لفت القطار البطيء الذي استقله الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون مؤخراً إلى روسيا للقاء الرئيس فلاديمير بوتين الأنظار لما يتمتع به من مزايا فنية وأمنية وفخامة منقطعة النظير.
وسافر الزعيم المثير للجدل من العاصمة الكورية الشمالية بيونغ يانغ إلى فلاديفوستوك، على بعد حوالي 4000 ميل شرق موسكو.
واستغرقت الرحلة التي بلغ طولها 680 ميلاً حوالي 20 ساعة. وتضمنت محطات توقف عند الحدود الروسية لبضع ساعات لتغيير عجلاتها لتناسب مسارات القطارات الروسية.
وتعد الرحلة أول رحلة خارجية لكيم منذ أكثر من أربع سنوات وقد كانت يوم الإثنين 11 أيلول/سبتمبر 2023.
مواصفات قطار كيم جونغ أون
ووفق وسائل إعلام غربية يتكون قطار كيم جونغ أون المدرع من حوالي 20 عربة وتبلغ سرعته القصوى حوالي 37 ميلا في الساعة بسبب وزنه.
وتصف تقارير وسائل الإعلام الكورية الجنوبية القطار بالفخامة، حيث يضم قاعات استقبال وقاعات مؤتمرات وأماكن للنوم ومعدات اتصالات عالية التقنية.
ويتم التعامل مع المسافرين على متن القطار بوجبات شهية في مطاعم فاخرة ولأسباب أمنية، لدى كيم ثلاثة قطارات للسفر، حسبما ذكرت وكالة أسوشيتد برس.
ويسافر أحدهم أمام قطار كيم للتأكد من أن المسارات آمنة. ويتبعه آخر يحمل أفراد أمن فيما توفر المروحيات والطائرات أمانًا إضافيًا.
وقالت صحيفة “التلغراف” في تقرير كتبه Joe Barnes إن الزعيم الكوري الشمالي نادراً ما يختار استخدام أسطول قطارات بلاده القديم، وبدلا من ذلك يعتمد على العربات المضادة للرصاص التي تفضلها بيونغ يانغ منذ عقود لنقله في مغامرات نادرة خارج البلاد.
أجواء فاخرة
وتوفر قطارات كيم البطيئة، والمطلية دائمًا باللون الأخضر المميز، أجواءً فاخرة لرحلاته.
وأظهرت وسائل إعلام رسمية أنه تم استخدام قطار يحمل نفس الوصف يوم الثلاثاء لنقله إلى روسيا لعقد اجتماع متوقع مع فلاديمير بوتين.
عادة ما تكون قطارات كيم جونغ أون مطلية باللون الأخضر
وتتضمن روايات الرحلات التي قام بها قادة كوريا الشمالية تفاصيل صناديق نبيذ بوردو وبورجوندي والكركند الحي المخبأة على متن القطار للطهاة لإعداد وجبات الطعام الفاخرة.
ويستمتع الضيوف بمغنيات شابات، يتم تقديمهن على أنهن “قائدات موصلات” ويعتقد أن هناك حوالي 90 عربة مدرعة ثقيلة تحت تصرف كيم.
وعند السفر إلى الخارج، تتكون القطارات عادة من 10 إلى 15 عربة، لإيواء حاشيته من حراس الأمن والطاقم الطبي والمستشارين.
وكل عربة مستخدمة مدرعة بشكل كبير، مما يعني أن القطارات تتحرك ببطء شديد أثناء سيرها على طول شبكة السكك الحديدية القديمة في البلاد، والتي تقتصر على سرعة قصوى بطيئة تبلغ 25 ميلاً في الساعة.
ثراء القطارات الكورية الشمالية
لكن التصميمات الداخلية للقطارات المذكورة تبدو فاخرة حيث يظهر مقطع فيديو منذ بضع سنوات عربة مبطنة بأرائك وردية اللون، أثناء سفر كيم إلى الصين.
كما تظهر في نفس اللقطات مكتبه الذي يحتوي على كرسي وخريطة للصين وشبه الجزيرة الكورية.
وفي عام 2020، أظهرت لقطات تلفزيونية رسمية كيم وهو يركب قطارًا لزيارة منطقة ضربها الإعصار، حيث ألقى نظرة على عربة مزينة بإضاءة على شكل زهرة وكراسي قماشية مطبوعة بطبعات حمار وحشي.
وكتب كونستانتين بوليكوفسكي، وهو مسؤول روسي سافر مع والد كيم خلال رحلة عبر روسيا قبل 20 عاما، في كتاب صدر عام 2002 بعنوان “قطار الشرق السريع” : “كان من الممكن طلب أي طبق من المأكولات الروسية والصينية والكورية واليابانية والفرنسية”.
وبالإضافة إلى دورها في المشاريع الأجنبية، كانت القطارات أيضًا في قلب الدعاية الحكومية حول قيام عائلة كيم الحاكمة برحلات طويلة بالسكك الحديدية للقاء الكوريين الشماليين العاديين في جميع أنحاء البلاد.
وفي العام الماضي، أظهر التلفزيون الحكومي كيم في عربة قطار بيضاء وهو يلمس أوراق الذرة ويناقش محاصيل الذرة أثناء تدخين سيجارة، قائلًا إن الزعيم الكوري الشمالي كان يتأمل في “المدينة الفاضلة الشيوعية” أثناء قيامه “بجولة قطار شاملة”.