(العربية-نت) تنوعت مضامين خطابات الأحزاب الموريتانية في اليوم الأول، الجمعة، من الحملة الانتخابية الممهدة لانتخابات 23 نوفمبر، بين استعراض الإنجازات وتبرير المشاركة في الانتخابات، فيما تركزت وعود المترشحين على حل مشاكل المقاطعات وإصدار قوانين تهم حقوق الإنسان ومحاربة الفقر.
وخصص كل حزب مشارك احتفالا خاصا بمناسبة انطلاق الحملة الانتخابية، واستمرت السهرات حتى ساعات الصباح، وعكس حجم الحضور وزخم المهرجانات اختلاف الشعبية بين القوى السياسية المشاركة في الانتخابات.
واحتشد المئات من أنصار حزب الاتحاد من أجل الجمهورية الحاكم خلال المهرجان الافتتاحي للحملة الانتخابية، الذي حضره عدد من أعضاء الحكومة، فيما يشبه استعراضا للقوة. واعتبر المراقبون أن الحشود الكبيرة تؤكد أن النظام سحب البساط من تحت أقدام المعارضة، وأغرى الشارع ببالون الانتخابات، وحوّل الأنظار عن مطلبها المتمثل في تأجيل الانتخابات وإطلاق حوار وطني.
وفي الوقت الذي نجحت بعض الأحزاب في إطلاق حملتها الانتخابية واجتذاب المئات من الأنصار، عانت بعض الأحزاب من سوء التنظيم وضعف الإقبال، ولم تظهر أحزاب أخرى بالحجم الذي كان متوقعا وغلب الإحباط على انطلاقة حملتها.
وفي مهرجان الحزب الحاكم، اعتبر المتحدثون أن تحقيق الحزب لنتائج كبيرة في الانتخابات يعد تثمينا لما أسموها المكتسبات التي حققتها البلاد في ظل نظام الرئيس محمد ولد عبد العزيز.
وتحدث رئيس الحزب محمد محمود ولد محمد الأمين عن الإنجازات التي تحققت خلال حكم الرئيس الحالي ولد عبد العزيز، وأضاف أن أغلبية برلمانية مريحة هي وحدها الضامن لمستقبل البلد وديمقراطيته، مشددا على أن السباق الانتخابي الحالي يحتاج للكثير من الجهد حتى يتمكن الحزب من تحقيق أغلبية تضمن له تحقيق برنامجه.
واعتبر أن قرار منسقية المعارضة مقاطعة الانتخابات لم يكن مبررا ولا منطقيا، نظرا "للإصلاحات التي تضمن الشفافية الانتخابية، وفي العموم نأمل ألّا تكون هذه المقاطعة عن سوء نية للإضرار بمستقبل البلد الديمقراطي".
وفي المهرجان الانتخابي الذي نظمه حزب تواصل الإسلامي، الذي خالف أحزاب المعارضة وقرر الترشح للانتخابات، قال رئيس الحزب محمد جميل ولد منصور إن "المعارضة موقف والمشاركة اختيار"، وبرر ولد منصور قرار حزبه المشاركة في انتخابات تقاطعها المعارضة بالقول إن الحزب سيظل معارضا، وإن المشاركة في الانتخابات ليست سوى خيار تم فرزه من بين خيارات أخرى.
ودعا ولد منصور مرشحي حزبه إلى العمل الدؤوب من أجل شرح مبادئ وأهداف الحزب للناخبين، مشيرا إلى أن الحزب يخوض منافسة مع من أسماه بـ "المخزن، والأحزاب المنبثقة عنه".
وإلى ذلك، جاء خطاب رئيس حزب التحالف الشعبي، مسعود ولد بالخير، جريئا كعادته حين أكد أن تنظيم الانتخابات تأخر كثيرا بسبب التوتر السياسي الذي تشهده البلاد منذ الانقلاب العسكري الذي أطاح بالرئيس المنتخب سيدي محمد ولد الشيخ عبد الله سنة 2008، وهو تصريح غير متوقع في هذا الظرف من طرف ولد بالخير الذي يرأس البرلمان الحالي، بعد تحالفه مع الرئيس محمد ولد عبد العزيز الذي قاد الانقلاب على ولد الشيخ عبد الله.
وانتقد بالخير ضمنيا المعارضة حين قال إن سعي بعض الأطراف السياسية لتوتير البلد عن طريق نهج العنف والتظاهر ومحاكاة الربيع العربي، لن يؤدي إلى التغيير المطلوب، داعيا الأطراف السياسية بموريتانيا إلى المحافظة على الوحدة الوطنية.