عودة رئيس الجمهورية من ولاية لعصابه :|: تآزر : قمنا بتحويلات نقدية لآلاف الأسر في العصابة :|: وزيرة : تضاعف عدد المؤمنين لدىCNAM :|: الجيش المالي يتفق مع موريتانيا على تأمين الحدود :|: أبرز المشاريع التنموية التي أطلقها الرئيس في كيفه :|: تكليف شركةسعودية بدراسة جدوى خط أنابيب للغاز بموريتانيا :|: رئيس الجمهورية يصل إلى مدينة كيفه :|: مدير BP موريتانيا : علاقتنا متميزة مع الحكومة الموريتانية :|: بيان من نقابة أحرار التعليم :|: "Aura Energy" تعلن إعادة هيكلة اتفاقية اليورانيوم في موريتانيا :|:
أخبار
اقتصاد
تحقيقات وتقارير
مقابلات
منوعات
الرأي
مواقع

الأكثر قراءة

متى يكون أكل البطيخ مميتا.. ؟ !!
تعدين الجبس وتجارته الدولية/ اسلك ولد احمد ازيد بيه
الكودالوجيا وصناعة التأثير/ المصطفى ولد البو كاتب صحفي
تصريح "مثير" للنائب بيرام اعبيدي
AFP : موريتانيا أرسلت أدلة على مقتل مواطنيها لمالي
بعد تحديد معايير التزكية... من هم مرشحو الرئاسيات ؟
تحديث جديد على "واتساب" يثير غضب المستخدمين !
أصغر دولة في العالم يسكنها 25 نسمة فقط !!
محامي يحذر من تضررصحة موكله الرئيس السابق عزيز
جولة في حياة الفقيد محمد ولد إبراهيم ولد السيد
 
 
 
 

الجوار الافريقي للعرب/ محمد سيد رصاص

mardi 13 avril 2010


كان العرب من أكبر الخاسرين نتيجة انتهاء مرحلة الحرب الباردة بين عامي1989 و1991، ولم يفقهم في الخسارة سوى الروس الذين لم يفقدوا فقط النفوذ الدولي والاقليمي وإنما أيضاً أراضي الامبراطورية التي تجمعت لديهم في زمني القياصرة والسوفيات، فيما استطاعت أمم أو شعوب أخرى أن تُحصل أسهماً مرتفعة في بورصة العلاقات الدولية نتيجة الأوضاع الجديدة الحاصلة في مرحلة (القطب الواحد للعالم)، مثل الهند بالرغم من كونها كانت حليفاً أساسياً لموسكو في مرحلة الحرب الباردة.

هنا، كانت القارة الافريقية السمراء موضع اهتمام أميركي كبير خلال مرحلة ما بعد الحرب الباردة، ويبدو أن النظرة الأميركية إلى ثرواتها، وما يرسم لهذه القارة من أدوار في واشنطن، هما ما ينقلها إلى وضع الاهتمام العالي غير المسبوق عند الأميركيين، إلى درجة أن الجهد الرئيسي الذي بذلته واشنطن في عقد التسعينات، إضافة إلى الشرق الأوسط والبلقان، قد كان في القارة الافريقية من أجل تحجيم ونزع النفوذ الفرنسي في دول رواندا وبوروندي وزائير وساحل العاج، وهذه النظرة لافريقيا هي التي جعلت العاصمة الأميركية تنسى الماضي القريب وتقوم بتبني و"إعادة تأهيل" حلفاء موسكو السابقين، مثل (الحركة الشعبية) الحاكمة في أنغولا الغنية بالنفط، والتي بذلت واشنطن منذ عام 1976 الكثير من الجهد في محاربة سلطتها في لواندا حتى انهيار راعيها السوفياتي الذي كان يموِل ويسلح الجنود الكوبيين هناك.
من الطبيعي، في هذه الحالة، أن تظهر العلاقات العربية الافريقية في حالة اختلال التوازن لصالح الأفارقة في العقدين الماضيين (مثلما أدى "فراغ القوة العربي" إلى تنامي قوة الجوارين الإيراني والتركي) وهي حالة كان عكسها قائماً في الستينات والسبعينات لما كانت القاهرة في زمن الرئيس عبد الناصر قبلة سياسية لمعظم الدول الافريقية حديثة الاستقلال، فيما رأينا الدول الافريقية تتقاطر بالعشرات، في أواخر عام 1973، بعد قليل من حرب تشرين والحظر النفطي العربي المرافق لها، من أجل قطع العلاقات مع إسرائيل، ثم كانت مصر والسودان والصومال في وضع لا تستطيع واشنطن الاستغناء فيه عنهم من أجل مجابهة الحليف الإثيوبي الجديد لموسكو في عام 1977.

