ماهي أكثر الدول إنتاجا وتصديرا للبطيخ ؟ :|: الرئيس يدشن مخزنين للأمن الغذائي في كيفة :|: عودة رئيس الجمهورية من ولاية لعصابه :|: تآزر : قمنا بتحويلات نقدية لآلاف الأسر في العصابة :|: وزيرة : تضاعف عدد المؤمنين لدىCNAM :|: الجيش المالي يتفق مع موريتانيا على تأمين الحدود :|: أبرز المشاريع التنموية التي أطلقها الرئيس في كيفه :|: تكليف شركةسعودية بدراسة جدوى خط أنابيب للغاز بموريتانيا :|: رئيس الجمهورية يصل إلى مدينة كيفه :|: مدير BP موريتانيا : علاقتنا متميزة مع الحكومة الموريتانية :|:
أخبار
اقتصاد
تحقيقات وتقارير
مقابلات
منوعات
الرأي
مواقع

الأكثر قراءة

متى يكون أكل البطيخ مميتا.. ؟ !!
تعدين الجبس وتجارته الدولية/ اسلك ولد احمد ازيد بيه
الكودالوجيا وصناعة التأثير/ المصطفى ولد البو كاتب صحفي
تصريح "مثير" للنائب بيرام اعبيدي
AFP : موريتانيا أرسلت أدلة على مقتل مواطنيها لمالي
بعد تحديد معايير التزكية... من هم مرشحو الرئاسيات ؟
جولة في حياة الفقيد محمد ولد إبراهيم ولد السيد
تحديث جديد على "واتساب" يثير غضب المستخدمين !
أصغر دولة في العالم يسكنها 25 نسمة فقط !!
محامي يحذر من تضررصحة موكله الرئيس السابق عزيز
 
 
 
 

لماذا أنا أبكي اليوم الأوّل من المحرّم الحرام.؟

* أحمد إبراهيم (كاتب إماراتي)

dimanche 3 novembre 2013


· في مثل هذا اليوم من كل عام، ومنذ 1435 سنة ..

· تُضاءُ شمعة فرح في كلّ بيت محرابه إلى الدُّنى نحو البيت العتيق القديم ..

· وفي كلّ قلب نبضاته إلى العُلى نحو العرش العظيم ..

· وأنا بيتي للبيت العتيق يفديه بالمكان والمكين والزمان .. ولكنّي ..!

· ومنذ ثمان سنوات، ورغم فرحة ميلاد الهجري المبارك في بيتي وفي قلبي من أب عند جد .. إلاّ أنني .. ومنذ عام 2006

· صرتُ أباكيه هذا اليوم بالذات

· وهو يباكيني أنا بالذات.!

 
توفّيت والدتي رحمها الله قبل ثمان أعوام، يوم الأول من المحرّم الحرام عام 2006، وأستسمح اليوم الصفحات القيّمة لصحيفة (صحيفة الحصاد الموريتانية) الغرّاء، ومعها القرّاء الأعزّاء على مساحة قصيرة بإسم الأم التي فارقت حياتها ولم تفارق حياتي .. إذ لامساحة لأمّي مهما كانت هى .. ولكن كل المساحات للأم أينما كانت هى.
 
أطال الله في أعمار أمهاتكم أحبّتي..!

ولكن من إفتقد أمه مثلي يوافقني رأياً ان الأم شجرةٌ ثامرة خضراء، تبقى ثأمرة بأزهارها بأغصانها بأوراقها، تبقى ولاتفنى .. والأثمار هى الأخرى تبقى بلابل تغرّد للأم فوق رأسها، فوق نعشها، وفوق لحدها، ويتيم الأم يبقى يناجي أمه ولو رضيعاً بـ :(أين اللبن؟) ، او عجوزا بـ :(أين الكفن.!) ..

يبقى مراهقاً خمسينياً او سبعينياً يترصّد خلف الباب، قد تفتحه يدٌ يعرفها تعرفه بحسرات :

(أمّاه ألا تأتيني.؟ .. وأقول للموت دونك يأتيني؟ .. ولا يأتيني.!)
 
