الإنتاج اليومي من المياه في كيفه ارتفع إلى 3900 متر مكعب :|: حملة ولد عبد العزيز تشرع في جمع تزكيات الترشيح :|: تهاطل أمطار خفيفة على مدينة نواذيبو :|: بيان من البنك المركزي حول تخليد اليوم العربي للشمول المالي :|: استحداث مفوضيات مكلفة بالمرور :|: العهدة الثانية.. استقرار الأمان واستكمال البناء * :|: ولد أجاي : الرئيس عازم على الاعتماد على الإدارة والكفاءات المؤهلة في المأمورية 2 :|: رئاسيات يونيو : قراءة في الخريطة السياسية موريتانيا :|: مجتمع الأعمال العالمي ينتقل من دافوس إلى الرياض الأحد :|: وزارة الصحة :انتشار الجلطات يمثل تحديات صحية :|:
أخبار
اقتصاد
تحقيقات وتقارير
مقابلات
منوعات
الرأي
مواقع

الأكثر قراءة

حديث عن تعديل وزاري وشيك بعد العيد
وزيرسابق يستنكر سجن ولد غده
جنرالات يحالون للتقاعد مع نهاية 2024
تصريح "مثير" لرئيس التحالف الشعبي
من يوميات طالب في الغربة(5) : أول يوم بالسفارة الموريتانية في تونس العاصمة
استعادة عافية الجنوب تعززعلاقة الأشقاء/ عبد الله حرمة الله
متى يكون أكل البطيخ مميتا.. ؟ !!
طائرة أميركية تقطع رحلتها .. والسبب غريب !!
تعدين الجبس وتجارته الدولية/ اسلك ولد احمد ازيد بيه
تصريح "مثير" للنائب بيرام اعبيدي
 
 
 
 

لذة الحصاد /حبيب الله الهريم، مهندس زراعي

mardi 23 juillet 2013


سأل ملك جلساءه عن أكبر لذة يعرفونها فأجابته فتاة بأنها تعرف ثلاثة، لذة الإمارة و لذة الخمر و لذة (الفعال)
هم الملك بقتل الفتاة متهما إياها بالخبث لأن من كانت في سنها لا تعرف لذة (الفعال).

استمهلت الفتاة الملك و قالت إنها لم تجرب أيا من اللذات الثلاثة و إنما استدلت عليها بما يلي وقالت :

لذة الإمارة :
رأيتك تؤنب الأمراء و تضربهم و قد تقتل بعضهم و رغم ذلك ياتيك الناس يطلبونك الإمارة.

لذة الخمر
يفقد المخمور عقله ويتعرض لكثير من الإهانة و المذلة و يقع في القاذرات و لا يلبث صاحيا حتى يعود للخمر و تبعاتها.

لذة (الفعال)
رأت الفتاة أمها تكابد الحمل و تشرف على الهلاك أثناء الوضع و رغم ذلك تعيد الكرة.

تذكرت هذه القصة و أنا أشاهد مزارعين خسروا محصولهم في الحملة الزراعية الصيفية الماضية بسبب نقص الحاصدات و كثرة أعطال المتوفر منها لكنهم عاودوا الزراعة خلال الحملة الصيفية الحالية و هم اليوم في نفس وضعيتهم السنة الماضية.

إن مبررات قيام المزارعين بالحملات الزراعية أكثر من أن تحصى والزراعة عمل أشرف من أن يقارن بغيره وعلينا جميعا، كل في موقعه، أن نبذل كل جهد لاستصلاح المزيد من المساحات و توفير الشروط المطلوبة لرفع كفاءة الإستغلال وصولا إلى تحقيق أكبر قدر من الإكتفاء الذاتي من الغذاء الذي هو ضمان استقرار البلاد وبه الحفاظ على كرامة الإنسان لكن على القائمين على التخطيط أن يتنبهوا فالعبرة ليست بكبر المساحة المزروعة فقط و إنما أيضا بمعدل الإنتاج من و حدة المساحة و هذي يعني بداهة أن أي زيادة في المساحات المستصلحة يجب أن تصاحبها زيادة في عدد آليات الحرث و الحصاد وعلى المزارعين أن يعتبروا و لا يقبلوا أن يلدغوا في نفس الجحر كل مرة.

لقد اقترحت، السنة الماضية، بهذه المناسبة الأليمة، أن تقوم الإتحادات المستغلة للمزارع الجماعية الكبيرة بتأسيس تعاونيات للخدمات الزراعية و أضيف اليوم مقترحا بإلزام أصحاب المزارع الخصوصية الكبيرة باقتناء ما يحتاجه كل واحد منهم من آليات و على مؤسسة القرض الزراعي أن تسهل مهمة اقتناء كل تلك المعدات خاصة و أنه قد تم إعفاءها من الرسوم الجمركية.

حقا للمزارعين أن تعظم في أذواقهم لذة الحصاد إن وجدت و حقا لنا أن تحز في نفوسنا خسارته وقد تكررت.

P.-S.

