شهدت أسعار المحروقات المكررة خلال الأ شهر الاخيرة انخفاضا غير مسبوق حيث وصل سعر طن "المازوت" يوم امس (الثلاثاء 19 يناير) في منطقة مصافي النفط "لافيرا" جنوب إيطاليا إلى 253.75 دولار (الطن يساوي 1170 لتر) بعد أن كان قد زاد خلال السنوات الاخيرة على أكثر من 1300 دولارللطن ، فيما وصل سعر "الفيول" إلى 111.25 أوقية فقط للطن.
أما "الكيروزين " (وقود الطائرات) فقد وصل سعر طنه إلى 266 دولار،ووصل سعر طن البنزين "أصانص" الى 379 دولار، وتعتبر هذه الأسعار هي الأخفض منذ تسعينات القرن الماضي..
وعلى المستوى المحلي فقد اظهر المقرر الوزاري النصف شهري الصادر في الـ7 من يناير الجاري والذي يحدد تركيبة سعر المحروقات المكررة بموريتانيا أن سعر طن المازوت عند التسليم في ميناء الصداقة قد وصل 356.51 دولار للطن.وهو مايعني ان سعر اللتر عند وصوله قد وصل الي 104 أوقية، (سعر صرف الدولار 342 أوقية) يضاف غليها حولي 75 أوقية على شكل رسوم جمركية وضريبة على القيمة المضافة (20 %) وهامش أرباح لشركات التوزيع (17 أوقية )وأصحاب المحطات (8 أوقية)،إضافة لتكاليف التخزين والتفتيش ...الخ، حيث يصل سعر التكلفة النهائي للتر الي حوالي 180 أوقية.
وهو ما يعني أن المستهلك الموريتاني نحو 200 أوقية زيادة على سعر تكلفة اللتر الحقيقية، تقوم شركات التوزيع بتسديد حصيلتها لخزينة الدولة كل 3 أشهر.
وحسب مصادر مطلعة بوزارة المالية فان هذه الشركات قد دفعت لخزينة العامة من هذا الفارق خلال العام المنصرم 2015 ما يزيد على 35 مليار أوقية ..
وشنت احزاب معارضة ونشطاء شباب حملة بهدف خفض أسعار المحروقات بعد الانخفاض الكبير الحاصل في أسعار النفط عالميا أسوة بدول الجوار، إلا أن خبراء يستبعدون ان تقوم الحكومة الموريتانية بتخفيض معتبر في ظل الظروف الراهنة المتسمة بانخفاض عائدات الدولة من الصناعات الإ ستخراجية وتقلص الموارد الضريبية في ظل زيادة النفقات العامة حيث باتت تعول على مداخيل المحروقات المكررة لسد عجز الموازنة.