الإنتاج اليومي من المياه في كيفه ارتفع إلى 3900 متر مكعب :|: حملة ولد عبد العزيز تشرع في جمع تزكيات الترشيح :|: تهاطل أمطار خفيفة على مدينة نواذيبو :|: بيان من البنك المركزي حول تخليد اليوم العربي للشمول المالي :|: استحداث مفوضيات مكلفة بالمرور :|: العهدة الثانية.. استقرار الأمان واستكمال البناء * :|: ولد أجاي : الرئيس عازم على الاعتماد على الإدارة والكفاءات المؤهلة في المأمورية 2 :|: رئاسيات يونيو : قراءة في الخريطة السياسية موريتانيا :|: مجتمع الأعمال العالمي ينتقل من دافوس إلى الرياض الأحد :|: وزارة الصحة :انتشار الجلطات يمثل تحديات صحية :|:
أخبار
اقتصاد
تحقيقات وتقارير
مقابلات
منوعات
الرأي
مواقع

الأكثر قراءة

حديث عن تعديل وزاري وشيك بعد العيد
جنرالات يحالون للتقاعد مع نهاية 2024
وزيرسابق يستنكر سجن ولد غده
تصريح "مثير" لرئيس التحالف الشعبي
من يوميات طالب في الغربة(5) : أول يوم بالسفارة الموريتانية في تونس العاصمة
استعادة عافية الجنوب تعززعلاقة الأشقاء/ عبد الله حرمة الله
متى يكون أكل البطيخ مميتا.. ؟ !!
طائرة أميركية تقطع رحلتها .. والسبب غريب !!
تعدين الجبس وتجارته الدولية/ اسلك ولد احمد ازيد بيه
تصريح "مثير" للنائب بيرام اعبيدي
 
 
 
 

من يوميات طالب في الغربة(65) :الأسئلة الحائرة في رحلة العودة؟ !

mercredi 8 mai 2013


كنت وأنا في لحظات التأمل تلك اطرح الأسئلة لأجيب عليها بأخرى لأنتهي إلى قرار نهائي يتعلق بصرف النظر عن البحث في جوابها والاستمتاع بفرح اللحظة اعتمادا على القول الشهير"ولك الساعة التي انت فيها".

بدأت الأيام تتناقص رغم الصبر على كل المعاناة التي وصفتها في الحلقات السابقة وها أنا في الأسبوع الأخير قبل العودة النهائية للوطن (يوم 03 يوليو 2001)بمعنى الوداع الأخير لتونس الخضراء، لكن قبل ذلك كان على أن أتصور الاجابة على أسئلة أخرى أكثر آنية وإحراجا تنتظرني على الضفة الأخرى من محيط واقع لا يرحم ينتظرني في أرض الوطن العزيز.

كان من الصعب على تخيل أني يجب أن أغادر هذه البلاد ولا أعود إليها في العام المقبل على ما درجت عليه خلال خمس سنوات الماضية،كان من الصعب علي أن أتصور أنني سأفتقد العيش في هذه المدينة الرائعة ذات البنية التحتية الجميلة والمظاهر العمرانية الحديثة والشعب الراقي الذوق والتعامل الحضاري في السلوك والمستوى العلمي ودقة في العمل والمواعيد واحترام لمشاعر الآخرين واحترام ذواتهم وصفاتهم وإنسانيتهم بعيدا عن الاعتبارات الضيقة المستعملة في بلادي على طول الوقت.

إن مجرد التفكير في صيف موريتانيا الحار وانعدام وسائل الترفيه والنقل الحضري"المترو والقطار والحافلات المكيفة وسيارات الأجرة الراقية وغيرها" والشوارع النظيفة الكثيرة الأشجار الوارفة الظلال اليانعة الربيع ذات الأزهار الزكية والمقاهي ودور السينما والمسرح وفضاءات الترفيه والأسواق المختلفة والأماكن التاريخية والمكتبات والكليات والمعاهد الراقية وأكشاك بيع الصحف..باختصار كل مظاهر الحياة الراقية في زمن العولمة ،كان يحيرني كثيرا.

