لقد أدي حادث اختطاف رئيس الوزراء المالي أمس من قبل مجموعة من العسكريين ردات فعل منددة بهذا الفعل ، و الذي تم من خلاله ارغامه عل تقديم استقالته وهو ماتم بالفعل .
إن هذا الاجراء يطرح الكثير من الأسئلة ، التي تتردد علي ألسنة المتابعين للشأن المالي والمراقبين الدوليين ، ومن أهم هذه الأسئلة أو أهمها :
– هل تحولت مالي إلي دولة عصابات مسلحة تنفذ كلما أرادت من عمليات الاختطاف ، وتفعل ما تريد ؟ .
– أيهما أولي بالحل ، المشاكل الداخلية البينية القائمة بين أقطاب السلطة الحالية التي ظهرت علي السطح ، والتي لم تعد خافية علي المتابعين للشأن المحلي المالي بعد اختطاف رئيس الوزراء واجباره علي الاستقالة . أو المشكلة الأصلية والدائرة بين الحكومة المالية كطرف والطوارق باعتبارهم طرف ثاني ، والتي دخلت عليها ( جات الكرش دون لمصارين ) الجماعات الاسلامية المسلحة والتي احتلت اراضي دولة قائمة بذاتها ؟ وهي المبرر الذي يسوق اليوم داخل مختلف المنظمات الدولية والاقليمية ، والذي يراد منه التدخل لإخراج الجماعات المسلحة من الاراضي المالية .
إن الوضع في مالي معقد جدا ومتداخل، وهو ما سيجعل دول المنطقة بأسرها سواء من شارك في الحرب أو من لم يشارك علي فوهة بركان يغلي من تحتها وسوف يلقي بحممه علي الجميع مالم يتم تدارك الموقف بشئ من الحنكة والحكمة ، رغم أنه يتجه يوما بعد يوم إلي التعقيد والتصعيد ، ومن مما لا شك فيه أن حادث استقالة رئيس الوزراء سيكون له ما بعده .
إننا اليوم أصبحنا علي مفترق طرق وأمام خياران احلا هما مر ، إما أن تتم الحرب كما هو مخطط لها أو يحضر لها علي الاصح ، وهذا خيار وجزء من مفترق الطرق وهو قطعا سيحرق الكل والجميع وستبقي المنطقة بعده نارا ملتهبة ستمتد ألسنة لهيبها إلي كل دول الجوار وخصوصا القريبة منها والحلقة الأضعف فيها . والمفترق الثاني أو الخيار الآخر هو أن تثو جه الجهود الي ترميم البيت المالي من الداخل واصلاح ذات بين الأخوة والأشقاء أولي وأهم وهو الاساس والمنطلق الأوحد لكل الحلول ، وبعد ذلك يتم التوجه إلي محاولة لجمع شمل الأخوة الاعداء تحت سقف واحد وعلي طاولة واحدة ووضع كل النقاط للبحث والنقاش والتداول أو المفترق الأول والخيار الأول وبدونه لن يكون هناك أي حل ولا فائدة من كل ما يتم الحديث عنه من حلول ومفاوضات بين أطراف النزاع ... اللهم قينا خير البركان المالي .
إن هذا الوضع اليوم ، هو ما يفرض علينا نحن الموريتانيون اكثر من أي وقت مضي أن نكون أكثر لحمة ووعيا بكل التحديات التي تواجهنا وتنتظر علي حدودنا الشرقية والجنونية الشرقية ، وتدعونا إلي نبذ خلافاتنا جانبا والتوجه اليوم إلي ماهو أهم ، وهو حماية بلادنا والمحافظة علي استقرارها وأمنها ، وهو موقف يفرض علي قادة بلادنا أن يكونوا علي قرب من الجميع وأن يجلس قادة البلاد علي الغصن الأسفل والداني من الشجرة حتي يتمكن الجميع من التحدث معهم وتبادل الافكار والمعلومات حول ما يجب فعله في هذه الظرفية الإقليمية و الدولية المضطربة . وإذا بقينا علي هذه الحالة من التنافر وعدم التلاقي ، فإن البلاد لا قدر الله _ اللهم سلم _ سوف تحترق وتأتي ألسنة الحريق علي كل شئ مواطن بسيط ، وزير ، رئيس ، سفير ، موظف بسيط ... الخ . لأن الوطن هو هؤلاء وغيرهم . اللهم قينا خير البركان المالي ......!!!