مضت هذه السنة سريعا لتقربنا من وصول سفينة الرحلة الجامعية بتونس لمرفاها الأخير.
أذكر أن هذه السنة تميزت بأشياء عديدة صرفت عني مرارة سنوات الغربة الثلاث الماضية ومن أهم تلك الأشياء تعرفي على أساتذة جدد ليسوا من بين الاساتذة الذين رافقوني خلال الأعوام الثلاث الماضية في المرحلة الأولى المسماة (مرحلة التكوين الاساسي) مع أنني أكن لهم كل التقدير والاحترام جميعا.
وقد كان كثير من هؤلاء الأساتذة يحكون لنا عن تجاربهم الإعلامية ودراستهم وغالبيتهم درسوا وعملوا في هيئات عريقة ك"بي بيس واذاعة فرنسا الدولية واذاعة سويسرا"،ويحكون لنا عن مالاقوه من صعوبات في سبيل الوصول للمرحلة الوظيفية التي هم فيها، ويشجعوننا على التضحية والصبر وهو ما كان له كبير الأثر في تحملي للصعوبات التي عرفتها في رحلة الدراسية هذه(راجع الحلقات السابقة).
تميزت هذه السنة برفقة من الطلبة الأعزاء الذين كانوا خير سند لي مع اتساع باعهم في الثقافة والحوار والتعاطي مع روح فريق العمل،ناهيك عن جودة تنظيم الاعمال المشتركة والحرص على تسليمها في الوقت (برامج وتقارير اخبارية وبحوث).
وطبعا لن أنسى دماثة أخلاق زملائي التونسيين الذين سكنت معهم هذا العام واعتبروني أخا بينهم وعاملوني بكل احترام وتقدير ومحبة،وساعدوني في كل مصاعب الدراسة خلال هذه السنة،إضافة للمصاعب المادية .
من مميزات هذه السنة أيضا وجود بعض الوقت للتنزه في العاصمة تونس حيث قمت بنزهات ترويح مع بعض زملائي التونيسسن تعرفت فيها على الكثير من معالم تلك المدينة الراقية ومن أهمها "سيدي بوسعيد،والمدينة الأثرية بقرطاج ،والحديقة العامة ب"البلفدير"، والأسواق الهامة فيه والمكتبات والمقاهي والمحطات الرئيسية بالعاصمة.كما تعرفت على وسط المدينة عن كثب وزرت مقر البرلمان وبعض الوزارات والادارات وتعرفت عليها.
كما زرت خلالها مدينتي سوسة حيث "مرسى القنطاوي" وهو ميناء سياحي صغير وبجنباته أسواق وأماكن سياحية كما تجولت في تلك المدينة الصغيرة في الشمال التونسي وتعرفت على نهضتها العمرانية(كانت رحلة انتاجية للراديو صحبة زملائي وأستاذتنا الغالية الدكتورة فاطمة عزوز)،وفي آخر السنة زرت مدينة "بنزرت" في الشمال الغربي حيث تعرفت على أبرز معالمها وقضيت أوقاتا ممتعة مع قريب لي.
كانت هذه السنة أيضا فرصة للتعرف على مقرات الكثير من الجامعات والكليات والمعاهد وملامسة التطور الحاصل في التعليم العالي بتونس عن قرب والتعرف على مناهجه، وحتى التعليم الثانوي حيث زرت بعض المعاهد الثانوية.
كما كانت لدى فراغات أكثر ساعدتني على توطيد صداقاتي الموريتانية القديمة وتكوين صداقات جديدة.
انتهى هذا العام الجامعي وكان من أكثر...
بقلم :محمد ولد محمد الأمين (نافع)
للتعليق والملاحظات :
oulnafaa.mohamed@gmail.com
هذه المذكرات واقعية نشرت جامعة " جورج تاون" الأمريكية مقتطفات منها في بعض كتبها المدرسية المترجمة باللغة الانجليزية التي تدرس بغالبية جامعات العالم(راجع الحلقات السابقة بالموقع زاوية رأي).