استضاف نادي خريجي الجامعات والمعاهد الفرنسية في مقره بعمان مساء أمس المستشار الإعلامي لهيئة مكافحة الفساد الصحفي عمر عبندة للحديث عن الصحافة الإلكترونية واقع وطموحات.
خلال المحاضرة التي أدار فعالياتها رئيس نادي خريجي الجامعات والمعاهد الفرنسية الدكتور عاطف الشياب تحدث عبندة عن مفهوم الصحافة الإلكترونية باعتبارها وسيلة إعلام جديدة أخذ بريقها يخطف أبصار الناس في السنوات القليلة الماضية،
ويستولي على عقولهم لما تمتاز به من خصائص تفتقدها وسائل الإعلام الأخرى وتتمثل بقدرتها على نشر الأخبار والأحداث والصور لحظة حصولها إضافة الى قدرتها على فتح نوافذ إخبارية ومعلوماتية متعددة في آن معا.
وأشار الى أن الإحصائيات دلت على أن عدد مواقع الصحف الإلكترونية زاد عن ال400 موقع فيما تقول دائرة المطبوعات والنشر أنها وصلت الى حوالي 800 موقع والمقصود بها هنا كل جهة رسمية أو خاصة، وما ينطبق عليها مصطلح صحافة الكترونية لا يزيد عن 120 موقعا سجل 11 موقعا منها في المطبوعات والنشر و17موقعا لوكالات أنباء عربية لها مكاتب أو مراسلين في عمان و13 موقعا لصحف أسبوعية و6 مواقع لصحف يومية.
وبين عبندة أن الصحف الإلكترونية أصبحت تصنف الى صحافة مأجورة والتي تنفذ أجندات خاصة، وصحافة مأمورة ، وصحافة مستغلة تتتبع سقطات وهفوات الناس من ذوي الجاه والمال، وصحافة مستقلة وعددها قليل جدا.
وأشار الى أن هناك مآخذ على الصحافة الإلكترونية في الأردن أهمها أن بعضها لا يتردد في نشر أي معلومة تصله حتى ولو من مصدر مجهول، وبعضها يفتح باب الحوار غير المسؤول أو يلجأ للتعليقات الوهمية أو التعليقات مجهولة الهوية للإساءة للآخرين أو للوطن خدمة لإحدى الغايات، وان معالجاتها تكون سطحية بسبب التسرع في النشر مع التفاوت في مستوى الأخبار والموضوعات صياغة وتحليلا ومعالجة، بالإضافة الى صعوبة السيطرة على ما تديره من مناقشات أو حوارات والوقوع في أخطاء فاحشة تصل لدرجة نشر ألفاظ نابية أحيانا.
وبين عبندة أن الحل يكمن إذا ضبطت بعض الصحف الإلكترونية إيقاع عملها ومنعت المهاترات الشخصية والتراشق فيما بينها، مع ضرورة عدم السماح لغير الصحفيين الممارسين والمقيدين بسجلات نقابة الصحفيين بالعمل لديها، وأن تحترم الحريات العامة للآخرين وعدم المس بحياتهم الخاصة مع مراعاة الظروف غير العادية التي تمر بها المملكة والاتعاظ بما يجري من حولنا من فوضى.
وعن دور نقابة الصحفيين قال عبندة أنها تقف متفرجة لعدة أسباب أهمها أن قانونها لا يسعفها بمتابعة العاملين في هذه المواقع لأنهم غير مشمولين به، وينتهي حماس النقابة لقضايا المهنة بمجرد إعلان نتائج انتخابات الصحفيين مرة كل 3 سنوات، وتذبذب موقف النقابة من الصحافة الالكترونية وفقا لتذبذب موقف الحكومات المتعافية، وعدم قدرة النقابة على ملاحقة بعض ناشري المواقع الالكترونية الذين يرفضون التعاون معها أو الاعتراف بدورها كمنظم للمهنة.
وكان رئيس نادي خريجي الجامعات والمعاهد الفرنسية الدكتور عاطف الشياب قد أكد أهمية الإعلام الالكتروني باعتباره الإعلام البديل للمطبوع والورقي في قادم السنوات لافتا الى أن هذا الإعلام وان كان مصدرا اتسم بالسرعة في نقل المعلومة إلا انه شابته على الصعيد المحلي الكثير من السلبيات الأمر يستوجب إصدار تشريعات وقوانين جديدة تضبط وتنظم عمل الصحافة الالكترونية في المستقبل.
الصحفي عمر عبندة
المستشار الإعلامي لهيئة مكافحة الفساد