تآزر : قمنا بتحويلات نقدية لآلاف الأسر في العصابة :|: وزيرة : تضاعف عدد المؤمنين لدىCNAM :|: الجيش المالي يتفق مع موريتانيا على تأمين الحدود :|: أبرز المشاريع التنموية التي أطلقها الرئيس في كيفه :|: تكليف شركةسعودية بدراسة جدوى خط أنابيب للغاز بموريتانيا :|: رئيس الجمهورية يصل إلى مدينة كيفه :|: مدير BP موريتانيا : علاقتنا متميزة مع الحكومة الموريتانية :|: بيان من نقابة أحرار التعليم :|: "Aura Energy" تعلن إعادة هيكلة اتفاقية اليورانيوم في موريتانيا :|: تعيينات واسعة ب 3 إدارات في شركة "سنيم" :|:
أخبار
اقتصاد
تحقيقات وتقارير
مقابلات
منوعات
الرأي
مواقع

الأكثر قراءة

متى يكون أكل البطيخ مميتا.. ؟ !!
تعدين الجبس وتجارته الدولية/ اسلك ولد احمد ازيد بيه
الكودالوجيا وصناعة التأثير/ المصطفى ولد البو كاتب صحفي
تصريح "مثير" للنائب بيرام اعبيدي
AFP : موريتانيا أرسلت أدلة على مقتل مواطنيها لمالي
بعد تحديد معايير التزكية... من هم مرشحو الرئاسيات ؟
تحديث جديد على "واتساب" يثير غضب المستخدمين !
أصغر دولة في العالم يسكنها 25 نسمة فقط !!
محامي يحذر من تضررصحة موكله الرئيس السابق عزيز
جولة في حياة الفقيد محمد ولد إبراهيم ولد السيد
 
 
 
 

لقاء في "باريس"..!! /حبيب الله ولد أحمد

mardi 28 mai 2013


نجحت باريس دائما فى توحيد زعامات المغرب العربي الذي تبخر حلم الوحدة بين شعوبه، لأسباب يمنعنا حر النهار من التعرض لها..باريس توحد الزعماء المغاربيين بمناسبة وبدونها..!! فلقاءات "القمة" تكثر بين هؤلاء الزعماء سرا وعلنا،بالصدفة أو بالميعاد، في "الإليزيه" أوفى ردهات المستشفيات الباريسية، أو برسم الاستجمام "الملكي".

وهذه المرة أيضا، وفى أحضان "الأم" الحنون، والتي تصبح "جافية" أحيانا، التقى الرئيسان محمد ولد عبد العزيز، وعبد العزيز بوتفليقة، لقاء من لقاءات نزار قباني، حيث لا مواعيد مسبقة، و(ما أطيب اللقيا بلا ميعاد)..!!

كان ذلك في إحدى قاعات انتظار مشفى باريسي أنيق، ذات صباح من صباحات "الأنوار" الباريسية..وبرسم قمة "مرضية" مغاربية مصغرة..!!

بدا بوتفليقة ضعيفا، يرتدى ثيابا خفيفة وغير رسمية، لكنه كان يظهر تماسكا ضروريا بالنسبة لرجل مثله، يحلم بالعودة للرئاسة ولا يأمن شر المتربصين به حتى من داخل "البلاط"..وكان خلفه رجل بنظارات معتمة، يقف كالتمثال، بدون أية ملامح، ويد بوتفليقة اليمنى تمسك - على ارتخائها - بملف طبي أنيق مصدر بخط فرنسي جميل وبعبارة (لعناية رئيس قسم جراحة الأعصاب)..لم يكن بوتفليقة على ما يرام، لكنه كان شديد التوازن، جالسا بثقة مطلقة على المقعد، كما كان يجلس على كرسي الرئاسة..أما ولد عبد العزيز فقد جلس على مقعد ملاصق لمقعد بوتفليقة ،مرتديا زيا رياضيا صقيلا..كان يحدق في فضاء القاعة، محركا أصابعه بصمت، وغير بعيد منه يقف شخص من مرافقيه يظهر شيئا من الحيوية، وإن لم يختلف كثيرا في "تصلبه" عن قطع الرخام المنتشرة من حوله ..وبين يدي الرئيس عزيز مظروف طبي صغير كتب عليه بخط فرنسي رائق (نتائج التحاليل المخبرية..لعناية رئيس قسم الجراحة الباطنية والجهاز الهضمي)..

