حزب معارض بدعم العيد ولد محمدن في الرئاسيات المقبلة :|: جبهة "جمع : تدعو لتأييد ترشيح الرئيس غزواني :|: الإنتاج اليومي من المياه في كيفه ارتفع إلى 3900 متر مكعب :|: حملة ولد عبد العزيز تشرع في جمع تزكيات الترشيح :|: تهاطل أمطار خفيفة على مدينة نواذيبو :|: بيان من البنك المركزي حول تخليد اليوم العربي للشمول المالي :|: استحداث مفوضيات مكلفة بالمرور :|: العهدة الثانية.. استقرار الأمان واستكمال البناء * :|: ولد أجاي : الرئيس عازم على الاعتماد على الإدارة والكفاءات المؤهلة في المأمورية 2 :|: رئاسيات يونيو : قراءة في الخريطة السياسية موريتانيا :|:
أخبار
اقتصاد
تحقيقات وتقارير
مقابلات
منوعات
الرأي
مواقع

الأكثر قراءة

حديث عن تعديل وزاري وشيك بعد العيد
جنرالات يحالون للتقاعد مع نهاية 2024
وزيرسابق يستنكر سجن ولد غده
تصريح "مثير" لرئيس التحالف الشعبي
من يوميات طالب في الغربة(5) : أول يوم بالسفارة الموريتانية في تونس العاصمة
استعادة عافية الجنوب تعززعلاقة الأشقاء/ عبد الله حرمة الله
متى يكون أكل البطيخ مميتا.. ؟ !!
طائرة أميركية تقطع رحلتها .. والسبب غريب !!
تعدين الجبس وتجارته الدولية/ اسلك ولد احمد ازيد بيه
تصريح "مثير" للنائب بيرام اعبيدي
 
 
 
 

" لحظاتي الاخيرة" مع "الفقيد" داخل غرفة الاخبار/عبدو ولد احمين السالم

mardi 23 juillet 2013


مؤمن انا بقدر الله خيره وشره ...مؤمن انا بان لامصيبة اعظم من مصيبة وفاته صلى الله عيه وسلم ... مؤمن انا بان الموت حق و ان النار حق وان الجنة حق ... مؤمن انا بان كل نفس ذائقة الموت وان كل من عليها فان ...!!

لكنني مع ذلك لم اتمالك نفسي و انا اعود صباح الاحد الى مبنى التلفز ة الوطنية لاتلقى الخبر الصاعق من احدهم وهو يقدم لي العزاء ويقول "عظم الله اجرك" ... قلت له -في دعابة - في من يا طارق الشئم مع باكرة النهار ...قال لي في زميلنا عبدالله محمود با.

لم استوعب الخبر لاول وهلة بل قل انني لم اصدق هذه المزحة الثقيلة الكئيبة من احد الزملاء الذين اعتادوا ان يشاطروني او يتبادلوا معي بعض الفكاهة او الدعابة في بعض الاحيان .

قلت لصاحبي : اتق الله نحن في رمضان بل في العشر الثانية منه وهي عشر المغفرة بعض ان مضت الاولى التي هية عشر الرحمة واوسطه مغفرة ونحن في الطريق انشاء الله نحو عشر العتق من النار.

قال لي : والله لا احدثك كذبا بل الصدق والصدق اقول .

احسست ان الامر جدي ..وبدات اشعر بحشرجة في نفسي و ثقل في قدماي و شعرت بدوار وشبه دوخة وكأن رصاصة طائشة استقرت في احشائي .

اخذ بعض الظلام يتسلل خلست الى بصري و بدأت معه البحث عن اقرب جدار لاستند عليه ؟؟

تنبه زميلي الى الامر فأخذ يشد من عضدي و يواسيني و يقول : انت مؤمن و والموت حق وهذا قدر الجميع .

نعم انه قدر الجميع،ثم نعم انني مؤمن ..لكن الامر بالنسبة لي جلل و الفقيد امة وليس زميل او رفيق او شخص تعرفت عليه داخل غرفة الاخبار بالتلفزة الموريتانية .

انه عبدالله محمود با... الذي كنت معه الليلة البارحة بل قل كنت معه في الساعة الاولى من فجر اليوم اي الساعة الواحدة من صبيحة الاحد كآخر الزملاء اللذين يعملون في التلفزة ممن يلتقيهم قبل مغادرته الساعة الواحدة و النصف الى منزله في البصرة.

لقد كنت معه قبل نشرة الاخبار الاخيرة ، تبادلنا كالعادة اطراف الحديث بروحه الطيبة و فكاهته مؤلوفة وعبارته الودودة و بسمته التي لاتفارق محياه البشوش .

كان معي وكت معه حين وصل الى مبني التلفزة لتقديم نشرة الاخبار الاخيرة وتشاء الاقدار ان تكون الاخيرة لهذه المعلمة الاعلامية الشامخة والطود العلمي السامق الشامخ .

قال لي و جبينه يتصبب عرقا بعد ان اضطر للسير من عيادة ابن سيناء حتى مبنى التلفزة على قدميه بعد ان لم يفلح- بسبب المسيرات التي عجت بها شوارع العاصمة انواكشوط بعد فوز المنتخب الوطني لكرة القدم على نظيره السينغالي - لم يفلح في الوصول بسيارته الى مبنى التلفزة ، قال لي : اليوم يوم القيامة في انواكشوط .. لقد اضطررت للسير على الاقدام بعد ان سدت في وجهي كل المنافذ المؤدية الى التلفزة ولكي لا أتاخر عن موعد النشرة الاخيرة .. المهم انني وصلت في الوقت المناسب والأهم من ذلك كله هو ان منتخبنا الوطني وصل ايضا الى تحقيق حلمه الذي طالما انتظره الجميع .

