حقق حزب التجمع الوطني للإصلاح والتنمية "تواصل" نتائج طبية في الانتخابات البلدية والتشريعية الأخيرة حيث فاز ب 16 مقعدا في البرلمان ومئات المستشارين البلديين، وكانت مفاجأة كبيرة لمعظم المراقبين أن يأتي في الرتبة الثانية في الانتخابات التي أعلنت نتائج شوطها الثاني أمس الأول.
في التحليل التالي نعرض ــ من وجهة نظرنا ــ لأهم العوامل التي ساهمت في حصول حزب "تواصل" على تلك النتائج .
بداية أن نشير إلى أن الأحزاب الاسلامية ــ ومن بينها حزب "تواصل" ــ تتمتع بميزات تعد سمات مشتركة فيها جميعا وهي الرصيد النضالي والتنظيم الجيد واستغلال وسائل الاعلام (اتقان فن الدعاية واتساع دائرة العلاقات أفقيا وعموديا) وتوفر مصادر كثيرة للتمويل.
ولكن إذا ماستثنينا تلك العوامل فإنها ليست وحدها التي صنعت نجاح حزب"تواصل" الأخير وان كانت ساهمت فيه بل إن عوامل أخرى كثيرة كانت وراء هذا النجاح ومن أهمها :
1- استفادته من شعبية الأحزاب المقاطعة للانتخابات في المنسقية
2- ترشيح مغاضبين للحزب الحاكم ليس لهم تاريخ نضالي في الحركة الاسلامية (واد الناقة والنعمة مثلا)
3-جنى ثمار الحوار السياسي الذي قاطعه الحزب وناضل ضده بكل قوة في منسقية المعارضة ( وجود لائحة وطنية للنساء مكنته من الحصول على 3 مقاعد برلمانية، ضمان الحفاظ على المناصب البرلمانية والبلدية لصالح الحزب ،،،،)
4- الاستفادته من التمويل الاستثنائي الذي وفرته الدولة للحملة.
كل هذه العوامل ضمنت للحزب كسب منصب زعيم المعارضة والحصول على التمويل من خزينة الدولة كثاني أكبر الأحزاب السياسية في البلد اضافة الي دخول مناطق جديدة كانت معاقل للحزب الحاكم مما سيمكنه من بناء قاعدة شعبية ونسج علاقات تخدم طموحاته السياسية.
ومهما يكن من أمر فإن حزب"تواصل" كان مفاجأة انتخابات 2013 ويبقى أمامه تحديان كزعيم للمعارضة على مدى الخمس سنوات القادمة :
*كيف ستكون علاقته بالسلطة (هادئة أم صدامية؟)
*كيف سيوحد جسم المعارضة الموريتانية الذي بوجد في حالة تشتت بعضه مقاطع وبعضه مشارك في الانتخابات؟
الحصاد