أصدرت الصحافية الإسبانية، بياتريز ميزا غارسيا، كتابا جديدا تحت عنوان "أكذوبة الجهاد : تجارة المخدرات بالساحل"، تناول بالدرس والتحليل الوضع المتردي بهذه المنطقة حيث تتفاقم إشكالات الاتجار بالمخدرات مع الاتجار بالبشر والهجرة والإرهاب.
وجاء الكتاب ليتوج رحلة شاقة دامت أربع سنوات جالت فيها الصحافية غارسيا، مراسلة إذاعة "كوبي" الإسبانية، في عدد من دول المنطقة لجمع معلومات ومعطيات حول التنظيم المذكور.
وقالت غارسيا، في كلمة خلال حفل تقديم كتابها أمس في مدينة لاس بالماس، إن الكتاب، الذي ينطلق من حادث اختطاف ثلاثة إسبان عام 2009 على الطريق الرابط بين نواكشوط ونواذيبو، من طرف كوماندوس تابعة لتنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي التي يتزعمها الجزائري مختار بلمختار، يسعى إلى تشريح طبيعة "الهجمة الجهادية في شمال مالي".
وأبرزت الصحفية الإسبانية أنها أجرت حوارات مع بعض العناصر الموريتانية التي راجعت مواقفها وخرجت من صفوف التنظيم، ومع رهائن إسبان بينهم روك باسكال وبيير كامات، ومع من كلفوا بمهمة الوساطة مع المختطفين خلال تلك الفترة، وتجار مخدرات، وضحايا مدنيين للنزاع في مالي، ولاجئين.
ويعتبر هذا الكتاب الذي يقع في 300 صفحة والصادر عن دار "داليا" للنشر، "تحقيقا حول الوضع المتأزم بمالي عقب التدخل الفرنسي الأخير"، ويسعى إلى تحليل انعكاسات ما يسمى "الربيع العربي" على تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي الذي استفاد من عمليات تهريب كبيرة للسلاح من ليبيا، خاصة بعد سقوط نظام القذافي.
ومن بين الخلاصات التي توصلت إليها مؤلفة الكتاب في عملها الاستقصائي هذا أن عوامل "الفساد وانتشار المخدرات والإرهاب الجهادي هي التي تتسبب في تقويض أركان الدولة".
وبحسب الصحافية فإن "الأوضاع الاجتماعية المتردية تقف وراء استغلال المنظمات الإجرامية، التي تختطف وتقتل الأبرياء باسم الإسلام، للجيل الصاعد بالمنطقة".
وتعمل بياتريز ميزا غارسيا متعاونة مع مجلة (إل بيريوديكو دي كاتالونيا)، ومجلة (أفكار - إيدي) ، والمعهد الإسباني للدراسات الاستراتيجية التابع لوزارة الدفاع، وقناتي (تيلي سينكو) و(تيلي فيسا)، كما أنها عضو بمركز جاك بيرك بالعاصمة المغربية الرباط.
صحراء ميديا