كان أكبر مفاعيل هذا المشهد الافريقي العربي الجديد متجسداً في السودان، حيث أصبحت إثيوبية الموالية لواشنطن، منذ بداية حكم ميليس زيناوي في شهر أيار1991، ظهيراً أساسياً لحركة العقيد جون غارانغ في جنوب السودان تماماً مثلما كان حليف السوفيات السابق الكولونيل منغستو هيلا ميريام. انضاف للإثيوبيين، في هذا الصدد، كل من كينيا وأوغندا ليشكل هذا الثلاثي، المعتمد من واشنطن تحت مظلة (دول الإيغاد)، المطبخ الأساس الذي تمَ من خلاله رسم ملامح "السودان الجديد" الذي أراد العقيد غارانغ بناءه "كبلد افريقي بعد نزع حكم الأقلية العربية الحاكمة منذ استقلال 1956". عبر ذلك، وبواسطة (الإيغاد) وبتشجيع ورعاية أميركيتين وفي الأراضي الكينية، تمَ الوصول إلى (اتفاقية مشاكوس) عام 2002، ثم بعد ثلاث سنوات إلى (اتفاقية نيفاشا)، التي تحت مفاعيلها الآن يُرسم "السودان الجديد"، الذي يبدو أنه، وبفعل (اتفاقية نيفاشا)، سائر نحو التقسيم برضا أميركي افريقي مشترك إذا لم تُنزع العروبة عنه.
في المقلب الآخر، انفجرت أزمة اقليم دارفور في شهر شباط 2003، أي بعد سبعة أشهر من وضع جنوب السودان "على السكة" بواسطة (مشاكوس). من خلال (دارفور)، وُضِع العرب في مواجهة الأفارقة، عبر تصوير الصراع هناك بأنه بين "رعاة عرب" مدعومون من الخرطوم وبين "مزارعين أفارقة" ليصبح "الغربي الطيب" في وضع الحامي للأخيرين أمام أعين العالم وأولاً أمام أعين الأفارقة، حيث تحولت دارفور إلى مسرح يصفق له الغربان الأميركي والأوروبي لإظهار تكسر الرابطة، ليس فقط السودانية، وإنما أيضاً وأساساً الإسلامية بين عرب وأفارقة اقليم دارفور، ليستخدم هذا الاقليم كصندوق بريد لايصال رسالة ليس فقط بإنكسار الجسر الذي يمثله السودان بين العرب والأفارقة وإنما أيضاً بإيجاد شرخ عرقي بينهما يمنع فعالية اللاصق الإسلامي. في هذا الإطار لعبت تشاد ورئيسها ادريس ديبي، الذي ينتمي إلى قبيلة الزغاوة ذات الامتداد الكبير بين أفارقة دارفور، دور (هانوي) مع (الفيتكونغ)، وبالذات مع الدكتور خليل ابراهيم زعيم (حركة العدل والمساواة) كبرى الحركات الدارفورية المسلحة، ولكن لصالح واشنطن مثلما فعلت دول (الإيغاد) في أزمة جنوب السودان.

إذا ابتعدنا عن السودان، فهناك مشاكل عربية يتولى أفارقة ملفاتها لصالح واشنطن، مثلما تفعل إثيوبية منذ عام 2006 في النزاع الداخلي الصومالي. أيضاً، هناك مشاكل مُبرَدة في أكثر من بلد عربي أخذت عند انفجارها طابع مجابهة افريقية- عربية، مثل تمرد قبيلة (العفر) ذات الإمتداد الإثني الإثيوبي في جيبوتي ضد الأكثرية الصومالية العربية المنتمية لقبيلة (عيسى) بين عامي1991 و1994حتى الوصول لاتفاقية سلام، أو مشكلة زنوج موريتانيا المدعومين من السنغال مع الأكثرية العربية والتي وصلت لحدود محاولة الانقلاب يوم 22 تشرين أول 1987 التي قادها وزير الداخلية الموريتانية السابق (أمادو بابلي) بدعم من تنظيم (جبهة تحرير الأفارقة الموريتانيين)، أو تمرد قبائل الطوارق (ذات الخليط العربي البربري) في مالي المُسكنة نيرانه عبر اتفاقية حزيران 1994، وإن كانت تندلع نيرانه بين الحين والآخر، وبخاصة بعد اندلاع تمرد طوارق النيجر منذ حزيران 2007، حيث يأخذ النزاع في البلدين شكل النزاع العربي الافريقي، ليميل الغرب الأميركي- الأوروبي إلى جانب الأفارقة بحكم المصالح وثانياً نتيجة تعاون متمردي الطوارق مع "تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي".

في كتاب"فلسفة الثورة"، المكتوب في عام 1953، تحدث جمال عبدالناصر عن الدوائر الثلاث : العربية، والإسلامية، والافريقية.

هناك سؤال يطرح نفسه الآن : هل نشهد، على مسار العقود الأربعة الماضية، تكسر هذه الدوائر الثلاث أمام العرب ومن داخلهم وحولهم؟.
ا

عودة للصفحة الرئيسية

الصفحة الرئيسية   |   أضفنا إلى مفضلتك   |   من نحن؟    |   اتصل بتا