يشهد العالم اضطرابات في مناطق متنوعة منة، وتأتي الأزمة الأوكرانية على رأس تلك الأزمات التي ألقت بظلالها على الاقتصاد العالمي، في الوقت الذي ينشغل فيه الساسة والزعماء بالوضع السياسي أيضا، يدرس المستثمرون، ورجال الإعمال سيناريوهات تداعيات عدم الاستقرار في أوكرانيا على أعتى اقتصاديات العالم
تعتبر أوكرانيا رابطا مهما بين روسيا وبقية دول أوروبا.. لا تتحكم باقتصادها مثلما كانت من قبل، ولكنها من دون شك تتحكم في جغرافيتها.. روسيا تزود أوروبا بربع حاجاتها من الغاز، ونصفها يتم ضخه بواسطة الأنابيب التي تعبر أوكرانيا، ولو قررت موسكو قطع الإمدادات مثلما فعلت سابقا فإن أسعار الطاقة سترتفع.. موقع أوكرانيا الاستراتيجي يتأثر بالاضطراب السياسية، لاسيما أنّها قنطرة رئيسة بين روسيا والأسواق الأوروبية كما أنها أحد أكبر مصدري الحبوب
في تقرير سابق لمنظمة الأغذية والزراعة “الفاو” يشير إلى أن فاتورة الغذاء عالميا سترتفع بسبب الأزمة الأوكرانية التي ألقت بظلالها على أسعار القمح، والذرة، حيث ارتفعت بنسبة 19% و25% منذ بداية يناير الماضي، خاصة أن أوكرانيا تحتل المركز السادس على مستوى العالم في تصدير القمح بعد روسيا، وأمريكا، والمركز الثالث في صادراتها العالمية للذرة، مع الأخذ في الاعتبار تدهور قيمة العملة الأوكرانية “هريفنيا” بالمقارنة مع الدولار منذ بداية الأزمة.
وكانت زيادة إنتاج أمريكا للذرة خلال العام الماضي قد أدى إلى انخفاض الأسعار، كما أن الإنتاج العالمي للحبوب الزراعية والأرز قد بلغ 2 مليون و515 طنا خلال عام 2013، ويعد هذا رقما قياسيا، كما أن المخزون العالمي بلغ 5,578 مليون طن، ولكن التغيرات المناخية والأزمة الأوكرانية تسببت في تذبذب الأسعار.
وتعد روسيا أكبر مصدر للقمح في العالم وتشتهر أوكرانيا بأراضيها الزراعية الخصبة، مما جعلها من أكبر منتجي القمح في العالم، بالإضافة إلى غاباتها التي تنتج كميات كبيرة من الأخشاب، مما أتاح لها مناخًا تجاريا واستثماريا ممتازا.