وزيرا الدفاع والداخلية يزوران المناطق الشرقية :|: “واتس آب” يحصل على ميزات جديدة :|: ارتفاع مؤشرأسعارالغذاء العالمي للشهر الثاني على التوالي :|: الرئيس يغادر إلى غامبيا :|: بسط هموم الصحافة في حفل عشاء خاص :|: الاعلان عن مسابقة لاكتتاب ضباط وجنود للبحرية :|: لماذا غزواني ثانية؟ / محمد محمود أبو المعالي :|: وزير : أشغال 34 من المشاريع تسيربشكل غير مقبول :|: ولد داداه يعلن مساندة غزواني في الرئاسيات القادمة :|: لجنة حقوق الانسان : لا يمكن تجاهل التحديات التي تواجهها الصحافة :|:
أخبار
اقتصاد
تحقيقات وتقارير
مقابلات
منوعات
الرأي
مواقع

الأكثر قراءة

حديث عن تعديل وزاري وشيك بعد العيد
متى يكون أكل البطيخ مميتا.. ؟ !!
تعدين الجبس وتجارته الدولية/ اسلك ولد احمد ازيد بيه
الكودالوجيا وصناعة التأثير/ المصطفى ولد البو كاتب صحفي
تصريح "مثير" للنائب بيرام اعبيدي
AFP : موريتانيا أرسلت أدلة على مقتل مواطنيها لمالي
بعد تحديد معايير التزكية... من هم مرشحو الرئاسيات ؟
أصغر دولة في العالم يسكنها 25 نسمة فقط !!
تحديث جديد على "واتساب" يثير غضب المستخدمين !
محامي يحذر من تضررصحة موكله الرئيس السابق عزيز
 
 
 
 

جابوتنسكي وبن غوريون : القاعدة و أزواد

بقلم : أبو العباس برهام، كاتب صحفي

mercredi 4 avril 2012


إن القرآن الكريم لم يقدم وصفا شاملا لصفة "رؤوس الشياطين" التي وردت عن شجرة الزقوم، و لكن، وبحسب التعريف الذي تقدم به ابن عباس، يمكن الاستئناس بصورة بن غوريون، مؤسس إسرائيل لأخذ انطباع عن الموضوع. كان بن غوريون رجلا منفوش الشعر بشكل شيطاني. كان قاتلا، مغتصبا، واستعماريا صهيونيا (ولم يكن هنالك فرق بين الكلمتين حتى في الأدبيات الصهيونية حتى ما بعد الحرب العالمية الأولى عندما أصبحت كلمة الاستعمار تحمل مضامين قدحية بدل أن ترتبط بـ"إشاعة الحضارة"، المفهوم الفرنسي المضلل).

و لكن بن غوريون لم يكن شيئا مقارنة بجابوتنسكي. كان جابوتنسكي هو الشيطان الحقيقي. و هنا أبدأ بتقليد الاجابة الحصيفة التي تلفظ بها عبد الله بن المبارك عندما سُأل عن أيهما أفضل : أبو مسلم الخرساني أو الحجاج بن يوسف. و تقليدي هو التالي : لا اقول إن بن غوريون كان خيرا من أحد ولكن جابوتنسكي كان شرا منه.

الحقيقة أن الرجلين كانا شريرين، ولكن بن غوريون كان يضع حدودا- مؤقتة طبعا- لشره، أما جابوتنسكي فقد أراد أن يواصل ضرباته للعرب إلى أبعد الحدود و أن يلحقهم بالدولة اليهودية و يحكمهم بالقوانين اليهودية لأبعد الحدود. في المقابل أراد بن غوريون إعلان دولة إسرائيل في حدود التقسيم 1947، وحرصَ – مؤقتا طبعا- على عدم إرسال الجنود الذين أدارهم من خلال عصابات الهاغناه المنظمة جدا، عكس المقاتلين العرب، المزارعين الضعفاء وغير المدربين. ومع السيطرة على تل أبيب و يافا فإن بن غوريون اكتفى، لحين حل مشكة الاستقلال في الحدود التي يريد، بضبط النفس.

في المقابل كانت عصابات الإرغون التي تأسست من تعاليم جابوتنسكي قد نضجت بما يكفي في الثلاثينيات و الأربعينيات و كانت تحمل عداءا كبيرا للعرب. ورغم أن جابوتنسكي كان يحتفظ بصورة مثالية لإبقاء العرب مسالمين تحت سيطرة اليهود إلا أن عصابات الإرغون كانت أكثر عداء للعرب من الهاغاناه، التي ستصبح جيش الدفاع، والجيش الاسرائيلي. كان جابوتنسكي قد مات بسنوات قبل الحرب. و لكن أعمال عصاباته بقيت في الذاكرة العربية من خلال أفعال الإرغون، التي كانت أول من أدخل الإرهاب إلى الشرق الأوسط الحديث : مذبحة فندق الملك داوود، و أيضا مذبحة دير ياسين الشهيرة. و أيضا من خلال أولاده الأشرار : بيغن و إسحاق شامير و حزب الليكود... و شارون طبعا (كلمة "شارون" هي تشديد مضاعف لكلمة "شرٌ").

