نظمت زاوية سيدي إبراهيم ادوعلي بقصر "عباني" بولاية آدرار الجزائرية الأسبوع الماضي موسمها السنوي الذي يؤمه الآلاف ويحظي بعناية خاصة من قبل الحكومة والشعب الجزائري، وذلك بحضور وفد من العلماء والباحثين الشناقطة،جاء تلبية لدعوة من الحاج معروف ادوعلي شيخ الزاوية.
وتميز الموسم بمجموعة متنوعة من الأنشطة الدينية والثقافية علي رأسها ختم القرءان الكريم وزيارة ضريح صاحب الزاوية حيث قام المئات من الحفاظ بتلاوة كتاب الله العزيز جماعيا بشكل متواصل من صلاة عصر يوم الاثنين إلي ما بعد صلاة الصبح يوم الثلاثاء الماضي، وبعد دعاء الختم انتقل الحاضرون في موكب مهيب إلي ضريح الولي الصالح سيدي إبراهيم "ادوعلي" وهم يرفعون أعلام الزاوية ويتقدمهم العلماء والمشاييخ (الحاج معروف، مولاي الحاج، مولاي التهامي.. ) والوفد الموريتاني ومجموعة من أحفاد صاحب الزاوية حيث تمت قراءة سورة يس داخل الضريح والتوسل الي الله بصاحب الزاوية لقضاء الحوائج.
وفي مساء نفس اليوم أقيم حفل اختتام الموسم بحضور والي ولاية آدرار ومستشار وزير الشؤون الدينية والأوقاف الجزائري حيث أدي الآلاف من مريدي الشيخ معروف صلاتي المغرب والعشاء في ساحة عمومية خلف الشيخ مولاي الحاج شيخ زاوية "تسفاوت" الذي القي محاضرة ركز فيها علي أهمية الأخوة في الله والتحابب فيه ونبذ الخلافات والفتن وتصفية القلوب، ورحب في نهايتها بالوفد الموريتاني ودعا له ولوطنه بالخيرشاكرا صاحب الدعوة علي تجديد مد "حبال التواصل" بين اقليمي توات وشنقيط، تلتها كلمة للوفد الموريتاني كانت علي شكل قطع شعرية شكر فيها أصحابها صاحب الدعوة والسلطات الجزائرية علي ما لقوه من عناية وحسن وفادة كما أشادوا بالعلاقات التاريخية بين إقليمي توات وشنقيط.
وخصصت زوايا إقليم توات استقبالات حارة للوفد الموريتاني وخاصة زاوية البكريين في تمنطيط وزاوية سيدي الحبيب في "تاسفاوت" وزاوية الحاج ملاي التهامي في آدرار المدينة، والقي أعضاء من الوفد عدة محاضرات وعروض تناولت من بين أمور اخري، العلاقات التاريخية بين إقليمي شنقيط وتوات، ودور العلويين في نشر العلم والمعرفة في بلاد شنقيط والمناطق المجاورة لها وحياة ومناقب العلامة سيدي عبد الله ولد الحاج ابراهيم العلوي...
ويعود تاريخ تأسيس زاوية ادوعلي ــ كما يسمونها في الجزائرــ في عباني، إلي أكثر من ثلاثمائة سنة حين قدم الولي الصالح سيدي محمد ولد بوك ادوعلي إلي إقليم توات قادما من مدينة شنقيط حيث استضافه الشيخ سيدي البكري المتوفى سنة 1133 للهجرة في زاويته بقرية "تنمطيط" وحيث ظهرت كراماته وعلمه مما جعل قري توات تتنافس للفوز به في قصة مشهورة، فمكث فترة في قرية عباني التي أسس فيها زاويته فترة من الزمن قبل أن ينتقل إلي تينبكتو ويستقر بها تاركا زاويته في عباني لولده سيدي إبراهيم الذي مازالت تحمل اسمه إلي اليوم، حيث تستقبل الطلاب وتقوم بتحفيظ القرآن الكريم وتدريس العلوم الدينية كالفقه والتفسير والحديث والتوحيد والعلوم اللغوية كالنحو والصرف والبلاغة، كما تقدم للطلبة الطعام وتوفر لهم الإقامة مجانا كما هو الحال معظم الزوايا في المنطقة، ويقوم عليها الآن خليفته وحفيده الحاج معروف ادوعلي الذي يتمتع بسلطة روحية وبنفوذ واسع في الجزائر بشكل عام ولايات الجنوب بشكل خاص، كما يحظي باحترام وتقدير خاص من طرف الرئيس الجزائري والوزير الأول والحكومة.
وفي نهاية الزيارة شكر صاحب الدعوة الوفد الموريتاني متمنيا له عودة ميمونة إلي وطنه، مشيدا بما قدمه بلد الشهداء (الجزائر) من عناية ورعاية وحفاوة بالوفد منذ وطأت أقدامه ارض مطار هواري بومدين وحتى نهاية الموسم، موضحا أن الأمر يأتي في إطار العناية بالعلماء والأولياء وحسن الجوار، فالجزائر دولة شيم وأخلاق وهي مفتوحة علي مصراعيها لشعوب الجوار وخاصة الشناقطة يقول الحاج معروف.
يذكر أن الوفد الموريتاني ضم مجموعة من العلماء والوجهاء والباحثين من ضمنهم علي سبيل المثال :
ـ عبد الله ولد محمدفال
ــ محمد فال ولد عبد الصمد
ــ سيدي ولد النمين
ــ عبد القادر ولد محمد
ــ أحمد بدي ولد الهادي
ملاحظة : بعض الصور من موقع إذاعة آدرار المحلية