عودة الفيلسوف الرئيس ! * :|: مكالمة هاتفية بين الرئيس غزواني ونظيره المالي :|: الرئيس يزوربعض مستشفيات نواكشوط :|: حرب غزة والتضخم.. عيد الفطر بالعالم العربي بطعم آخر :|: زويرات : القبض على مشتبه به بالاعتداء بالسلاح الأبيض على شاب :|: انتخاب موريتانيا لعضوية هيئتين دوليتين هامتين :|: أداء صلاة العيد في رحاب الجامع العتيق :|: أجواء ماقبل العيد ... ركود في السوق ...وغلاء في الأسعار :|: توقع نمو اقتصادات إفريقيا بنسبة 3.4% في 2024 :|: تهنئة الرئيس للشعب بعيد الفطر المبارك :|:
أخبار
اقتصاد
تحقيقات وتقارير
مقابلات
منوعات
الرأي
مواقع

الأكثر قراءة

من هو الرئيس السنغالي الجديد؟
مرسوم يحدد صلاحيات الشرطة البلدية
حديث عن تعديل وزاري وشيك بعد العيد
وزيرسابق يستنكر سجن ولد غده
جنرالات يحالون للتقاعد مع نهاية 2024
ما أقصروأطول ساعات الصيام في رمضان 2024/1445؟
تصريح "مثير" لرئيس التحالف الشعبي
دولتان عربيتان بين أكبرمنتجي ومصدري الطماطم عالميا
ما الأسباب وراء تراجع أسعارالغذاء العالمية؟
ثلاث وفيات في حادث سير لسيارة تهرب ذهبا
 
 
 
 

الجزائر والمغرب والصحراء.. يكرهونه أكثر مني..

dimanche 25 février 2024


أدونُ أحياناً عن علاقات بلادنا بجميع دول الإقليم، وأنظر لتلك العلاقات، وفق الموقف الموريتاني الرسمي القائم على احترام كل بلد، وأقيّمُ تلك العلاقات من زاوية المنافع، وليس من زاوية المضار، لأنه ليس من بين حكومات الجوار من تسعى علناً أو سراً للإضرار بنا..

لستُ عاطفياً في مثل هذه التدوينات، وكثيراً ما قال البعضُ إنني منحازٌ فيها للجزائر، التي لا علم لها بوجودي في هذه البقعة من العالم، ربما لأن الارتباط الأقوى لبني جلدتي هو أكثر بالمملكة المغربية.

ولهذا الارتباط ما يُبرره "اقتصادياً" على الأقل، وربما اجتماعياً، إذ المغرب هو أكبر شريك افريقي لبلادنا، في مجالات التجارة، والسوق المغربي والشاحناتُ المغربية في كل الطرق الموريتانية أكبر شاهد على ذلك، وتأتي الجالية المغربية في موريتانيا في مقدمة الجاليات العربية كماً..

تفرضُ موريتانيا على حمولة شاحنات البضائع المغربية التي تعبر معبر الكركرات، باتجاه الأراضي الموريتانية، دولارأ واحدا عن كل طن، وهي ضريبة في حكم العدم، تفادياً لارتفاع أسعار البضائع في الأسواق الموريتانية، مع أننا المنفذ البري الوحيد لتجارة المملكة إلى إفريقيا، جنوب الصحراء.

يُفضلُ الموريتانيون المملكة لقضاء عطلهم الصيفية، ويفضل الأثرياء منا اقتناء العقارات المغربية، والتطاول في البنيان هناك، وفي مُدن الصحراء أهلُنا وأحباؤنا "العايدين" ولا يُؤثرُ عن الكثيرين منهم حبُهم لنا كموريتانيين، وبعضُهم يُجاهرُ، في لعيون والداخله، بكرهنا.. مع أننا نُحبهم كثيراً.. تلك مفارقة كبيرة..

والمفارقة الجديدة، عبور الكثيرين منهم إلى مدن الشمال الموريتاني، في الأشهر الماضية، من أجل التسجيل في الإحصاء الأخير، تحضيراً، ربما، لعودة أخرى..

هذا هو مربط الفرس في تعقيدات العلاقات، وهو راجع لصعوبة ترويض "البيظان" سواء فيما تُسميه المملكة أقاليم جنوبية، أو ما يُسميه البوليساريو أراضي محتلة، أو أراضي محررة..

