في ذلك "المنكب البرزخي أرض المنارة والرباط "أرض المروءة و الشهامة و الأصالة ,من الطبيعي أن يتفاعل الناس بشكل إيجابي مع عولمة جارفة تغزونا على حين غفلة وتدخل بيوتنا بدون استئذان،رغم ذلك وجدت نفسي في حيرة وذهول وأنا أتصفح أحد المواقع الوطنية حين طالعني أحد العناوين قائلا : "حسناء تجوب العالم لممارسة الجنس مع 100 ألف رجل"والخبر مرفق بثلاث صور !!!
صحيح أن الصحافة الموريتانية تقول ما تشاء وتكتب ما تشاء وتنشر ما تشاء وقت ما تريد وهي الأولى عربيا ضمن ما يعرف ب"حرية الصحافة".
يقولون "الصحافة مرآة المجتمع "وهي "السلطة الرابعة" فما هو إذن ـ يا ترى ـ دور الإعلام الموريتاني في خلق رأي عام وطني ناضج وفعال ؟
إن الثورة الرقمية التي يشهدها العالم اليوم جعلت الإعلام ركيزة أساسية في بناء الدولة ورمزا من رموز سيادتها ,لذا يتعين على الإعلام (وخصوصا المستقل) لعب الدور المنوط به من توعية للمواطن ورقابة على الحكومة من خلال توفر قواعد الاتصال الأربعة المتمثلة في : المرسل والمتلقي والوسيلة والتأثير.
إن المرسل يجب أن يكون ذلك الشخص الذي يمتلك مؤهلات علمية تؤهله للأخذ بناصية المهنة ومستوى ثقافيا يسمح له بالتفاعل الإيجابي مع جمهوره والاهتمام بكل ما من شأنه أن يساهم في ازدهار الدولة ورقي المجتمع.
وفي المقابل يجب على المتلقي أن يتحلى بثقافة دينية واجتماعية تخلق لديه مناعة ضد كل مؤثر قد يخدش ثنائية الدين والوطنية.
أما ثالث العناصر فهو الوسيلة الإعلامية التي من خلالها توجه الرسالة ويتجلى دورها في الأمانة والمصداقية وخدمة الصالح العام لتظل الرسالة الإعلامية محاطة بالقدر الكافي من الرعاية حتى يتحقق الهدف الأسمى للإعلام المتمثل في النهوض بالمجتمع وبناء الدولة الديمقراطية المزدهرة.
وهكذا تتضافر هذه العناصر الثلاثة لتؤدي إلى العنصر الرابع الذي هو التأثير والذي ينبغي أن يكون إيجابيا.
وللحصول على إعلام بتلك الخصائص نقترح الحلول التالية :
ـ الاهتمام بالتربية الدينية.
ـ تنمية الاتجاهات السلوكية البناءة والمثل العليا في المجتمع.
ـ توعية المواطن بحقوقه وواجباته.
ـ تلمس مشكلات المجتمع والبحث لها عن حلول .
ـ نبذ الدعاية وإثارة الحساسيات.
ونظرا لإكراهات الواقع التي يعيشها المرسل -محليا - والتي من بينها القبلية و الجهوية و النقص في التمويل والبحث عن جمهور متلق يتأثر بالرسالة الإعلامية ويتفاعل معها ومن أجل خلق بيئة مناسبة لمثل هذا الاعلام فإننا نقترح ما يلي :
ـ التحررمن القبلية والتمسك بالوطنية .
ـ جعل المصلحة العليا فوق كل اعتبار.
ـ زيادة التمويل الممنوح من قبل الدولة للصحافة المحلية - حسب معايير مهنية نزيهة - حتى تبقى ثقافة الجيوب بعيدة عن مهنة المتاعب.
ـ مزيد من الاهتمام بقطاعي التعليم والثقافة للحصول على مجتمع متعلم ومثقف.
وخلاصة القول هي إن تأسيس إعلام فعال - حسب تلك المواصفات- يمكن في النهاية من خلق رأي عام وطني ناضج وفعال في ظل دولة مزدهرة ومجتمع بعيد عن شتى الإنحرافات.
medvall09@gmail.com