ضحكنا و دردشنا خفيفا وعلى عجل وانا اكتب له خبر فوز المنتخب الوطني على جهاو الكمبيوتر بغرفة التحرير و بحضور زميل لنا آخر هو مدير قطاع الاخبار الذي كان منشغلا حينها بتأمين كتابة النشرة على القارء الاكتروني "برومتير" و اعدادها كاملة باخبارها المستحدثة للزميل الفقيد عبد محمود با وذلك قبل موعد النشرة باقل من اربع دقائق.

كانت تلك هي اللاحظات الاخيرة لنا مع العميد الفقيد وكانت هي لحظاته الاخيرة مع التلفزة الوطنية التي اعطاها مايزيد على الاربعين سنة من الخدمة والعطاء ضمن مسيرة اعلامية لرجل تشعر انك هو و انك تعرفه منذ الولادة لقربه من الجميع و لحبه الخير للجميع.

كان في تلك الليلة شعلة من النور والحيوية وحتى انني قد لفت انتباهي وانا اسير خلفه الى استوديو الاخبار انه يسير بشكل مستقيم رغم انه كان يعاني من حودبة في الظهر خفيفة وكان في نفسي ان اداعبه واقول له لقد اعادتك هذه الخطوات التي خطوتها من شارع انواذيبو الى التلفزة الليلة شابا يافعا مكتمل الفتوة ،لكن لم يسعفني تعجله وضيق الوقت لمداعبته وممازحته بهذه الكلمات.

لم يدر في خلدي ابدا ان هذه اللحظات هي الاخيرة التي ساتبادل فيها اطراف الحديث مع العميد "با" و لم يدر في بالي انها اللحظات الاخيرة التي ساشاهد فيها تلك الطلة البهية و القامة الفارعة و الحضور المحبوب .

لم يدر في مخيلتي انها اللحظات الاخيرة التي سيتناها فيها الى مسامعي ذاك الصوت الشجي الذي تعرفت عليه وانا في مقتبل العمر يافعا لما تقلم اظافري بعد و كبرت عليه والفته وشائت الاقدار ان اكون زميلا لصاحبه ورفيقا له في معترك مهنة المتاعب.

لقد كان "العميد" الفقيد مدرسة اعلامية وفقهية و اخلاقية متحركة .. ورصيد كبير من التجربة والخبرة والتواضع .

عرفته عن كثب بحكم ارتباطنا في اكثر من نشرة وتواجدي معه في الأيام التي يقدم فيها النشرة الرئيسة/ كان بشوشا و عطوفا ومواظبا على الصلاة حتى اذا لم يكن يفصله الى الوقت اليسير عن تقديم النشرة وقرب زقت الصلاة صلي داخل الاستديو مع حبه و حرصه على الصلاة في مسجد التلفزيون حين يكون متواجدا لاداء عمله هناك .

كان مثالا لكل المثل والقيم النبيلة .. لم تاخذه شحناء يوما مع احد زملائه رغم ان ضغوط العمل الاعلامي و التلفزي خصوصا كبيرة وكثيرة.

كان مواظبا على اداء المهام والعمل الذي يسند اليه بجد واتقان و كان يتجنب المشاركة في الاحاديث التي تكون فيها غيبة او التزلف او شتيمة او خوض في الاعراض.

كان يتصل علي في بعض الاحيان حين ياخذ اجازته بمسقط راسه في "جول" يتبادل معي اطراف الحديث و يمازحني بدعابات يجتنب فيها فاحش الكلام ولغو الحديث ، ويقول لي دائما ان اتحلى بالصبر حين اشكول له بعض الغبن او بعض النوائب "

كنت اشاهد فيه و اتلمس و اتبن زهده في الدنيا وزهده فيما عند الناس وعدم رغبته في التقرب من المسؤولين و الاكتفاء بالنزر القليل الذي يجنيه من كده وعمله .

لقد وافاه الاجل و هو صائم بعد ادائه لصلاة الصبح في اليوم الثاني عشر من ايام رمضان المبارك .

فهنيئا له لانه سيلقى الله وهو صائم ...و هنيئا له لانه سيلقى ربه وهو حافظ لكتابه العزيز عامل حسب علمي ومشاهدتي له بحدوده قبل حروفه.

لا اعرف ولا اعلم في الرجل الامة خريج اسرة العلم الفاضلة و ابن العالم الجليل مؤسس مدار الفلاح "الحاج محمود با" الا كل خير و بر واحسان و علم و تواضع و حسن خلق .

فالى جنات الخلد ايها الزميل الحبيب على القلب ... و الرفيق والاخ الفاضل والمعلم والغدوة الحسنة.

و ليستقر جسدك الطيب المعمد بالمسك في رياحين الجنة" مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُوْلَئِكَ رَفِيقًا ".

اللهم نور مرقده وعطر مشهده و طيب مضجعه و آنس وحشته ونفس كربته واعذه من عذاب القبر وفتنته

اسالك اللهم ان تفتح له بابا تهب منه نسائم الجنة لايسد ابدا و ا ن تلهم ذويه الصبر و السلون وانا الله وانا اليه راجعون .

عودة للصفحة الرئيسية

الصفحة الرئيسية   |   أضفنا إلى مفضلتك   |   من نحن؟    |   اتصل بتا