كانت مشكلة إعادة الاندماج في المجتمع الموريتاني من جديد وما يترتب عليها من ضرورة العودة لاجواء الفوضى في كل شيئ،وهدر الوقت ودس الأنف في هموم وأدق خصائص الآخرين والإعلاء من القيم المادية كوسيلة لإثبات الذات فقط لدى غالبية المجتمع تؤرقني كثيرا.

أسئلة اخرى كثيرة متفرعة تراقصت في مخيلتي تتعلق بكيفية الولوج للمجتمع الموريتاني من جديد هذه المرة ليس من خلال الجانب الاجتماعي بل من خلال الجانب المهني وأنا الذي اكتشفت كثيرا من تعب صاحبة الجلالة وغيابها –بصورة مهنية- بعد رحلتي في التدريب بالاذاعة الوطنية في الصيف الماضي،وكنت متابعا وفيا للكثير من الصحف التي تصدر في تلك الفترة التي لايوجد فيها من الاعلام الا الصحافة المكتوبة الاسبوعية غالبا.

ثم كيف سأدخل الى هذه المهنة الصعبة في المجتمعات المتحضرة حيث باتت تعرف ب"مهنة المتاعب"،فما بالك بمجتمعنا الذي تحكمه وقتها سلطة "المادة11" في الجانب الاعلامي،وغياب التمويل المستقل ونظرية الطرف والتيار والصدامات الفكرية بين تياراته المختلفة مع زعازع السياسة وتقلبات الطقس الاداري والاجتماعي وغياب ثبات القواعد المدنية في الادارة والسياسة والتعليم والشؤون الاجتماعية"الكل مرتجل" في الغالب الأعم.

كانت هنالك أسئلة اخرى أكثر إحراجا وإلحاحا وأسرع تلقائية من قبيل كيف سأعمل بما درست؟ هل أستطيع أن أعمل عكس ما درست؟ هل أغلب نظرية المبادئ وأبقى على الهامش أم أغلب نظرية النفعية التي كانت سائدة في ذلك الوقت في عالم صاحبة الجلالة ببلادي !

كيف أوازن بين ضرورة الحاجة لموطئ شغل يوفر مستلزمات الحياة الكريمة للبدن،وغذاء للعقل عماده النظافة والنزاهة الأخلاقية والاحتفاظ بالزاد العلمي والثقافي الذي حصدته من هذه البلاد بل ومن خيرة الأساتذة فيها(لن يتم ذلك إلا باتباع المهنية والحياد والموضوعية في العمل الاعلامي وهي أمور وقتها لا تطعم من جوع ولا تؤمن من خوف في الصحافة المحلية).

ماذا لو لم أستطع ان أجد فرصة عمل في مجال تخصصي مع ندرته؟ كيف ستكون الآفاق؟ كيف أكبت الأعداء الذين سبق وان ألقمتهم حجرا بحصولي على المنحة قبل 5 سنوات؟ ماهي البدائل؟ هل أكون مدرسا وأنا الذي لا أستطيع العيش الا في العاصمة؟ هل أكون عاملا في مهنة حرة وأنا صاحب الشهادة العليا التي صفق لي على نيلها أكثر من 50 أستاذا جامعيا وحصلت عليها أمام جمع من
رموز الثقافة والإعلام بتونس ؟

بالفعل إنها أسئلة محيرة أفسدت علي متعة الاستمتاع بالعودة للوطن مستقبلا والفرح بالنخرج ولكن "لابد من صنعاء ولو طال السفر"كما يقول المثل.

بقيت ثلاثة أيام وكان ذلك يعني ضرورة بدء مراسيم الوداع ..وما أدراك ما تعنيه مراسيم الوداع ..إنها بمثابة...

بقلم :محمد ولد محمد الأمين (نافع)

ملاحظة :
للتعليق والملاحظات :
oulnafaa.mohamed@gmail.com
هذه المذكرات واقعية نشرت جامعة " جورج تاون" الأمريكية مقتطفات منها في بعض كتبها المدرسية المترجمة باللغة الانجليزية التي تدرس بغالبية جامعات العالم(راجع الحلقات السابقة بالموقع زاوية رأي).

عودة للصفحة الرئيسية

الصفحة الرئيسية   |   أضفنا إلى مفضلتك   |   من نحن؟    |   اتصل بتا