن من قتل الرهينة ال٠رنسي جيرمانو هم عناصر من ذات التنظيم الذي سبق واست٠اد من ص٠قة لتخليص الرهينة ال٠رنسي السابق بيار كاميت Ù ÙŠ ٠راير الماضي، لتكون المعادلة Ù…Øرجة أكث ر للØكومة ال٠رنسية وملخصها أن باريس دعمت ص٠و٠قتلة رهينتها ميشال جيرمانو بمن سعت من قبل لدى الØكومة المالية لإطلاق سراØهم مقابل تØرير رهينتها جيرمانو.
وغير بعيد عن هذا المعنى صاغت الجزائر موق٠ها الرسمي من العملية وإن بشكل ديبلوماسي، Øيث سارع وزير الخارجية الجزائري مراد مدلسي إلى القول إن بلاده ستبقى طر٠ا ٠اعلا Ù ÙŠ تجريم ال٠دية، وذلك بعد أن أدان بشدة قتل الرهينة ال٠رنسي مبديا التعاط٠مع أهله.
هذا Ù ÙŠ ما يتصل بالجانب التكتيكي العاجل لهجوم شمال مالي ونتائجه ال٠ورية، Øيث لم تخل المنابر من تØليلات رأت Ù ÙŠ العملية، وبغض النظر عن ٠شلها، جانبا استراتيجيا ملخصه أن باريس خطت خطوة عملية Ù†ØÙˆ تØقيق رغبتها Ù ÙŠ "العودة" إلى المنطقة من نا٠ذة Ù…Øاربة الارهاب وأنها وجدت Ù ÙŠ موريتانيا من ÙŠÙ ØªØ Ù„Ù‡Ø§ الباب لذلك Ù ÙŠ نقض ØµØ±ÙŠØ Ù„Ø§ØªÙ Ø§Ù‚Ø§Øª تجمع دول المنطقة Øول منع التدخل الأجنبي Ù ÙŠ الأمر.
و٠رنسا –و٠ق تØليل هؤلاء- بدأت التدخل ٠علا وأصبØت صاØبة "Ø« أر" من التنظيم الذي قتل رهينتها وسو٠تزيد من Øجم تدخلها تØت يا٠طة الأخذ بذلك الث أر لتنطلق من Ø« Ù… Ù ÙŠ متوالية لا نهائية من التدخل.
ومما أعطى هذا التØليل قدرا من الوجاهة إعلان رئيس الوزراء ال٠رنسي ٠رانسوا ٠يون إث ر الهجوم ال٠اشل أن بلاده Ù ÙŠ Øالة Øرب ضد Ø¬Ù†Ø§Ø ØªÙ†Ø¸ÙŠÙ… القاعدة Ù ÙŠ شمال ا٠ريقيا وانها ستكث ٠الدعم العسكري Ù„Øكومات Ù ÙŠ المنطقة تØارب مقاتلي التنظيم.
غير أن ٠يون قال من جهة أخرى إن باريس ستواصل الت٠اوض مع Ù…Øتجزي الرهائن ما أمكن لإنقاذ Øياة المواطنين ال٠رنسيين ما دام الخاط٠ون لم يتخطوا "الخط الأØمر" بتعريض Øياة الرهائن للخطر، مشددا "اننا Ù ÙŠ Øرب ضد القاعدة ولهذا ندعم القوات الموريتانية التي تØارب القاعدة منذ شهور". وأضا٠أن القاعدة ببلاد المغرب الاسلامي تضم Øوالي 400 مقاتل ينشطون Ù ÙŠ منطقة صØراوية بØجم أوروبا.
كما قال ردا على سؤال عما كان يقصده ساركوزي بقوله إن قتل الرهينة ميشيل جرمانو لن يمر دون عقاب ان ذلك "يعني أن Ù…Øاربة الارهاب سو٠تستمر وتشتد".
ويØيل كلام ٠يون هذا على نوع من سياسة الهروب إلى الأمام، إذ لا ت٠سير لقوله "إن باريس ستواصل الت٠اوض مع Ù…Øتجزي الرهائن" سوى أنها مستعدة بالنتيجة لمواصلة المقايضات ود٠ع ال٠دى.
وبتجاوز علاقة ٠رنسا بما Øدث بالشمال المالي، وبالنظر إليه من زاوية علاقة دول المنطقة ببعضها البعض، نجد أن العملية مث لت تراجعا Ù ÙŠ علاقات الجزائر بموريتانيا المتسمة بقدر كبير من التوا٠ق بشأن موضوع الإرهاب كهم مشترك، باعتبار الجزائر ستعتبر خطوة نواكشوط نقضا لات٠اقات Øول مقاومة الارهاب دون تدخل أجنبي.
وللم٠ارقة ٠إن العملية مث لت مناسبة لـ"المصالØØ©" بين باماكو والجزائر بعد أن كانا قد اختصما عندما قبلت مالي الدخول Ù ÙŠ ص٠قة بين ٠رنسا وتنظيم القاعدة تم بمقتضاها منذ أشهر أطلاق Ø³Ø±Ø§Ø Ø§Ù„Ø±Ù‡ÙŠÙ†Ø© ال٠رنسي بيار كاميت مقابل إطلاق السلطات المالية Ø³Ø±Ø§Ø Ù…Ù‚Ø§ØªÙ„ÙŠÙ† للقاعدة Ù…Øتجزين لديها.
واعتبرت الØكومة الجزائرية Øينها ان قرار مالي الا٠راج عن "ارهابيين مطلوبين Ù ÙŠ البلدان المجاورة، تطور خطير على امن واستقرار منطقة الساØÙ„ والصØراء ويخدم Ù…ØµØ§Ù„Ø Ø§Ù„Ù…Ø¬Ù…ÙˆØ¹Ø© الارهابية التي تنشط Ù ÙŠ المنطقة تØت لواء القاعدة".
وتجلت المصالØØ© المالية الجزائرية عمليا Ù ÙŠ عودة س٠ير الجزائر إلى باماكو بعد غياب دام خمسة أشهر Øين دعي الس٠ير نور الدين عيادي الى الجزائر للتشاور Ù ÙŠ ٠براير الماضي.
إن ما Øدث على أرض شمال مالي بقدر ما أظهر هشاشة المنظومة المØلية التي شرعت دول المنطقة Ù ÙŠ تركيزها لأجل مقاومة الإرهاب بقدرات ذاتية، ومطواعية مكوناتها للضغوط والمغريات الخارجية بدليل مبادرة موريتانيا المكون الاساسي Ù ÙŠ تلك المنظومة إلى الخروج عنها، أظهر من جهة مقابلة أن الØرب المعلنة على الارهاب هي أيضا Øرب خ٠ية Øوله يختلط ٠يه بشكل كبير الأمني بالسياسي ويتجاور Ù ÙŠ نطاقها التكتيكي بالاستراتيجي.
العرب اولاين