تصافح الرئيسان بود، غطت آثار مرضهما على حرارته المفترضة..!!

فضلا الحديث باللغة الفرنسية، فالرجلان في عاصمة فرنسا، وبعض العبارات تحتاج لأن يتحدثا خارج إطار العربية أو اللهجات المحلية، وعار على من يتحدث الفرنسية في نواكشوط والجزائر، أن يتحدث بغيرها في باريس..!!

 "سعيد بلقائك"

تمتم بوتفليقة بصعوبة..

 "من الأفضل أننا التقينا هنا بدون ضجيج وبعيدا عن صراخ الصحفيين والعامة"

قالها عزيز وهو يضيف :

 "عندما أصبت بطلق ناري صديق قبل أشهر(فيما مضى وليس الآن) قامت الدنيا ولم تقعد، وبدأت الصحافة تتحدث عن أنني ميت سريريا وأتغذى وريديا ..ههه..حتى أن أحد السياسيين أقسم بالله العلي العظيم - وعلى الملأ - أنني لا أستطيع العودة لمزاولة مهامي كرئيس..ههه..هههه..ومع ذلك عدت وزاولت عملي".

تغيرت ملامح بوتفليقة وهو يقول :

 "عندنا الصحف قالت إنني إما أن أكون في غيبوبة، وإما أنني ميت من زمن بعيد،وأنه لم يبق إلا "صورة اللحم والدم"...ههه..إنهم يقولون إن الجزائر الآن غير محكومة، وأن هناك فراغا دستوريا، وأن العسكريين هم من يحكمها، ويحتفظون بى فقط ك"تعويذة" قديمة..ههه.

مسح عزيز وجهه بيده وهو يقول :

 "ما نزل بلاء من السماء إلا وأصله السياسيون والصحفيون...من الغريب أنه نفس السيناريو...هناك عندنا يقولون إنني بائع مخدرات وتاجر، وغير قادر على الحكم، وان الجنرالات يحتفظون بى ليس ك"تعويذة"، ولكن ك"بو"، هل تعرف "البو" سيادة الرئيس..؟ !.. إنه مجسم خرافي وهمي، يستخدمه الناس عندنا تقليديا لطرد الطيور من المزارع، أو لإقناع البقرة بأنها لم تفقد ولدها، لأنها عندما تفقده لا تدر لبنا، ولذلك يصنعون لها "بوا" خشبيا ف"تلحسه" بحنان، وكأنه ابنها الميت..وتدر لبنا سائغا لملاكها..!!ههههه...هو بالأساس عبارة عن قطع قماش وبقايا أشجار جامدة..!!

ضحك بوتفليقة كثيرا وبصعوبة وهو يقول :

 "أنا إذن أفضل أن أكون تعويذة مادام "البو" بكل هذه الهامشية..إذن فالجزائريون عموما أرحم بى من الموريتانيين بك ههههههه...إما أن شعبك لا يعرفك أولا يعرف "البو" أولا يعرفكما معا...وأخشى أن يغضب "البو" من تشبيهك به...فالرؤساء مظلومون دائما كما تعرف..هههههههههه..!!"

أظهر عزيز موجة غضب عابرة وهو يقول :

 "أظن بأنه لا فرق بيننا بالنسبة لشعبينا، فلم يسترح رئيس في العالم منذ أن خلق الله الشعوب والمعارضة والساسة والصحافة...حتى "التعويذة" قد تأتى بنتيجة عكسية..فبدلا من دفع "الأرواح الشريرة" قد تكون بؤرة لها..وقد تغضب من تشبيهها بفخامتكم..!!..هههههههههه"

 تصنع بوتفليقة الاهتمام وهو يقول :

 "أحيانا الشعوب لا تقدر جهودنا...يظهر هرم معارض على التلفزيون فتردد خلفه عبارات هلامية من قبيل "الديمقراطية" و"محاربة الفساد"...تصور أحد الوزراء السابقين عندنا خرج من الوزارة وهو "ملياردير" رغم أنه كان ميكانيكيا بائسا قبل الوظيفة، اليوم يريد محاربة الفساد...ههههه..لو حاربت الفساد لبدأت به واستعدت منه أموال الشعب..هههه..إنهم أغبياء يستخدمون حلمنا وبرودة أعصابنا للضحك على عقول العامة".

