في حدود الساعة السابعة مساء من يوم (10يوليو 2001) كانت طائرة طالب الغربة تحلق في أجواء العاصمة نواكشوط وتقترب رويدا رويدا من منطقة المطار استعدادا للنزول إيذانا بانتهاء رحلة طالب الغربة التي دامت 5 سنوات كانت أبرز محطاتها ضمن هذه اليوميات.
وأرى أنه يجدر بنا في ختام هذا الجزء من المذكرات أن نستعيد مواقف علقت في الذاكرة وهي بالمناسبة كثيرة ولكن سنذكر هنا أبرزها :
– وصولي لقاعة الانتظار في مطار نواكشوط (قبل اقلاع طائرة سيليبابي)الأربعاء 10 كتوبر1996(مشهد غريب يوحي بعدم الحرص على التحضر).
– أول رحلة مغادرة في الطائرة "الخطوط الجوية الجزائرية" وساعات الوصول للعالم الآخر المتحضر "مطار محمد الخامس" ويوم وليلة" في الجزائز".
– أول دخول لفندق في حياتي "فندق آدغير" بالجزائر التعرف على الحياة المدنية الراقية الاربعاء 10 اكتوبر1996.
– الوصول لمطار تونس قرطاج الخميس11 اكتوبر1996.
– الانبهار بالتحضر والتمدن والبشر والمظاهر الاولى التي رأيتها بالجزائر وفي تونس في ما بعد.
– أول يوم بالسفارة الموريتانية بتونس (الخميس 11 اكتوبر1996 مقيل تحت رذاذ المطر).
– أول دخول لوازرة التعليم العالي في تونس لاستلام رسالة التوجيه الجامعي للمعهد مساء الخميس (11اكتوبر1996)(لا أنس الظرف الابيض الكبير مخطوط عليه اسمي واسم المعهد ومكانه).
– أول ليلة بالعاصمة تونس (ضيافة أصيلة مع الخليل النحوي في أريانة وله جزيل الشكر)الجمعة 12 اكتوبر1996.
– زيارتي لأول طالب بالمعهد وتلطيفه للجو لي وقوله (الفرنسية مهمة جدا) الزميل الشيخ الناجي ولد سيدي سالم مدير الأخبار في التلفزة الوطنية حاليا(مساء الجمعة 12 اكتوبر1996).
– لباسي للدراعة والسروال والقميص الموريتاني واستماعي لشريط من "ديمي وسدوم" في الليلة الاولى مع زملائي في حي "بن خلدون ليلة السبت 13 اكتوبر1996"(صورة من الاحساس بالغربة).
أول زيارة لي للمعهد في منفلوري(السبت14 اكتوبر1996) .
– بدايات التسجيل في المعهد وزيارة المستشفى الأكبر في تونس لاجراء الفحوصات اللازمة قبل التسجيل "مستشفى الرابطة "لاثنين 16 اكتوبر1996.
– أول يوم لي بالدراسة (حصة الترجمة وجلوسي على مقعد بجنب زميلة وقيامها أنفة مني الساعة 10)الثلاثاء 17 اكتوبر1996.
– زيارتي للمطعم الجامعي للمرة الأولى وكفية التفاهم فيه الثلاثاء17 اكتوبر1996 زوالا.
– مشكلة ضبط خطوط النقل والحديث مع المحصل في الحافلة ومع الناس عموما في الشارع الشهر الأول من الغربة.
– صعوبات الدراسة واللغة والاندماج في المجتمع دامت عدة شهور.
– مشكلة التعود على الطعام واللباس والأجواء ذات البرد القارس.(مشكلة المسيمات والأذواق والتعود على اللباس الغربي و أسلوب الحديث والحركات الاتيكت).
– المصافحة والتعود على اللقاء والكلام وبتحرر مع فتيات في سني (المحافظة) الأشهر الأولى (المصافحة عادية بين الجنسين في تونس).
– صعوبة التعود على أجواء الدراسة وغياب وقت "القيلولة" كما هو عندنا في موريتانيا.
– الغربة وأجواء السكن الجامعي (قضيت فيه سنتين1996 الى 1998).
– أول رمضان وأول عيد لي بالغربة (اشكالية غياب الأجواء الحميمية والعادات الموريتانية).
– الرسوب في السنة الاولى يونيو1997.
– متعة العودة للوطن في العطلة الصيفية خاصة الأولى يوليو1997.
– التعرف على الأصدقاء من كل أنحاء العالم "تونسيين جزائريين ومغاربة وعراقيين ومن الشام" وعلى الضفة الأخرى من مالي والسنيغال والكوت ديفوار، وتركيا واذربيجان ..
– لحظات النجاح في السنوات الأربع الموالية.
– الأحاديث مع الزملاء والزميلات في الفصل ومقهى المعهد وتبادل الآراء معهم والاستماع لتجارب أساتذتنا الأعزاء ونصائحهم وحسن تقديمهم للدروس.