كارثة الحصاد

لقد تأسست الزراعة المروية في هذا البلد بمبادرة و أبوة من الدولة الموريتانية بداية الربع الأخير من القرن العشرين و استمر الدعم الحكومي لهذه الزراعة وإن تنوعت مظاهره ونتائجه من فترة لأخرى تبعا لتغير الأحوال محليا و دوليا و قد أدى استمرار الدعم إلى استمرار هذه الزراعة على قيد الحياة لكنها استمرت رضيعة لم تفطم مع أن عمرها قد جاوز الخمسين عاما,

لسنا هنا بصدد تقييم مفعول ذلك الدعم عبر مختلف المراحل و لكن نود فقط أن نبحث في احتمالات جعله أكثر جدوائية.

من المعلوم أن الدعم في الفترة الراهنة كان دعما ماليا في المقام الأول حيث تمثل أساسا في دعم أسعار البذور و الأسمدة و بعض مبيدات الأعشاب و تشجيع عمليات التسويق فضلا عن مكافحة الطيور و التي كانت فعالة جدا خلال حملة الصيف المنصرمة مقارنة بالحملات السابقة.

النتيجة الحتمية لهذا الدعم كانت زيادة ملحوظة في المساحات المزروعة بالأرز حيث زادت قليلا على العشرين ألف هكتار في حملة الخريف 2011 و اقتربت من العشرة آلاف في الحملة الصيفية 2012 أي ما يناهز الثلاثين ألف هكتار في سنة زراعية واحدة و هذه المساحة لو آتت حصادها كما ينبغي ستكون كافية لتغطية نحو ثلاثة أخماس احتياجاتنا الوطنية السنوية من هذه المادة لكن الحصاد قد تعثر و خاصة في الحملة الصيفية بسبب نقص عدد الحاصدات و كثرة أعطال المتوفر منها مع ضعف قدرة شركة الآليات على التدخل على ما يبدو.

لتوضيح هذه النقطة نعطي مثالا حيا بواقع مزرعة الركيز حيث كانت المساحة المزروعة بالأرز في حدود 378 هكتارا و قد حجز المزارعون ثلاث حاصدات على أن تتدخل أولاها اعتبارا من يوم 25 يونيو و تتدخل الأخريات تباعا في الأسبوع الموالي تمشيا مع جاهزية القطع و لو أن المخطط سار كما ينبغي لكتمل الحصاد في وقت يسمح بانطلاق الحملة الخريفية في وقت مناسب نسبيا .

تدخلت الحاصدة الأولى يوم 2 يوليو و الثانية يوم 10 و الثالثة تأخرت حتى يوم 30 من نفس الشهر.

كانت الحاصدة الأولى جيدة و لكن الأخريات كانتا خلاف ذلك فكانت أيام الأعطال كثيرة.

إن حصاد المساحة المذكورة يتطلب نحو 63 يوم/حاصدة باعتبار أداء متوسط في حدود 6 هكتارات يوميا. و بذا و رغم تأخر تدخل الحاصدات كما سبق فقد كان بالإمكان إتمام العملية قبل هطول المطر لكن ذلك لم يقع و وقعت الكارثة،، فقد تهاطلت على منطقة المزرعة 79 ملليمترا خلال 48 ساعة (21_ 23) يوليو ثم عاود المطر، 50 مم يوم 11اغسطس و الحال أن نحو 130 هكتار من الأرز لم تحصد حتى اليوم و يعتبر أصحابها في عداد المنكوبين و لا يعرفون لمن يشتكون و يزيد من خطورة هذا الوضع عدم إمكانية ضخ المياه لري القطع التي تم تقليبها مخافة تسرب المياه إلى المساحات غير المحصودة و بفعل الأمطار ستنبت الأعشاب قبل البذر و سيتحتم إعادة التقليب مع أن الجرارات ليست أوفر حظا في الصيانة من الحاصدات.

قد أكون استرسلت في هذا المثال و ما أريد أن أصل إليه هو ضرورة اتخاذ إجراءات فعالة لضمان إتمام الحصاد في وقته لكي يكون الدعم مجديا و ما لم تتخذ تلك الإجراءات فخير من الدعم عدمه لتقليل الخسائر.

من تلك الإجراءات على سبيل المثال لا الحصر :

1- إعادة النظر في وضع شركة الآليات بحيث تنسحب تماما من بناء الطرق و تتفرغ للإشغال الزراعية مع إعادة الهيكلة و تدعيم القدرات خاصة في مجال الصيانة.

2- رفع الرسوم الجمركية تماما عن الحاصدات و الجرارات لتشجيع القطاع الخاص على الإستثمار في هذا المجال مع إلزام الموردين بتوفير خدمات ما بعد البيع.

3- تشجيع قيام الشركات الخاصة و التعاونيات المتخصصة في توفير الخدمات الزراعية و يتعين هذا بالنسبة للمزارع الكبيرة و في مقدمتها بحيرة الركيز.

مهندس زراعي، مدير فرع صونادير في الركيز

عودة للصفحة الرئيسية

الصفحة الرئيسية   |   أضفنا إلى مفضلتك   |   من نحن؟    |   اتصل بتا