عقدت هيئة الدفاع عن المعتقلين الموريتانيين في معتقل غوانتانامو مؤتمرا صحفيا أمس الخميس في نواكشوط، شاركت فيه المحامية الأميركية دينكا تيريسا ميشيل، والمحقق البريطاني تشينغ كريستوفر لي، والمحامي الموريتاني إبراهيم ولد أبتي، وتحدثت فيه الهيئة عن نتائج لقاءاتها بالمسؤولين الموريتانيين وتطورات ملف المعتقلين.
وقال المحامي إبراهيم ولد أبتي إن المعتقلين الموريتانيين في غوانتانامو -وهما محمد ولد صلاحي وأحمد ولد عبد العزيز اللذين أمضيا أكثر من 12 عاما- يتم حبسهما خارج القانون.
وأضاف أن قاضيا فيدراليا أمر بإطلاق محمد ولد صلاحي لعدم وجود أي دليل يدينه، لكن الحكومة الأميركية استأنفت القرار، فيما لم يمثل أحمد ولد عبد العزيز أمام أي محكمة مدنية أو عسكرية، لأنه لا يوجد بملفه ما يمكن من تقديمه للمحاكمة.
وأشار ولد أبتي إلى أن هناك ظروفا أميركية وإقليمية مساعدة على إنهاء معاناة المعتقلين، أبرزها تعهد الرئيس الأميركي باراك أوباما بإغلاق المعتقل والضغوط الشعبية والحقوقية الأميركية والعالمية للوفاء بهذا التعهد.
وأضاف ولد أبتي أن تولي موريتانيا رئاسة الاتحاد الأفريقي يشكل عاملا مساعدا في إطلاق الرجلين، خاصة أن هذه السنة ستشهد انعقاد القمة الأميركية الأفريقية، وسيترأس الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز الجانب الأفريقي فيها، مما يتيح له طرح قضية غوانتانامو كقضية حقوقية أمام الرئيس الأميركي الذي طالما دعا الأفارقة إلى احترام حقوق الإنسان.
وقال إن هيئة الدفاع لاحظت "روحا جديدة" في تعاطي المسؤولين الموريتانيين مع قضية السجينين "حيث لمسنا تفهما واستعدادا لبذل كل الجهود لإطلاقهما في أقرب وقت".
وأضاف أن وزير الخارجية الموريتاني أكد أنه بحث الأمر مع الخارجية الأميركية، ويتابع الملف مع المسؤولين فيها.
من جانبها، أكدت المحامية الأميركية دينكا تيريسا ميشيل التي تدافع عن ولد صلاحي ما ذهب إليه ولد أبتي من عدم وجود أي مسوغ قانوني لبقائه في السجن، حيث لم تتمكن سلطة الاتهام في غوانتانامو من تقديم دليل يدينه.
وكشفت ميشيل أنها التقت ولد صلاحي في فبراير/شباط الماضي وكانت حالته الصحية جيدة، إلا أن معاناته كبيرة بسبب ما تعرض له من تعذيب على أيدي سجانيه، وأضافت أنه رغم أن التعذيب توقف، لا تزال تأثيراته شديدة نظرا لفظاعته، حسب وصفها.
وقالت إنها عندما التقت ولد صلاحي شعرت بعمق معاناته، خاصة في جوانبها الإنسانية، حيث يعيش منذ أكثر من عقد من الزمن بعيدا عن ذويه، مما يجعله غير قادر على تعرُّف أفراد عائلته الذين ولدوا بعده، ولا على الأطفال الذين كبروا في غيابه، مضيفة أنه "أمر مؤلم له ألا يكون جزءا من حياتهم".
الجزيرة نت "بتصرف"