2-

ومع نزع الإطار الشرير في هذه المثال أعلاه فإن الأمر يُشبه الانقسام الراهن الآن في حركة التحرر القائمة في أزواد. إن الحركة الوطنية لتحرير أزواد هي حركة قومية تحررية علمانية تهدف إلى إقامة دولة مساواة و حقوق و قانون في المنطقة التي تعتبرها حقها التاريخي في شمال مالي الحالية. وتماما كضربة ماو تسي تونغ الشهيرة للهند في 1962 بإبعادها عن المناطق المُتنازع عليها ثم الرجوع إلى النقطة الحدودية دون المتابعة إلى احتلال أراض لا يعتبرها ماوْ من حقه، فإن الحركة الأزوادية مثله تريد إيقاف الحرب عند حدود معينة و إقامة دولتها الوطنية عليها، حسب ما قاله المتحدث باسم الحركة موسى أغ أساريد. ورغم قدرة الحركة على المواصلة في الوضعية الضعيفة للجيش والدولة المالية فإن الحركة تفضل الوقوف عند حقها الجغرافي والبدء في ترسيم الحدود والعودة لبناء دولة تأخر إعلانها. أساريد عبر عن رغبته في إقامة نظام وطني علماني يحترم حقوق الأقليات، الزنجية و المسيحية والوثنية (أقل من 5 بالمائة).

3-

نظير جابوتنسكي في الحركة الأزوادية هي الجماعات الدينية الجهادية، و خصوصا حركة "أنصار الدين" الخطيرة و جماعات القاعدة الأخطر. لا تكتفي الجماعة اليمينية الدينية فقط بالحدود التي ترغب الحركة فيها. إن مجالها ليس الحدود و الخرائط، بل الإيمان. و هي تقول على لسان سايو اتيام أن هدفها "ليس الاستقلال و إنما إقامة دولة الشريعة". و بالفعل فقد أخرجت الجماعات الجابوتنسكية، التي سيطرت على غاو و تمبكتو، سكاكينها و بدأت تهدد بقطع الأيدي. و تُعلن بالمنطق الطالباني و منطق المحاكم الإسلامية - خلافا للحكمة النبوية التي انتظرت على الأقل عشر سنوات من التنظيم الاقتصادي العادل و إشاعة نظام يمنع الناس من السرقة والانحلال أنها ستشرع مباشرة في تطبيق الحدود.

و تماما كما أدخلت عصابات جابوتنسكي الارهاب في الشرق الأوسط لأول مرة فإن جماعات القاعدة الموجودة في الشق الآخر من الحركة الأزوادية هي جماعات ريادية في الإرهاب في الساحل، الذي سقط فيه جنود و مدنيون موريتانيون.

إن أسماء أبو الهمام و أبو القعقاع هي أسماء جابوتنسكية مكتوبة بالدم، و تصطك لها الآسنان في منطقتنا.

4-

وبالنسبة لموريتانيا فصحيح أن التورط مع القاعدة في مالي كان غالبا مُختلقا من قبل نظام عزيز لأسباب أمنية أوروبية إلا أن "البلاء موكل بالمنطق"، و قد بدأت الأورال الشريرة في البزوغ من جحورها. ولا أحد يعرف ما يمكن أن تفعله.

5-

غير أنه يمكن لموريتانيا في الوقت الحالي أن تتنفس الصعداء بأن الحرب في مالي و بُعد مناطق الاحتقان عن موريتانيا وإيجاد كيان سيادي ودولتي للقاعدة وأنصارها قد يجعل احتمال هجمات على الحدود الموريتانية - انتقاما أو تزودا- أمرا مستبعدا في الوقت الحالي، (ما لم تتطور الحرب إلى احتقان إقليمي في حالة هجوم مالي مضاد، ربما تدعمه دول ساحلية).

إن هذا قد يكون مشروع هدنة، و ما لم يكن الجنرال عزيز متحرق للقيام بقصف جوي لتطمين فرنسا أو لإهداء 5،0 من الأصوات لساركوزي فإن عليه عدم إدخال أصبعه في الثغرة الملتهبة. في المقابل على عسكر موريتانيا إبقاء الحراسة متيقظة، و الجبهة الجنوبية صامتة، ولكن عليهم الحذر.

خلي السلاح صاحي.

عن مدونة أبو العباس ابرهام

عودة للصفحة الرئيسية

الصفحة الرئيسية   |   أضفنا إلى مفضلتك   |   من نحن؟    |   اتصل بتا