نظرة على مجالات التعاون بين موريتانيا ومصر

وصل الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز، أمس السبت، إلى القاهرة في زيارة تستغرق يومين، وتعتبر أول زيارة يقوم بها رئيس موريتانيا لمصر منذ أكثر من 40 عامًا، لدفع علاقات التعاون بين البلدين، خصوصًا في الجانب الاقتصادي.

جاء ذلك بعد مرور خمسة أشهر على إرسال الرئيس عبد الفتاح السيسي رسالة خطية لنظيره الموريتاني محمد ولد عبد العزيز تتعلق بتطوير العلاقات الثنائية بين البلدين.

العلاقات السياسية

وبرز التعاون بين البلدين في العلاقات السياسية، في أثناء استقبال الرئيس عبد الفتاح السيسي، خلال زيارته لنيويورك، الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز، على هامش أعمال الدورة 69 للجمعية العامة للأمم المتحدة، واستعرض الجانبان تطورات الأوضاع في ليبيا، وانعكاساتها السياسية والأمنية على دول الجوار الليبي.

وأبدى الرئيس الموريتاني حرص بلاده على تعزيز علاقاتها مع مصر في جميع المجالات، مشيرًا إلى أهمية الحفاظ على دورية انعقاد اللجنة المشتركة بين البلدين، وهو ما رحب به السيسي، وتم الاتفاق على التحضير الجيد لتلك اللجنة بحيث تحقق كل الأهداف المرجوة منها.

وكان يوليو من عام 1963، انفراجة في تاريخ العلاقات المصرية –الموريتانية، بزيادة أول وفد رسمي موريتاني لمصر، بعد دعوة من حكومتها ليكون ذلك بداية العلاقات بين البلدين، كما لعبت مصر دورا مهمًا وفعالًا في تسوية الصراع الذي نشأ بين موريتانيا والسنغال في عام 1989 م، عبر توقيع اتفاقية سلام بين البلدين بوساطة مصرية في عام 1992.

المجال الزراعي والحيواني

وفي الجانب الزراعي، اتفق الجانبان المصري والموريتاني خلال انعقاد الدورة الأولى للجنة المشتركة على دراسة المقترح الخاص بإقامة مشروع مزرعة نموذجية مشتركة في حوض نهر السنغال جنوب موريتانيا لتنمية الإنتاج الزراعي والحيوانى، غير أنه لم يتسنَّ المضي في ذلك طيلة جراء عدم الاستقرار السياسي والاقتصادي في موريتانيا.

جاء ذلك الاتفاق لتقدم موريتانيا في المجال الزراعي، حيث يعمل نحو 48% من سكان موريتانيا بالزراعة والرعي، كما تمتلك موريتانيا ثروة حيوانية وفيرة تقدر بنحو 1.375 مليون رأسًا من الأبقار، و1.35 مليون رأس من الإبل، و17.15 مليون رأس من الأغنام، ويساهم هذا القطاع بنحو 13% من الناتج المحلي الموريتاني.

الثروة السمكية

وفي أعقاب انعقاد الدورة الثانية للجنة المصرية الموريتانية المشتركة في مجال الثورة السمكية بالقاهرة في مايو 2008، تم الـتأكيد على مواصلة التعاون في الصيد وتربية الأحياء المالية وتصنيع وتسويق الأسماك، إيجاد خط ملاحي بحري، والاستفادة من التجربة المصرية في الاستزراع السمكي، وتشجيع البحث العلمي المشترك، وتدريب الكوادر وتبادل الخبرات.

الجانب الثقافي

وفي الجانب الثقافي، وقع الجانبين اتفاقية تعاون ثقافي وفني ومهني في عام 1964م، وتم التوقيع على برنامجه التنفيذي للأعوام 2006/ 2009، خلال انعقاد الدورة الأولى للجنة المشتركة المصرية الموريتانية بالقاهرة، وبموجب هذا البرنامج زادت المنح الجامعية والدراسات العليا من 12 إلى 30 منحة، علاوة على عشر منح كاملة مقدمة من الأزهر الشريف.

كما عزم المركز الثقافي المصري على عقد دوره تدريبية، والذي يعمل منذ عام 1964 في مدينة روصو جنوب موريتانيا، بالتعاون مع وزارة الشئون الاجتماعية والطفولة والأسرة وجمعية ترقية شباب روصو، لصالح خمسين من الفنانين التشكيليين في دولة موريتانيا، تركز على موضوع قناة السويس في عيون التشكليين لموريتانيين.

وعلى الصعيد السياحي قامت موريتانيا بدعم وتأييد 17 ترشيحًا مصريًّا لشغل مقاعد أو مناصب في منظمات دولية وأفريقية، على أن تقوم الحكومة المصرية ممثلة في هيئة تنشيط السياحة بدعم موريتانيا من خلال تدريب العديد من كوادرها في مصر بمجال السياحة، خاصة الترويج السياحي منها.

تحقيق الاستفادة القصوى

وعن كيفية الاستفادة القصوى من زيارة الرئيس الموريتاني لمصر، تقول بسنت فهمي، عضو مجلس النواب من المعينين، أستاذ التمويل والبنوك في جامعة المستقبل، إن الهدف الاسمي الذي ينبغي أن تسعى إليه مصر، خلال زيارات الرؤساء، التركيز على العلاقات الدولية، والسعي لتكوين حلفاء جدد من دول العالم، فضلًا عن الاهتمام بالتبادل التجاري بين البلدين، وفتح أسواق جديدة بين البلدين، مشيرة إلى أنه لابد من استغلال التقدم في شتى مجارت التعاون .

موقع فيتو