اعتبروها من سكان غزة… أيها المنفقون جهرا.. الباغين بين الناس ذكراً.. عادت قافلة تبرعات غزة، إلى عالم الفقر المدقع، و الحاجة الماسة، إن غزة رغم الدمار.. رغم النار.. رغم الشقاق.. رغم التفرق و النفاق.. في غنى عما جادت به أيدي من القائل حالُهم ” ما في المدينة أحوج منا…” أيها الإخوة.. الفقر حين يكشر عن أنيابه لا يفرق بين لون البشر، و لا شرائح البشر، و لا لغات البشر.. الفقر أيها الاخوة ـ نجاني الله و إياكم من فتكه و أعاننا على صرعه ـ قاتل كرامة البشر، و سالب حريته.
المواطنة الضعيفة “تماد بنت محمد السالك” من سكان قرية “أقورط” مثال على ذلك و ما أكثر التماديات في منكبنا البرزخي، كل نساءنا هن تمادي وبناتها، فهل لهن من مُعين.. ياصاحب الجدْيِ العزيز.. يأيها المتبرع بفضفاضته.. أنت أيها المشتري.. أنتم ايها المتنافسون في المزاد العلني.. أيها السائرون إلى غزة.. يسبقهم شوقهم لذكر الآخرين لهم.. هذه تماد و بناتها، اعينوها أعانكم الله.. ساعدوها ساعدكم الله، هي أولى بالمعروف، لأخوتها في الله.. و لقربها في النسب.. و لأنها أقرب جارا.. أيها الحامدون المسبحون المكبرون المهللون.. إني أرى ما لا ترون، و أسمع ما لا تسمعون، إن في منكبنا من الفقراء و المساكين ما لا يعد و لا يحصى، فمن لهم بجدي؟ بفضفاضة؟ بألف.. أو ألف ألف.. سيقول قائل : لهم و لي أمرهم، فهو المسؤول عنهم.. فهل أنتم أولياء أمر غزة و المسؤولون عنها؟ إذا كنتم تبرعتم لغزة لأن فقراءها مسلمون..! ففقراؤنا مسلون..! و إذا كنتم تبرعتم لغزة لأن فقراءها تحت النار و الدمار و الحصار..! ففقراؤنا تحت نار البرد، و دمار الجهل، و حصار ظلم الساسة، أيها الناس نحن لسنا ضد غزة.. و لكننا مع غزاتنا و تمادياتنا و بناتهن و أولادهن و أزواجهن، نحن مع وطن هو أولى بالمعروف، و الصدقة، و الهدايا.
تماد بنت محمد السالك تحتضن بناتها المعاقاة
تماد بنت محمد السالك تحتضن بناتها المعاقاة يا أعضاء الرباط رابطوا على معابر غزة.. و قد فعلتم..! و لكن لا تنسوا أنكم خلفتم وراء أظهركم مئات و آلاف الغزاويات و الغزاويين.. الذين لا يحول بينكم و بينهم أي عدو، أو معبر.
لا يحول بينكم و بينهم إلا أن تبتغوا فيهم وجه الله كما ابتغيتم ذكر الناس لكم و انتم ذاهبون الى غزة.
علمتنا التجارب أن غزة بعد كل نار تصب عليها من عدوها، تكون أحسن حالا، و أقدر على الخلاف مع أمها فلسطين و اختها الضفة، علمتنا التجارب أن غزة بعد كل دمار تكون أقدر على التشييد العمراني.. أما فقراؤنا من تماد الذكر و تماد الأنثى فعلمتنا التجارب أن حالهم يسوء كلما أردنا دولة قوية يسودها العدل والانصاف، تسودها الحرية و المساواة.. أَلا لك الله أيها المنكب البرزخي .. أَلا َلكن الله يا تماديات برزخنا.. ولك الله يا غزة وطننا.. لك الله أيها الوطن المسلوب كل شيئ .. حتى عطف أهله.. و حنان أهله.. و تبرعات أهله..