عام 2006 كانت لحيتي غابةً سوداء لايسكنها غبار البياض بالإيجار ولا التمليك، ولم تقتحمها شعرةٌ بيضاء بالزيارة او الترانزيت.!

لكن زوجتي تقول "أنت رجعت بعد الدفن من المقبرة بلحية مغبّرة، فضفضتها لك باليدين ولم تنفع ولا المنشف تكفّل بإزالة الجليد، إنه غزو البياض لمراهق عجوز كان يريد الهرولة في فناء البيت وبين الغرف إعتادت أمك ان تناجي ربها بالتهجّد والتراتيل، وأنت تذرف الدموع اليوم تناجيها (وينيج يايُمّة وينيج.!)
 
الأمُّ المدرسة، هى تلك التي روّضتك على حب كل الأمهات، من أم القرى إلى أم المؤمنين، ومن أم القرآن إلى الأمّ الوطن ..

هنا تحضرني أسطورة يقال انها حقيقية عن أخطر لصّ في القارة الآسيوية، ذاع صيته وأشتهر بإسم (سلطانة داكو) في الأربيعينات أوالخمسينيات وعملت فيه روايات وأفلام، بأنه من أخطر اللصوص المهرة بعصاباته المنظمة في الجبال والوديان بالقارة الهندية، أعجزت الجيش والشرطة والعساكر لما يزيد على عشرين سنة، ويوم قُبض عليه وأقتيد إلى حبل المشنقة، سألته المحكمة عن آخر أمنية قد تحققها له قبل الشنق؟

فطلب أحضروا لي أمي هنا في القاعة، وسأحدد طلبي .. وحضرت، فطلب من المحكمة قصّ لسانها امام عيينيه كآخر أمنية له في ما تبقى له من دقائق.!
 
طيب، ولماذا تريدنا ان نقصّ لسان أمك يا مستر لصّ.؟ .. ألا يكفيك منذ عشرين سنة وأنت تقطع رقاب مئات الأبرياء وتفري كبد الأمهات..!؟

فأجاب مستر لص : (سيدي القاضي، كنت في الخامس من عمري، يوم سرقت أول بيضة من بيت الجيران، فقالت لي أمي هذه "برافو ياولد"..!)

أمّأه لا أنسى زعلك منيّ إذا أخرت صلاة الفجر نوماُ، وصراخك في وجهي إذا إنشغلت بالدنيا وتركتها يوما، وإرضاعك في أحشائي حب الدين الإسلام، وحب الوطن من الإيمان

حقاً أنها باقات الأمومة ظلت معي في سفينة الحياة، ويبقى يضوع شذاها ويفوح عبيرها أينما كانت للسفينة مجراها ومُرساها.
 
وكما أن الأم المدفونة تحت التراب لم تمت عن نبضات قلوبنا الأحياء، كذلك قلبها لم يمت عن الدعاء لإبنها البار وإبنتها الصالحة ..

أوافق الشاعر العربي الذي رسم نبضات قلب الأم الميتة حيّاُ يرتجز لإبنها الذي شقّ قلبها بالخنجر للمال والجوهر :
 

غرى أمرؤُ يوماً غلاماً جــــاهلاً *** بنــقوده كــيمــــا ينـال به الوطـــر

قال ائتني بفؤاد امك يافتــــــــــى *** ولــك الـلآلئ والجواهر والـــــدرر

فمضى وأغرز خنجراً في صدرها *** والقــلب أخــرجه وعاد على الأثر

لكنه من فرط سرعته هـــــــــوى *** فتـعـفـر الـقلـب المـــخرج إذ عـثـر

ناداه قلب الأم وهو معفــــــــــــر *** ولدي حبيبي هل أصابك من ضرر

فكأن هذا الصوت رغــــــم حنوه *** غضــب علـيه من السماء قد انهمر

فإسـتل خـنـجـراً لـيـطــــعن نفسه *** وتكــون فيه عــبـــــرةً لـمـن اعتبر

* أحمد إبراهيم (كاتب إماراتي)
البريد الإلكتروني : ui@eim.ae

عودة للصفحة الرئيسية

الصفحة الرئيسية   |   أضفنا إلى مفضلتك   |   من نحن؟    |   اتصل بتا