كلنا يعلم أن التحول الاجتماعي إذا كان تطورا لا يمس جوهر الكليات القيمة الكبرى فهو فضلا عن حتميته التي يفرضها الوجود ونسق الحياة؛ إيجابي كما تعلمون.
إيجابي لأنه تطوير للإمكانات بعد نقد ذاتي ناضج، يسمح بغربلة القيم الاجتماعية وإلغاء سلبياتها دون أن يخدش الإطار الأخلاقي العام للمجتمع ..!!
إنه تكيف مع المحيط في ثنائية التأثير والتأثر .. إنه تحصين للذات وتسييج للكرامة وحماية للثوابت في ظل المتغيرات .. إنه الوسطية الراشدة الواعية الملتزمة المتأرجحة بين طرفي الجمود والذوبان؛ أي انسيابية السلوك لتتواءم وتنسجم مع ضرورة المرحلة ومتطلبات الواقع، دونما انمساخ مبتذل وإباحية ساقطة ..!
كلنا مجمعون ومتفقون على التحديات الأخلاقية التي باتت تنسف قيم وثوابت مجتمعنا الشنقيطي المحافظ، لذا فلن أدخل في تفاصيلها وأقترح على أولئك الذي تسلحوا مؤخرا بروح الغيرة حيال تلك الثوابت ومواجهة إعصار الانحلال الذي راح ينخرها جوهريا بمختلف الوسائل كانت؛ أقترح عليهم جملة من الإجراءات في سبيل كبح جماح الوتيرة العاصفة التي يسير بها الواقع اليوم حتى نحميه من السقوط في براثن الاندثار والانمحاء :
1) الضغط على الجهات النافذة في السلطة حتى تحقيق المطالب المطروحة .
2) إعادة الاعتبار للأعيان والدفع بهم ليأخذوا دورهم في صياغة وتنفيذ القرارات المصيرية.
3) الذود عن القيم والعادات النبيلة من خلال تلاحم وانسجام جهود الشباب والشيوخ .
4) توجيه العملية التربوية ( التمدرس) حتى تبقى متناغمة مع منظومة قيمنا وفي هذا الإطار أقترح :
أ) تربية موازية للنشء دينية وثقافية وأخلاقية واجتماعية.
ب) الحجر على القصر بإيجاد عيون ساهرة تحميهم من التسرب والتسيب باعتبارهما أصبحا الطابع الغالب وللأسف للتمدرس .
ج) تشجيع الأخلاق في أوساط الشباب والنساء والأطفال.
د) وقبل كل ذلك تكريس مبدأ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في إطار التواصي بالحق والتواصي بالصبر .
أخي القارئ : إن التحول الطافر يعتبر شذوذا في كل القواميس البيولوجية والإيديولوجية والسيسيلوجية وغيرها ..!!
وفي حالتنا : إنه اجتثاث للجذور وارتماء في غياهب المجهول، إنه إعلان نهاية نهاية لقيم وثقافة أمة أو مجتمع حبيب ظل مثالا في الالتزام والمحافظة والمظاهر النبيلة..!
وحسب تقديري ـ وأتمنى أن لا أكون متشائما ـ إننا مقبلون على تحولات عاتية قد بدأ مخاضها وأرجو أن لا تنسف كل القيم والمبادئ؛ لأننا نعيش حاليا مراهقة اجتماعية طائشة متمردة، لن تبلغ رشدها ما لم تتوفر الإرادة الحقيقة للجمها والرجوع بها إلى جادة الصواب !.
دام مجتمعنا أبيا شامخا بقيمه النبيلة والقيمته العظيمة. .