في يوم 02 نوفمبر سنة 1917 أطلق وزير الخارجية البرطاني جيمس آرثر بلفور ما بات يعرف باسم وعد ""بالفور و هو الوعد الذي تم بموجبه، و بدعم من الغرب، تقسيم أرض فلسطين و منح جزء منها وطنا للصهاينة و عند صدور الوعد احتج بعض البرلمانيين البريطانيين على وزير خارجيتهم بحجة أن الوعد سيثير ثائرة العرب و ربما وقعت ردود فعل و لكن بمرور الوقت و بعد تنفيذ الوعد فعليا رجع وزير الخارجية إلى النواب ليقول أمامهم كلمته المشهورة :( أ رأيتم أن التقسيم قد تم و أنه لم ينبح كلب عربي واحد) نهاية الإستشهاد.
تذكرت هذه المقولة المريرة و أنا أتحسر على صمت المهندسين الزراعيين بعد المهزلة التي حصلت بتدخل متدخلين غرباء على الزراعة باسمها في لقاء الشباب بفخامة رئيس الجمهورية.
قد يكون البعض منهم قرأ السطور القليلة التي نشرت على صفحة موقع الحصاد كردة فعل سريعة لكن جلهم لم ير و لم يسمع ما حصل من كتابة و مكالمات مع بعض قادة النقابة السابقين و الحاليين. و قد كان أفضلهم ردا من عبر عن استنكار ما حدث و لكن و حسب علمي (لم يكتب مهندس زراعي واحد).
قد لا نستغرب غياب المهندسين عن ذلك اللقاء التاريخي و لكن أستغرب الصمت المخجل بعد ظهور النتائج و أفسر الغياب و الصمت معا بانقسام المهندسين إلى ثلاث مجموعات لكل منها ظروفه الخاصة :
1- مجموعة قليلة العدد من كبار الموظفين، كبار السن نسبيا، يعرفون القطاع تمام المعرفة، مشاكله و آفاقه. لقد حصلوا على مناصبهم السامية بعد جهود مضنية و لم يعد يهمهم سوى الحفاظ على تلك المناصب و قد يكون لهم كامل الحق في ذلك من منظور معين. بلغني (و لم أشاهد) أن بعضهم يتحاشون التعاطي مع بقية المهندسين من خارج هذه الطبقة و كأنهم لم يسمعوا قول الشاعر :
إن الحياد عن الأحبة جفوة مهما تلطف في العبارة والتوى
2- مجموعة من صغار و متوسطي الموظفين، معرفة كل واحد منهم بالقطاع تتناسب مع تجربته الشخصية، يتطلعون إلى الترقية في السلم الوظيفي و لم يعرفوا بعد ما هي أفضل السبل لذلك و يبدو أن السكوت وسيلة مفضلة لدى جلهم. و كأنهم لم يسمعوا قول الشاعر :
إذا المرء لم يدنس من اللؤم عرضه فكل رداء يرتديه جميل
و إن هو لم يحمل على النفس ضيمها فليس إلى حسن الثناء سبيل
3- جماعة من الشباب عانوا كثيرا من البطالة فالتحقوا أخيرا بميدان الإنتاج و لعل نمط التفكير عندهم قد تغير بعد أن تسلموا قيادة النقابة فخبا حماسهم الذي كان متقدا لتحقيق أهداف النقابة المتمثلة أساسا في الدفاع عن المصالح المادية و المعنوية للمهندسين الزراعيين فضلا عن تطوير القطاع خدمة للوطن و المواطن. و كأنهم لم يسمعوا قول الشاعر :
وما المرء إلا حيث يجعل نفسه و إني لها فوق السماكين جاعل
لقد هممت بنشر سلسلة مقالات مركزة تتعلق بمواضيع التشخيص الأعرج للقطاع و التوصيات غير الموضوعية التي صدرت عن من تكلموا باسم الزراعة في لقاء الشباب و هم لا يعرفون عن الزراعة إلا اسمها على ما يبدو(انظر الملحق) و لكن صمت المهندسين حل عزيمتي و دفعني إلى الصمت مثلهم في انتظار أن يخرج من تحت الأنقاض من يتألم فيتكلم.
و أخيرا أقول لكل المهتمين بقطاع الزراعة كما قال الشعر نزار قباني :
سامحوني إذا بدوت حزينا فوجه المحب وجه حزين
ملحق : ما نشر حرفيا في موقع الحصاد بعد اختتام اللقاء هو :
ورشة والزراعة والتنمية الحيوانية والصيد والبيئة :
الزراعة :
المشاكل : صعف الاستصلاح وقلة الماء والآليات نقص التمويل غياب التنوع الزراعي النقل والحفظ والتسويق والتوزيع.
حلول انشاء مختبر وطني لانتاج النخيل نظرا لضياع 50%من أنواع النخيل دعم المرزاعين بالآليات زراعة النحل وانواع جديدة من المحاصيل، استراتيجيات على المدى البعيد
انشاء شركة لشراء وتسويق المنتجات انشاء شركة وطنية لدمج الشباب في قطاع الزراعة.
*الكاتب : مهندس زراعي