هذه أمور مسكوتٌ عنها، لكنها هي لبُ التعقيدات، ولستُ في وارد الحديث عن حبنا أو بُغضنا لمغاربة الشمال "الداخيل" كما يُسموْن في الجنوب، إذ هم غيرُ معنيين بهذه التعقيدات ولا يفهمونها، مثلهم مثل الجزائريين، وليس صحيحاً ما يتداوله البعض من ادعائهم لمغربية موريتانيا، فمصطلح " مورطانيا اديالنا" رفضته الجغرافيا، وأنكره التاريخ، إذ آخر دولة تجمع المغرب وموريتانيا كانت دولة المرابطون، التي تأسست في أعماق موريتانيا، وتوسعت جنوباً وشمالاً، حتى وصلت الأندلس..

يُستعمل المصطلح فقط من قبل قوى سياسية عتيقة للفت الانتباه لها في مواسم معينة..

صحيحٌ أن دولة الموحدين قامت في المغرب على أنقاض دولة المرابطين، لكنها لم تصل إلى أرض البيظان، بما في ذلك للصحراء الغربية..

وبخلاف ارتباطنا الاقتصادي والاجتماعي مع المغرب أو مع الصحراء (إذ لا تعترف موريتانيا رسمياً بأي حدود برية مع المغرب) فإن مواقفنا الشعبية من الجزائر ضبابية، بمعنى أننا لا نُحبها ولا نكرهها، ونعترف لها بجميل مساعدات مهمة في فترات صعبة، وبمواقف قوية لصالح بلادنا، في فترات ما بعد التأسيس، مع أنها كانت ظهيراً للبوليساريو في حربها ضدنا..

مرت الجزائر بحقب صعبة في التسعينات، وبإرهاب دموي وحرب أهلية طاحنة، واستعادت عافيتها بتكلفة باهظة، وهاهيّ تستعيد ألقها الإقليمي والدولي في عهد الرئيس عبد المجيد تبون (هذه الفقرة قد تُؤلبُ عليّ بعض الزملاء والأصدقاء).

سياسياً، تنتفي التعقيدات في علاقاتنا مع الجزائر، فليس لها لوبي في الرأي العام الموريتاني، وتكتفي بالتعامل الرسمي مع الحكومة، وهذا ما نأخذه عليها نحن النفعيين، إذ نعلم جميعاً أنها تملك المال الوفير، بل إنها تقرض المؤسسات المالية الدولية، وأغلبُ نخبنا " تريد شيئاً".

صحيحٌ أيضا أن كمّ الموريتانيين الذين درسوا في المعاهد والجامعات المغربية أكبرُ من خريجي الجزائر، وصحيح أن العرش المغربي يُنزل الوجهاء والمشيخات الموريتانية منازلها، وهي ديبلوماسية ناعمة، بدأت الجزائر تعي أهميتها مؤخراً، بإيفادها للخليفة العام للطريقة التيجانية إلى موريتانيا، للقاء المشايخ الموريتانيين، وإن في ثوبٍ رسمي جداً.

زرتُ المغرب جنوباً وشمالاً، وارتحتُ كثيراً لحفاوة الاستقبال وكرم الضيافة، ففيها ينفعك مالُك وصفتك، ومكانتك الاجتماعية، وزرتُ الجزائر عديد المرات، وكانوا كرماء كعادتهم، وعلى طريقتهم، فلا أحد يهتم لمالك ولا لصفتك ولا لمركزك الاجتماعي، كما لاحظتُ غياب الثقافة السياحية في بلادهم تماماً. إذ قد تدخلُ في عراكٍ مع نادل في أي مقهى عندما لا تكون بشوشاً وودوداً وتنتقي ألفاظك في طلب القهوة مثلاً..

في كل من المغرب والجزائر، لاحظتُ أن بُغض بعضهما للبعض تجاوز الرسمي إلى الشعبي، وكمثال على تجذره شعبياَ، فإنك قد تفقد حياتك إن أنت شجعتَ المنتخب المغربي في مقهى جزائري والعكس.. أليست هذه مشكلة؟ !!

هل كنتُ منحازاً في هذه التدوينة إلاّ للمغرب؟ نعم، لأننا كموريتانيين نجهلُ الجزائر شعبياً، وهي السبب في ذلك، ومن جهل شيئاً عاداه..

لا أكره الجزائريين الذين يحبون وطنهم ويهاجمون خصومه، ولا أكره المغاربة الذين يحبون وطنهم ويهاجمون خصومه، ولا أكره المغاربة ولا الصحراويين المتشبثين بمغربية الصحراء، ولا أكره الصحراويين المتشبثين باستقلالهم عن المغرب..

أنا في الحقيقة أكره كل موريتاني يحب المغرب أوالجزائر أوالصحراء أكثر من حبه لموريتانيا.. والأكيدُ أن المغاربة والجزائريين والصحراويين يكرهونه أيضاً..

عبد الله اتفغ المختار

عودة للصفحة الرئيسية

الصفحة الرئيسية   |   أضفنا إلى مفضلتك   |   من نحن؟    |   اتصل بتا