الحمد لله و كفى و الصلاة والسلام على الحبيب المصطفى
من حبيب الله بن الهريم مهندس زراعي، إطار في شركة صونادير
إلى معالي الدكتور سيدي بن سالم
معالي الدكتور، لقد أجدتم و أفدتم في البيان ولكن .......ز
أشير في البداية إلى أنني قد لقيتكم مرة في مكتبي في مدينة روصو فور توليكم لمنصب المدير العام لشركة سوكوجيم و أنا يومها أشغل منصب المدير الفني لمكتب دراسات متعاقد مع تلك الشركة و قد أعجبني منكم، من بين أمور أخرى، ذلك التواضع الذي يغلف الهيبة و الثقة بالنفس فضلا عن سرعة البديهة و الوضوح في التعبير و أهنئكم على الثقة التي منحكم فخامة رئيس الجمهورية و أتمنى لكم التوفيق لما فيه صالح العباد و البلاد.
لقد وقفت اليوم (19/05/2014) على بيانكم بمناسبة تقلدكم المهام الجديدة و أنا من الفئة غير السياسية الصامتة التي أشرتم إليها في البيان المذكورلكن هذا البيان أرغمني على الكلام فأقول إنني قد أعجبت كثيرا بكل الأفكار الواردة فيه و لكن صدمني غياب أخرى و الكمال لله وحده.
إن المحاور السبعة التي تحدثتم عنها، و يبدو من طرحها في هذا الوقت أنها قد تشكل أساس البرنامج الإنتخابي للحملة التي تديرونها، تبدو لي بالغة الأهمية و تتنافس على الرقم ثلاثة من حيث الأهمية باعتبار أن الأرقام الأول و الثاني قد بقيا في المحبرة كما يقول المحظريون.
معالي الدكتور إن جهود الإصلاح أيا كان المتكلم عنها يجب أن تبدأ بقطاع التعليم.
لن يختلف اثنان مهما كابر أحدهما على أن نظام التعليم عندنا يعاني كثيرا من الأزمات البنيوية و إن جميع البنى التحتية التي نقوم بها و تشجيع العاملين قد تعتبر هدرا للمال العام ما لم يسبقها إصلاح جيذري للنظام التربوي و على كل من يهتم بأمر هذا البلد الغالي أن يجعل إصلاح التعليم في أولوية الأولويات و هذا موضوع فوق الخلافات السياسية ومن البديهي أن أي مجهود وطني يقام به في أي مجال مآله إلى الفشل ما لم يستند على نظام تربوية متكامل و جاد.
إذا تم وضع تصور واقعي لإصلاح حقيقي لنظام التعليم مشفوعا بآلية للتنفيذ سيكون الرقم الثاني على قائمة الأولويات الوطنية من نصيب قطاع التنمية الريفية بمركبتيه النباتية و الحيوانية.
لقد ذكرتم يا معالي الدكتور أفكارا قيمة جدا تتعلق بالصيد و المعادن و البترول و لكم أقول و لكل من يريد أن يسمع أن ثروتنا السمكية، على أهميتها، ثروة مهاجرة معرضة للتأثر سلبا بتغير المناخ فضلا عن النشاط الإستخراجي تحت الأعماق و ما يصاحبه من حركة الملاحة البحرية إذا تركزت في مياهنا الإقليمية و أقول أيضا إن الثروات الباطنية على أهميتها ثروات يتوعدها النضوب و لو طال الزمن و الإستثمار فيها يتطلب إمكانات مالية و فنية ليست في وسع دول العالم الثالث و لذا فهذه الثروات خاضعة لسياسات و برامج الشركات العالمية و بالتالي تكون استفادة المواطن العادي منها غير مباشرة و عليه فيجب الإهتمام بقطاع التنمية الريفية بوصفه القطاع الإستراتيجي الأول فهو الذي يعيل نحو ثلاثة أرباع السكان و يساهم بصورة مباشرة في محاربة الفقر وفي تعزيز الإستقلال السياسي إذ لا حرية لشعب ياكل من وراء حدوده و يجب إبعاد هذا القطاع عن التجذابات السياسية و الحملات الدعائية. و لكن يجب أن يجد مكانته المناسبة في كل البرامج حتى و لو كانت وعودا انتخابية. لا تلزم إلا من يستمع إليها كما قال أحد السياسيين الفرنسيين.
معالي الدكتور لم تفت علي إشارة البيان إلى إقامة شركات زراعية و أنتم أدرى بدور مثل تلك الشركات في تنمية الإقتصاد في مراحل معينة لكنها لا تعوض الإهتمام بتطوير البحث التطبيقي و تقديم الخدمات لصغار المزارعين و العناية بالإستصلاحات الجماعية القروية. .......
و في الختام لكم التحية و التقدير و إن أخاك الحق من صدقك (بفتح الدال المخففة)
لا من صدقك (بتشديد الدال)