بسم الله الرحمن الرحيم
أجد صعوبة كبيرة في الكتابة عن الشيخ المختار ولد حرمة ولد ببانة لعدة اعتبارات منها الاجتماعي ومنها السياسي لكن مكانة الرجل في قلبي وتقديري الخاص له وحرصي على مصلحة الوطن فرض علي أن أكتب عنه
من الصعب اختزال الشيخ ولد حرمة ولد ببانة في مجرد طبيب فهو شخصية تجمع بين الفقه والسياسة والأصالة والمعاصرة كما أنه أخذ من والده المناضل الرمز أحمد ولد حرمة سمتي الشجاعة والوطنية إضافة إلى ما يتحلى به من أخلاق فاضلة هي نتاج بئة يصدق فيها قول الشاعر :
ولاغرو إن طابت صنائع ماجد
كريم فماء العود من حيث يعصر
لقد استطاع الدكتور الشيخ ولد حرمة ولد ببانة شق طريقه السياسي انطلاقا من نهج يقوم على المبدئية مفضلا الانسجام مع الذات على المحاباة والمجاملات السياسية كلفه ذلك ما كلفه وشواهد التاريخ ناطقة بذلك فقد رفض ضغوط الحزب الجمهوري في الفترة الطائعية غير منصاع للإغراءات والمقايضات السياسية المشبوهة كما دافع عن حصول الإسلاميين على حقهم في التحزب وقد كلفته هذه المواقف السجن والإبعاد ولم يزده كل ذلك إلا صلابة وجرأة حيث ساهم بفعالية في ترشيح الرئيس محمد خونة ولد هيدالة المعارض العنيد حينها لولد الطائع
وما إن طويت الصفحة الطائعية حتى كان من من أهم داعمي الرئيس محمد ولد عبد العزيز وهنا أيضا يذكر له التاريخ أنه لم يأبه بالضغوط التي مورست عليه سعيا للتخلي عن ذلك الدعم
وعلى كل حال فإنني لن أكلف نفسي البحث في مد لولات ما كتبه الدكتور الشيخ المختار ولد أحمد ولد حرمة لأن أهل مكة أدرى بشعابها مني ولكنني أعرف فيه من الوطنية والنزاهة الأخلاقية ما يجعلني التمس له أحسن المخارج
ولعل خلاصة ما أريد ه من وراء هذا الحديث الصريح أن ما يتميز به الرجل من كفاءة وفاعلية ووطنية ونزاهة فكرية وصراحة تجعل استعادته بالنسبة للدولة والحزب مسألة في غاية الأهمية لهذا أقول لرئيس الجمهورية إنك بمثابة الأب للجميع فإن غضب أحد الأبناء أو ألح على فكرة أو أثار أسئلة غير مطروقة بل وحتى غير مقبولة فإن ذلك لا يعني قطع شعرة معاوية مع ابنك كما لا يعني نهاية العالم وعليك أن تتدخل وتضع الأمور في نصابها لأنك أب للجميع وحكم ارتضاه الجميع
ذلك رأيي وتلك نصيحتي والله المستعان
عبد الحي ولد محمد يحظيه