CENI تعلن عن مراجعة استثنائية للائحة الانتخابية :|: السفير الموريتاني في الجزائر يهنئ الرئيس تبون بمناسبة عيد الفطر :|: اعلان توقف بيولوجي في قطاع الصيد :|: صحة :تصفّح المنصات الاجتماعية يوميا يجب أن لا يتجاوز 30 دقيقة :|: الرئيس يتبادل التهاني بالعيد مع نظيره الاماراتي :|: توقعات بارتفاع درجات الحرارة في انواكشوط :|: اكتشاف منطقتين غنيتين باليورانيوم في تيرس :|: عودة الفيلسوف الرئيس ! * :|: مكالمة هاتفية بين الرئيس غزواني ونظيره المالي :|: الرئيس يزوربعض مستشفيات نواكشوط :|:
أخبار
اقتصاد
تحقيقات وتقارير
مقابلات
منوعات
الرأي
مواقع

الأكثر قراءة

من هو الرئيس السنغالي الجديد؟
مرسوم يحدد صلاحيات الشرطة البلدية
حديث عن تعديل وزاري وشيك بعد العيد
وزيرسابق يستنكر سجن ولد غده
جنرالات يحالون للتقاعد مع نهاية 2024
ما أقصروأطول ساعات الصيام في رمضان 2024/1445؟
تصريح "مثير" لرئيس التحالف الشعبي
دولتان عربيتان بين أكبرمنتجي ومصدري الطماطم عالميا
ما الأسباب وراء تراجع أسعارالغذاء العالمية؟
ثلاث وفيات في حادث سير لسيارة تهرب ذهبا
 
 
 
 

الحرب والاستبداد في عالم اليوم*

vendredi 22 mars 2024


* بقلم أ.د : السيد ولد أباه / مفكر موريتاني

في كتابه الصادر مؤخرًا بالفرنسية بعنوان “إغراء المريخ : الحرب والسلم في القرن الحادي والعشرين”، يناقش المفكر اللبناني والوزير الأسبق غسان سلامة أوضاع النظام الدولي الجديد في ضوء المستجدات الراهنة والتحولات الكبرى التي تمر بها البشرية في الوقت الحاضر.

بعد عقود من الوهم السائد حول دخول العالم عهد السلم الأزلي الذي حلم به الفيلسوف الالماني كانط قبل ثلاثة قرون، ها هي البشرية تعود إلى أسوأ مشاهد الحرب، وها هي الديمقراطية تتراجع في جل بلدان المعمورة، وها هي حركية العولمة تتحوّل من الاتجاه الى التناسق والانسجام إلى حال التفكك والتصادم.

في هذا العمل الهام، يركّز غسان سلامة على وضعية الديمقراطية في العالم، ملاحظًا أنّ قرابة نصف البلدان التي تتشكل منها المعمورة أدارت ظهرها كليًا أو جزئيًا للحريات السياسية والقيم الليبرالية. الانقلابات العسكرية تتزايد بوتيرة متسارعة، ودول كبرى مثل الصين وروسيا والهند اعتمدت مسلك القومية الاستبدادية. وحتى في الغرب نفسه ظهرت الأنظمة الشعبوية التي قوضت في نواحٍ كثيرة المكاسب الديمقراطية، بل إنّ التجربة الصينية فندت قانون التلازم بين الليبرالية الاقتصادية والليبرالية السياسية، وأثبتت إمكانية الجمع بين النمو الاقتصادي وتسلطية النظام السياسي.

لقد قيل في السابق إنّ حركة التجارة العالمية ستقلص الحواجز بين الأمم، وتدفع السلم والتضامن بين الدول، بينما نشهد اليوم تفاقم الصراعات والمواجهات على طول الساحة الدولية. ففي حين تتسارع وتيرة الصراع الصيني الأمريكي إلى حد الخوف من قيام قطبين تكنولوجيين متناقضين ومتصادمين، أفضت التحولات التقنية الهائلة إلى بلقنة العالم، واكتست الحرب مفهومًا جديدًا من سماته المواجهة المعلوماتية الإلكترونية غير المسبوقة.

الخلاصة التي يصل إليها المؤلف أننا نوجد في عالم لا يقين فيه ولا مصدر للطمأنينة والأمن، غدت فيه الثقافة مظهرًا للصراع والصدام والتشتت بما ينذر بإنفصام خطير في المنظومة الإنسانية بكاملها.

يشكل كتاب سلامة محاولة هامة لاستكناه خارطة العالم الراهن في مستويات ثلاثة أساسية هي : عودة الحرب إلى قلب أوروبا في سياق يطبعه انهيار مؤسسات وآليات الضبط والتوازن التي حفظت السلم العالمي من قبل، وتراجع الديمقراطية الليبرالية التي لم تعد الأفق الأوحد المتاح لحكم المجتمعات والدول كما كان الاعتقاد بعد الحرب الباردة، وانتقال المنظومة الرأسمالية من مرحلة التوسع والتشابك إلى مرحلة البلقنة والتفكك.

يمكن أن نضيف ملاحظتين أساسيتين على هذا الكتاب الثري بالأفكار والمعلومات :

أولًا : لا يمكن أن نفصل مسار تراجع الغرب اقتصاديًا وسياسيًا وفكريًا عن انبثاق تعددية وتنوع المجالات الثقافية والمجتمعية الذي أخفته ديناميكية العولمة في نهاية القرن الماضي وبداية القرن الجديد. ما حدث هو أنّ الثورة التقنية والصناعية الراهنة أبرزت اتجاه التنوع الثقافي الذي يطلق عليه سلامة عبارة البلقنة والتفكك، في حين أنه نقطة تحوّل بديهية في ديناميكية الحضارة الكونية بعد نهاية عصر السيطرة الغربية على العالم

ثانيًا : إنّ عودة الحرب إلى أوروبا تندرج في سياق عالمي تشكل بوضوح منذ نهاية الحرب الباردة التي واكبها انفجار عنيف واسع في مناطق كثيرة من العالم مثل البلقان وأفريقيا جنوب الصحراء والشرق الأوسط. الأمر هنا يتعلق بأنماط جديدة من الحرب تُشكّل فيها الوسائط الإعلامية والإلكترونية محددًا رئيسًا كما بيّن سلامة.

لا شك أنّ أوهام السلم الأزلي (كانط) والتجارة الوديعة (مونتسكيو)، ونهاية التاريخ (هيغل – فوكوياما) قد انقشعت كليًا، كما انهارت البدائل الحداثية عن مسلمات اليقين المقدس (الأيديولوجيات)، بما يفسّر عودة النوازع القومية والتعصب الديني إلى واجهة الأحداث، بما يفسّر راهنًا ما تحدث عنه غسان سلامة من انعدام اليقين وتنامي الشك واليأس والقلق في العالم كلّه.

عودة للصفحة الرئيسية

الصفحة الرئيسية   |   أضفنا إلى مفضلتك   |   من نحن؟    |   اتصل بتا