حدق عزيز في ساعة يده وهو يقول :

 "وزيرك الذي تحدثت عنه لدي أربعون من فئته يصرخون علي في المعارضة والبرلمان كل يوم، وكأن الناس لا تعرف ماضيهم السيئ، وأن من بينهم من عاش عشرين عاما من التهميش في الإطار السياسي الذي ينتمي إليه...أحيانا أفكر في أن الرؤساء مخلوقات بلا حواس وبلا أحاسيس، تخدم الأوطان وتصنع الرجال ثم لا تجد إلا جزاء "سنمار"..!!"

أجاب بوتفليقة بهدوء :

 " دعك من جزاء "ابيير مسمار" وقل لي يا سيادة الرئيس أين شمال مالي؟"

 "إنه على الحدود مع موريتانيا"

لم يضحك بوتفليقة هذه المرة، بل أعاد السؤال نفسه – وبحزم- على محدثه :

 "أين شمال مالي؟"

كان واضحا لعزيز أن بوتفليقة جاد في تغيير مجرى الحديث نحو أزمة مالي لذلك أجابه :

 "مالي مشكلة كبيرة..هذا المخلوق (لعله يعنى هولاند) يريد شيئا، والأمم المتحدة تريد شيئا، وشعوب المنطقة تريد شيئا آخر، ولكل دولة من دولنا أشياء تريدها لنفسها، وشمال مالي لا يتسع لأن يجد فيه كل طرف الشيء الذي يريده بطريقة مريحة ومنصفة".

تحامل بوتفليقة على نفسه وهو يقول :

 " فهمت قليلا من هذه "الفلسفة" يا سيادة الرئيس، وشخصيا لا يمكن لي بناء سور من الجزائريين لحماية مصالح فرنسا في مالي...في الجزائر نعم لفرنسا مصالح، ونحن نتفهمها ونتفاهم معهم عليها، ولكن لا يمكنني تطريز أحلام فرنسا في المنطقة بمزيد من الدم الجزائري".

 "هذا صحيح يا سيادة الرئيس، أنا أيضا لدي شيء من هذه الأفكار"الرومانسية"، ولكن ربما يتم نسيان الأفكار الجميلة في حضرة "الكبار"...عندما كنا في المدرسة كنا نحضر أسئلة جميلة للمدرسين، ولكن خوفنا منهم يجعلنا نرتبك حد نسيان كل الأجوبة الجميلة، فنعطى موافقة أمامهم على ما تنبغي علينا معارضته والعكس، وأحيانا يكون كلامنا مجرد "كلمات متقاطعة" بدون جمل مفيدة...أنت تعرف فرنسا، وتعرف قدرتها على ضربك بالمعارضة، أو بملفات معقدة، أو حتى بأحد البلدان المجاورة...نحن في علاقتنا بفرنسا لا نريد أن يموت (العجل) ولا أن تيبس (التاديت)"

بدا بوتفليقة مندهشا من عبارتي (العجل) و(التاديت)، وأظهر شيئا من الاهتمام بمعرفة معنى وسياق العبارتين في كلام محدثه.

اعتدل عزيز في جلسته وهو يقول :

 "أشرح لك (التاديت) سيادة الرئيس.."

هنا تدخلت ممرضة فرنسية جميلة، يتصارع بياض بشرتها مع بياض سترتها الطبية، لتقول بصوت به رنين طيبته مخارج شفتيها الحمراوين :

 "السيد ولد عبد العزيز محمد...تفضل الطبيب في انتظارك يمينا، السيد عبد العزيز بوتفليقة طبيبك ينتظرك يسارا".

عودة للصفحة الرئيسية

الصفحة الرئيسية   |   أضفنا إلى مفضلتك   |   من نحن؟    |   اتصل بتا