في هذه الحلقة نتعرف على ما بعد مرحلة الانتخابات حيث بدأت الأخبار تنضب وتراجع الاهتمام بالصحافة الورقية خاصة مع ازدهار"موضة المواقع الالكترونية"،وهنا كان طبيعيا أن تنقص أعداد السحب ويتراجع عدد قراء الصحافة الوطنية الذين هم سياسيون بالدرجة الأولى تصديقا للحكمة الوردة في صدر بيت ابي البقاء الرندي "لكل شيئ إذا ما تم نقصان".
وقد أدت هذه الوضعية إلى تدهور في وضعية الساحة الاعلامية الخصوصية خاصة مع غياب مصادر التمويل الرسمية وشح الاعلانات وسوء طرق توزيعها الذي يعتمد في الغالب على المعرفة والوساطة والزبونية.
هذه الوضعية فرضت على الكثير من وسائل الاعلام المستقلة إعادة هيكلة جديدة حيث يجب تقليل النفقات وهو ما يعني بالضرورة تقليص الرواتب لأدنى حد كمرحلة اولى وفي المرحلة الثانية تخفيض عدد العمال والعمل على الكتابة الجيدة في مواضيع غير سياسية وهي بالمناسبة قليل من يستطيع الكتابة فيها من العاملين في الحقبل بالبلد "التحقيقات ،القصص الملونة،الريبورتاجات غير السياسية،الأشكال الصحفية الاخبارية ذات الطابع التحقيقي مثل التحقيقات السياسية،التحليلات للقضايا الاخبارية وغيرها في الوطن.
تواصل العمل برتابة بعد تنصيب الرئيس سيدي محمد ولد الشيخ عبد الله في 19 ابريل 2007 والاعلان عن حكومته ،ثم جاءت العطلة في شهر أغشت وعدنا في سبتمبر وكانت الأخبار الوطنية تشهد جفافا كبيرا رغم مستوى حرية التعبير غير المسبوق في هذه الفترة بالبلد.
جفاف منابع الأخبار الوطنية السياسية دعا هيئة التحرير لأن تطلب مني تغيير خطة عملي المتمثلة في تحقيق يومي مع تحرير الأخبار وترجمة بعضها إلى أن امحض عملي في الترجمة الإخبارية حيث أصبح عملي بدء من هذه الفترة يتلخص في ترجمة صفحة يومية من الأخبار المتعلقة بموريتانيا في الصحافة لفرانكفونية.
طبعا مع رتابة العمل الا انني كنت أسرق والزملاء لحظات سعادة نناقش فيها القضايا المختلفة بعيدا عن روتيني العمل،ونتبادل الطواري على الطريقة الموريتانية التقليدية.
كما كانت فترة الشاي الصباحي 10 حيث نلتقي عادة لبدء العمل مناسبة لتطارح الأفكار وربما قراءات شعرية فصيحة او شعبية،حيث كان من بين الطاقم شعراء وأدباء،كما كاكان يضم تجارب صحفية من أعمار وتخصصات مختلفة.
لا أنسى أحاديث كانت تجمعني مع كوكبة من هؤلاء مثل الزملاء عبد الله ولد اتشاغ المختار وسيدي محمد ولد يونس ومحمد حيدرة(آبه) وأحمد يعقوب ولد سيدي وسعيد ولد حبيب والخليل ولد جدود ويعقوب ولد باهداه ومحمد ناجي ولد أحمدو والربيع ولد ادومو ومحمد سالم ولد احمد طالب وبشير والمخرج الكبير عالي ولد الشيباني والزميلة الوحيدة معنا وقتها مريم بنت اسباعي وغيرهم.
كما لا أنسى الانطباعات والاعجاب والاحترام والتقدير الذي كانوا يكنونه لي جميعا (لهم مني كل العرفان بالجميل بالمناسبة)،وطبعا لا أنسى تعامل الزملاء المراسلين معي وفي مقدمتهم الصحفي المخضرم محمد الامين ولد محمودي وهاشم ولد سيدي سالم وغيرهم والطاقم الادراي من المدراء الى مندوبيهم وحتى الحراس والعمال الآخرين بالمؤسسة .
في الحلقة المقبلة كيف ترى الصحافة الافرانكفونية صورة موريتانيا؟
ملاحظة : لفهم هذه اليوميات في جزئها الثاني من المفيد جدا مطالعة الجزء الأول منها تحت عنوان :" يوميات طالب الغربة في 67حلقة" ولمن يرغب فيها أن يبعث للكاتب على العنوان البريدي الالكتروني.
الكاتب نشرت له جامعة جورج تاون الأمريكية في بعض كتبها التي تدرس بجامعات العالم (حلقات من الجزء الاول يوميات طالب الغربة).)
للتعليق والملاحظات :
ouldnafaa.mohamed@gmail.com