– النزهات في شوراع وحدائق العاصمة تونس ومكتباتها وبعض الأماكن السياحية فيها "متعة وسائل النقل، والمناظر الجميلة"..
– جلسات مع الزملاء في المقاهي والمطاعم ودور السينما بالنسببة للتونسيين وجولات في المكتبات والمسارح والمطالعة..
– زيارات الزملاء الموريتانيين والاستمتاع بالحديث معهم ومسامرتهم واكتساب الخبرات والتجارب والنصائح المفيدة منهم.
– دخول الاستوديوهات لأول مرة بالمعهد في السنة الثالثة اكتوبر1999 ومعانقة الميكرفون والجلوس تحت اضواء الكاميرات..
– العمل الجماعي مع زملاء وزميلات في الأخبار والبرامج بالمعهد ورحلات الدراسة التي كانت تمثل نزهة وتطبيقا بالنسبة لنا "رحلة مرسى القنطاوي"مايو2000 مع الدكتورة فاطمة عزوز عن الانتاج الاذاعي كمثال.
– حضور نقاش التخرج لزملاء قدامى وتبادل الخبرات معهم والمراسلات والاستفادة من تجاربهم ،وكذا -حضور مواسم الاحتفالات السنوية بالمعهد من اختتام العام الدراسي والاحتفاء بضيوف ومحاضرين زائرين.
– رحلات للداخل التونسي شملت سيدي بوزيد 260 جنوب تونس وبنزرت 65 شمال تونس وسوسة 120 كلم في الشمال أيضا.
– جلسات سمر مع أخي العزيز حبيب الله ولد الشيخ وفي المقاهي بالمرسى وسيدي بوسعيد "ضاحية تونس الشمالية"2000و2001.(حاليا مهندس رئيس في بلدية الدوحة بقطر بعد حصوله على دكتورا في الهندسة المعمارية من تونس2007)..
– التعرف على إخوة موريتانيين افاضل يشكلون أطرا في مختلف التخصصات يعملون اليوم في قطاعات كثيرة ويساهمون في رقي الوطني العزيز..
– التعرف على زملاء تونسيين ومن جنسيات أخرى يعملون في اوطانهم وخارجها تشكل معرفته مفخرة لي بعضهم يعمل حاليا في "لندن وفي قناة الجزيرة والعربية وفي قناة المغرب2 وفي قنوات تونس وصحفها ووكالة تونس افريقيا".
– طبعا لايمكن ان انسى مساهمة كل الزملاء التونسين خاصة أستاذي (عمار ميري الذي كان مرشدا ومعينا لي خلال كل سنوات الغربة وطبعا اشكر اسرته الكريمة) في مسيرة اندماجي بتونس حتى صرت افهم لغة الزهور.
– لا أنسى أيضا حارس السفارة الموريتانية بتونس (المصطفى ولد عبد الرحمن) والزملاء الموريتانيين هنا وهم كثر فلهم مني العرفان بالجميل كل باسمه وصفته.
– يوم النقاش للرسالة الجامعية(25يونيو 2001) والغداء بكسرة خبز حافية مع الزميل الخليل ولد اجدود في 3/12.
يوم التخرج واستلام الشهادة "يوم العلم "بتونس(ختام السنة الجامعية) يوم 30 يونيو2001 وتسليم أستاذي الدكتور يوسف بن رمضان لي مظروفا خاصا يحمل الشهادة التي طال الزمن وبذل الجهد والكثير من ماء الشباب في سبيلها.
*وسأختم طبعا بهذه الجملة التي أتذكر انني يوم كتابتها بدات أستشعر قرب التخرج والعودة للوطن مظفرا ولله الحمد.
مقدمة إهداء الرسالة الجامعية كتبت في 20 مايو سنة2000 :"لا أملك وسفينة هذه الرحلة الدراسية قد وصلت للمرسى لتطوي صفحات ذكريات عشناها بأرض تونس الخضراء إلا...".
بقلم :محمد ولد محمد الأمين (نافع)
هام :
هذه المذكرات واقعية نشرت جامعة " جورج تاون" الأمريكية مقتطفات منها في بعض كتبها المدرسية المترجمة باللغة الانجليزية التي تدرس بغالبية جامعات العالم.
ملاحظات :
للتعليق والملاحظات أو طلب هذا الجزء من المذكرات الرجاء ارسال رسالة على هذا العنوان :
ouldnafaa.mohamed@gmail.com
– في الاسبوع المقبل تتابعون الحلقة الأولى من "سلسلة جديدة" تحت عنوان :" سنوات الضياع" للكاتب نفسه حول مابعد العودة للوطن من احتفالات التخرج ومتاهات الضياع هنا بموريتانيا على مدى 12 سنة.