...في اليوم الموعود ذهبت إلى مقر الجريدة حيث التقيت بمديرها الزميل محمد سالم ولد الداه والجريدة هي "الوحدوي"وتعاقدنا شفويا على العمل ابتداء من يوم7 مارس2002.
كان رئيس التحرير وقتها الزميل محفوظ ولد الجيلاني ومعه بعض المحررين الآخرين،وقد استقبلني بحفاوة أذكرها له على مر الأيام كما كان استقبال المدير والزميل محمد سالم ولد الداه لي كذلك.
واقع الصحافة المكتوبة وقتها بموريتانيا كان مكفهرا ومصوحا من الأقلام الجيدة"إلا من رحم ربك"،وكانت الوسائل التقنية شحيحة،كما الوسائل المادية ،حيث لاتستطيع الكثير من الصحف احترام دورية الصدورالتي هي أسبوع رسميا وقد تزيد بفعل صعوبات التمويل وشح المادة الصحفية وضعف الوسائل التقنية.
أذكر أن الانترنت وقتها كان شبه غائب ولم تكن صحافة"لصق وركب" التي هي السائدة اليوم موجودة بل العكس كان لابد لكل جريدة مهما كان حجمها من كتاب يزودونها بالمادة خاصة ذات الطابع غير الاخباري.
السياق العام في البلاد وقتها كان يئن بالكثير من المعاناة للصحافة حيث"المادة11" التي تسلطها وزارة الداخلية على الصحف حيث المواضيع المحظورة هلامية وفي قائمة تتمدد باستمرار.
أيضا كان المشهد السياسي حافلا بالكثير من المطبات حيث الصراع بين حكم ولد الطايع والمعارضة،تماما كما كانت هموم المواطن اليومية في قائمة مطولة لا تجد من يهتم بها في صحافة طبعتها السياسة واستولى على اصحابها هوس جمع المادة من خلال "انشر لمن يدفع أكثر"،وطبعا لانعمم هذه المقولة لأنه بالفعل تمت مصادرة بعض الصحف وحظرها في النهاية على أساس الولاء للمواطن نذكر منها " الراية،العلم".
رست سفينة "طالب الغربة"إذن في بداية الرحلة المهنية بتلك الجريدة وكنت مسؤولا عن التحقيقات الصحفية وصياغة التقارير الاخبارية،وطبعا لم تكن هذه المهمة سهلة حيث أن من يكتبون معي في تلك الجريدة لديهم معرفة جيدة بالواقع ومصادر الأخبار المحلية ولكنهم مثل غيرهم في الصحافة الموريتانية لايولون قيمة تذكر للتحرير وفق القوالب الصحفية التي هي "مقدسة" لدى الاعلاميين مهنيين ال وهي التي تصنع الفرق بينهم والكتاب العاديين بالدرجة الأولى.
جلست مع زميلي ورئيس التحرير محفوظ ولد الجيلاني ليشرح لي بعمق المهمة الموكولة لدي وطبيعة العمل والوسائل المتاحة والجدول الزمني وليمدني بمعلومات عن الواقع المحلي خاصة السياسي ال انا في حاجة لمعرفته على أستطيع انجاز أي عمل صحفي يتم تكليفي به.
وقد ختمت الجلسة مع رئيس التحرير بالاستماع منه للخطوط الحمر التي يجب على كل من يعمل بالصحافة وقتها ان لايتجاوزها حتى لاتتعرض الجريدة لمخالب"الماد11" التي لاتبقي ولاتذر...
هكذا انتهت مقابلتي مع اول رئيس تحرير اعمل معه لتبدأ حكاية جديدة...
بقلم : محمد ولد محمد الامين(نافع)
ملاحظة :
لفهم هذه اليوميات في جزئها الثاني من المفيد جدا مطالعة الجزء الأول منها تحت عنوان :" يوميات طالب الغربة في 67حلقة" ولمن يرغب فيها أن يبعث للكاتب على العنوان البريدي الالكتروني أسفله.
الكاتب نشرت له جامعة جورج تاون الأمريكية في بعض كتبها التي تدرس بجامعات العالم (حلقات من الجزء الاول يوميات طالب الغربة).
للتعليق والملاحظات :
ouldnafaa.mohamed@gmail.com