نشر موقع "هسبريس" المسيء لبلادنا دائما وأبدًا، مقالًا مطولًا، تساءَلَ فيه عن السر في غياب موريتانيا عن اجتماع "المبادرة الأطلسية" في المغرب؛ ملمحًا ومُصرحاً بطريقة خبيثة إلى أن الموقف الموريتاني بعدم المشاركة في في هذه المبادرة قد يكون بإيعاز من الجزائر ..
وليست هذه المرة الأولى التي تصر فيها وسائل إعلام مغربية، على الحديث بأسلوب غير ودي عن بلادنا وعن مواقفها في الإقليم، لكنها هذي المرة تجاوزت الحديث عن المواقف الى الحديث عن " اللامواقف" ومحاكمة النيات..
قالوا إن المبادرة الأطلسية، من غاياتها، كما أعلن جلالة الملك محمد السادس، حصول الدول الأفريقية الحبيسة على منفذ على المحيط الاطلسي، وقد لبتْ بوركينا فاسو وتشاد والتيجر ومالي الدعوةَ لحضور اجتماع هذه المبادرة..
وبغض النظر عن وجاهة المبادرة من عدمها؛ فهي مغربية خالصة، وموريتانيا ليست ملزمة بالسير في ركاب هذا الطرف ولا ذاك؛ إذ لا مساومة في استقلالية وسيادية القرار الموريتاني، والمخزن المغربي يقدر هذه المواقف، ويرفض الاساءة لموريتانيا جملة وتفصيلا ..
نعلم جميعًا، ومنذ عقود خلتْ، أن نهج الاعلام المغربي الابتزازي ليس بالجديد، وتؤطره جهات معلومة العداء لموريتانيا ، لكن كان على تلك الجهات أن تعي، وهي تُطبل للمبادرة أن موريتانيا ليست بحاجة لمنفذ على المحيط الأطلسي ، إذا افترضنا أنه بمقدور المغرب أن تكون منفذًا لدول الساحل التي لا ترتبط معها بأية حدود برية ..
ثم إن إعلام هذه الجهات تجاهل عدم حضور الشقيقة السينغال لاجتماع المبادرة المزعومة .. غابت السنغال ربما لنفس الأسباب التي غابت بموجبها موريتانيا..
والخلاصة أن سبب هجوم موقع هسبرس المتكرر على بلادنا ليس سوى مهادنة نخبنا وساستنا وإعلاميينا له، وصمتنا على الإساءات ..