انتهى هذا العام الجامعي وكان من أكثرالأعوام راحة ومتعة.
كنت في نهاية السنة الثالثة على موعد مع عطلة صيفية مليئة بالأفراح حيث كنت مشوقا أكثر للبلد بعد الغربة عنه طيلة سنتين متتاليتين،بالاضافة إلى حرصي على إشراك الأهل والأصدقاء تقاسم فرحة النجاح في سنتين متتاليتين كانتا تحددان مصير دراستي ومشوار حياتي المترتب على ذلك دون أدنى شك(السنتان الثانية والثالثة).
ولكن طبعا لم تكن تلك الفرحة الغامرة لتنسيني أن السنة الرابعة هي سنة الحسم والحصاد معا،سنة الحسم لأنها هي نهاية المشوار الدراسي وسنة الحصاد لأنها في النهاية هي التي سأحصل في نهايتها على الديبلوم"متريز" في علوم الاعلام وهي تمثل خلاصة لجهدي خلال كل السنوات الماضية.
ومعرفة تلك الحقيقة جعلتني أفكر في تخفيف العبء عني بطلب من إدارة الدروس منحي فرصة القيام بالتدريب المهني والاداري بموريتانيا،وقد وافقت إدارة الدروس مشكورة ممثلة بأستاذي الفاضل مدير الدراسات والتدريبات الدكتور (محمد الأمين عواسة)على طلبي، خاصة أن إدارة المعهد كانت تشجع الطلبة الأجانب على القيام بهذا التدريب في بلدانهم الأصلية لاكتشاف واقعهم المهني المستقبلي.(وفي الحلقة المقبلة لنا وقفة مع حكاية التدريب هنا في الاذاعة الوطنية).
حزمت حقائب السفروعدت إلى بلدى(20يونيو2000في العطلة الصيفية) تغمرني الفرحة بتحقيق فوزباهر وقهر كل الأعداء الذين كانوا يتمنون ان أسقط في مستنقع الرسوب-وهم بالمناسبة كثر- وقضيت عطلة صيفية ممتعة بين الأهل في ربوع الوطن الحبيب.
تميزت هذه العطلة بأجواء الراحة التامة والجلسات الممتعة مع الأهل والأصدقاء وأسفار وجلسات لهو ومتعة مع الزملاء في الريف الموريتاني بين المروج الخضراء حيث تبتعد عن المدن وضوضائها ويمتد الأفق أمام ناظريك لترى الكون فسيحا وتتنفس الهواء نقيا وتعيش بين سكان الريف حيث نقاوة السريرة والولع بالحيوانات وزقزقة الطيور والعصافير وصياح الديكة وثغاء الماعز وخوار البقر ،مع مناظر الجداول الرقراقة التي خلفتها الأمطار المنهمرة ..إنها مشاهد تؤثث لوحة الريف الموريتاني وتجعله أكثر جمالا في فصل الخريف.
بعد أسبوعين من الراحة بدأت رحلة جديدة في سبيل الاجراءات الادارية للتدريب هنا في الاذاعة الوطنية ..وما أدراك ماهي تلك الاجراءات ....؟
بقلم :محمد ولد محمد الأمين (نافع)
ملاحظة :
للتعليق والملاحظات :
oulnafaa.mohamed@gmail.com
هذه المذكرات واقعية نشرت جامعة " جورج تاون" الأمريكية مقتطفات منها في بعض كتبها المدرسية المترجمة باللغة الانجليزية التي تدرس بغالبية جامعات العالم(راجع الحلقات السابقة بالموقع زاوية رأي).